IMLebanon

هل يزور نصرالله حليفه المقاوم في القصر؟

إذا كانت جلسة الانتخاب النيابية قادت العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا ،ليُصبح الرئيس الثالث عشر والخامس بعد الطائف والرابع الآتي من المؤسسة العسكرية،بعد عامين ونصف من الفراغ، فإن كثيرا من علامات الاستفهام لا زال يدور حولها، خصوصا مع تسجيل عدد من الملاحظات «الشكلية والمبدئية» في سياقها، ما فتح الباب امام التحليلات والقراءات لمجريات اليوم الانتخابي الطويل وما تخلله من «زكزكة» وأجواء تشويش وبلبلة ،حملت معها «رسائل سياسية» مع انطلاق العهد الجديد، رئاسةً وتأليفاً للحكومة.

واذا كان بات من المؤكد ان الاطلالة الاولى للرئيس عون على اللبنانيين ستكون في 22 تشرين الثاني، بعد اصراره على عدم تلقي التهاني، قبل عيد الاستقلال بعد العرض العسكري، كانت لافتة استقبالاته الرئاسية التي حملت اكثر من معنى ، من نائب الرئيس السابق عصام فارس الذي حضر وزوجته خصيصا لتقديم التهاني، في ظل الكلام عن طرح اسمه كنائب لرئيس الحكومة العتيدة، مرورا بقائد الجيش العماد جان قهوجي، التي اشارت مصادر مقربة من الرابية الى انه اذا كان من المبدئي ان يغادر كل من مدد لهم مواقعهم مع انطلاقة العهد الجديد،»الا ان اي قرار في هذا الشأن تتخذه الحكومة مجتمعة بعد اتّفاق مع رئيس الجمهورية»، ليلفت وسط كل ذلك اتصال وزير الخارجية الاميركية بالرئيس سعد الحريري ،مع ما يحمله الاتصال من دلالات،بعد البيان المقتضب الصادر عن السفارة الاميركية الاثنين والذي حمل بين سطوره الكثير من الرسائل، في انتظار مواقف خليجية منتظرة مرحبة .

رسائل لها معنى آخر في حارة حريك العاكفة على دراسة خطوة زيارة السيد حسن نصر الله للقصر الجمهوري وتقديم التهاني للرئيس المنتخب، ليس من منطلق امني، انما سياسي مع ما قد تتركه الخطوة من تداعيات سلبية على «الجنرال» برأي مصادر في 14 آذار، خصوصا بعدما احتلت واجهة الاخبار أمس الترحيب السوري والايراني الذي وصل حد وصف ما جرى بالانتصار الشخصي لامين عام حزب الله، ونشر احتفالات لمقاتلين من حزب الله في حلب على مواقع التواصل الاجتماعي، ما «خلق نقزة» واثار حفيظة البعض في ظل الحذر الغربي والعربي من عدم اكمال باقي بنود التسوية، خصوصا ان التسريبات تؤكد أن ما حصل كان نتاج «صناعة خارجية بمواد أولية داخلية» اي مناصفة 50% – 50%، ما تؤكد عليه المصادر العونية معتبرة  أن حديث رئيس المجلس عن تسوية أميركية – ايرانية أدّت لانتخاب العماد  رئيسا للجمهورية «ليس شيئا قد نخجل به»، مؤكدة في الوقت عينه أن العملية «لبنانية صرف حظيت بمباركة اقليمية ودولية».

وعلى وقع خطاب القسم الذي ظل نجم حديث الموالين كما المعارضين ، ممهدا لعهد مسالم يستوعب الجميع، توقعت اوساط سياسية متابعة ان تجري عملية التكليف ومن ثم التأليف بسرعة وسهولة لينبري اركان العهد الجديد الى معالجة المتراكم من ازمات وقضايا داخلية تستوجب الحلول والبت السريع، فيما اشارت المصادر الى ان فريق «الحكماء السبعة» وتحت اشراف مباشر من العماد عون عكفوا على صياغته بدقة متناهية منذ حوالى الشهر، متجنبين السقطات السياسية في سياق حبكة وطنية بامتياز، شكلت ارتياحا عاما وبعثت رسائل اطمئنان الى جميع الجهات، محاذرين الفخاخ التي ممكن ان يستغلها المعارضون لاطلاق النار على العهد، معتبرة ان التسوية التي جمعت الاضداد تحت شعار ضرورة انهاء الفراغ ، هي نفسها التي رسمت الخطوط العريضة للعهد وانعكست في الخطاب،الذي سيكون البيان الوزاري على صورته ومثاله ،على الارجح، حمال اوجه في عباراته.

الكتل النيابية التي انجزت واجبها في انجاز الاستحقاق الرئاسي، بدأت ورش داخلية لتحديد موقفها من استحقاق الرئاسة الثالثة المحسوم ازرقا وبرتقاليا لصالح الشيخ سعد، عاكفتا على ترميم ما اصابها من تهشمات نتيجة قرارتها المؤلمة. على الضفة المقابلة ثمة من يراهن من المعارضة العونية على عفو شامل ومغفرة باسيلية تعيدهم الى بيت طاعة ابيهم الذي خرجوا منه محرجين، رغم ان معطيات الساعات الماضية لا تبشر بالخير مع تبلغهم عدم الترحيب بهم في مهرجانات الانتصار، كما في نزع صور رفعوها للعماد عون ،على غرار ما حصل مع عونيو بيروت المؤيدين لزياد عبس والتي ازيلت الصورة التي رفعوها بعد اتصال من الرابية بمسؤول امني رفيع.