IMLebanon

ما من استراحة محارب  فالملفات متراكمة

أمس مرَّ الأحد الأول من دون انتخابات بلدية واختيارية بعدما انجز هذا الاستحقاق، فكانت عطلة الأسبوع الاولى من دون صناديق واقلام اقتراع ولوائح شطب، لكن هل كانت استراحة المحارب؟ بالتأكيد لا، فليس هناك من استراحة ولا من يستريحون لأن الملفات كبيرة: السياسي منها وغير السياسي، فماذا في الأفق؟

الوضع السياسي ليس على ما يرام على الاطلاق، حتى داخل البيت السياسي الواحد وحتى بين الحلفاء، وهذا الواقع ينطبق على معظم القوى السياسية من دون استثناء، والفارق في ما بينها ان بعضها يخرج الى العلن فيما البعض الآخر يبقى داخل الجدران المغلقة.

وإذا كان الوضع السياسي على هذا المنوال فإن الوضع الأمني يُعتبر افضل على رغم كل محاولات زعزعة الإستقرار، والاسبوع الماضي شهد انجازات امنية لم تعط الأهمية بسبب كثافة الانشغالات بكل ما هو بلدي واختياري:

ففي اسبوع واحد اكتشافٌ لخلايا ارهابية لداعش في كلّ من خربة داوود في الشمال وفي صيدا وإقليم الخروب في الجنوب والشوف وفي مدينة عاليه.

الخطير في الموضوع ان هذه الخلايا غير مرتبطة ببعضها ولا تعرف بعضها، والتحقيق مع واحدة ليس بالضرورة ان يُفضي الى اخرى.

هذا الوضع من شأنه ان يعقد الموضوع أكثر فأكثر ويستدعي يقظة امنية على درجة عالية من التنبّه لأن الخلايا الارهابية ما زالت على قرارها في ما خص تفجير الساحة اللبنانية.

وأكثر من ذلك فإن الوضعين الأمني والسياسي لم يؤثرا حتى اليوم على الوضع السياحي الذي يبدو ان هناك جهودًا جبارة لجعله غير متأثر بكل ما هو أمني أو سياسي، ويبدو ان هناك اتجاهًا لدى وزير السياحة ميشال فرعون بوضع البند السياحي بندا أساسيًا على جدول أعمال مجلس الوزراء لتحصينه خصوصا ان موسم الصيف على الأبواب.

ولكن ليس بالسياسة وحدها ولا بالأمن وحده تحيا السياحة، هناك ملفات مزمِنة وفي طليعتها ملف النفايات، فالذي حصل حتى الآن ان هناك قرارات نظرية لكنها لم ترقَ بعد الى مستوى القرارات التطبيقية بدليل ان حل مسألة النفايات ما زال يقتصر حتى اشعار آخر على عملية التجميع في الكوستابرافا وبرج حمود، ولكن الى متى يمكن للوضع ان يستمر هكذا؟

مع ارتفاع درجات الحرارة تصبح عملية تجميع النفايات وكأنها عودة الى النقطة الصفر، فالتجميع كأنه رميٌ في الشوارع وعلى الطرقات، فهل نكون على موعدٍ مع صيف ثانٍ من النفايات في الطرقات؟ وفي هذه الحال أين تُصبح السياحة؟ وأين تصبح المهرجانات؟ وأين تصبح كل الوعود الحكومية؟

نطرح كل هذه التساؤلات في ظل الفراغ المميت في موقع رئاسة الجمهورية والذي تتقاطع كل المعلومات عند استمرار هذا الاستحقاق على حاله من المراوحة.

أعان الله اللبنانيين، فدولابُهم ما زال يدور الى الوراء.