Site icon IMLebanon

هل يتخلى أوباما  عن الخيار الأسوأ ؟

في مطلع ولايته الأولى عام ٢٠٠٩ قرر الرئيس باراك أوباما إنهاء الحرب الكونية على الارهاب والتي أعلنها سلفه الرئيس بوش الابن بعد أحداث ١١ أيلول ٢٠٠١. كانت حجته أن التعبير مبالغ فيه، والتزامه يورط أميركا في ما يتجاوز مصالحها، لأن خطر الارهاب محدود. ولم يتردد حتى بعد ظهور داعش في القول إنه لا يشكل خطراً وجودياً على أميركا وإن ضحايا الزحط في البانيو أكثر من ضحايا الارهاب.

لكن الاعتبار أعيد الى تعبير الحرب على الارهاب بعدما تجاوز داعش ممارسة الارهاب على أرض الخلافة وفي المنطقة الى القيام بعمليات ارهابية في فرنسا وبلجيكا وأميركا. وباسم هذه الحرب جرى تشكيل تحالف دولي بقيادة أميركا وتحالف اسلامي بقيادة السعودية وتحالف رباعي بقيادة روسيا. لا بل بدأت القوات العراقية معركة استعادة الفلوجة من داعش بدعم أميركي، وقوات سوريا الديمقراطية التي معظمها من الكرد معركة تحرير منبج وقرى على طريق الرقة بدعم أميركي، وقوات نظامية سورية وحليفة معركة استعادة الطبقة على الطريق الى الرقة بدعم روسي.

والتحدي يكبر أمام أوباما في نهايات ولايته الثانية. فما هرب منه لحقه الى أميركا. ومجزرة أورلاندو التي تبدو عمل ذئب منفرد ليست أقل خطورة مما لو كانت من تخطيط داعش. والرد على موقف عنصري وخطير يقوي داعش، لا الحرب عليها، للمرشح الجمهوري الى الرئاسة دونالد ترامب ليس البديل من تصعيد الحرب على الارهاب وتسريع القضاء على داعش. لكن الشكوك كثيرة في احتمال ان يجري أوباما تحوّلاً نوعياً في موقفه التقليدي، وهو ان محاربة الارهاب قصة أجيال، وان أميركا تكتفي بالقصف الجوي وارسال عدد من المستشارين لمساعدة القوات البرية.

ذلك ان التركيز في أميركا هو على خيار الرئيس المقبل. وهذا ما بدا واضحاً في مقال كينيث بولاك من مؤسسة بروكنغز نشرته الفورين افيرز. فالخيار هو إما زيادة الانخراط في قضايا المنطقة، وإما الانسحاب الكامل منها. ولكل خيار كلفة ومردود. زيادة الانخراط تتطلب كثيراً من المصادر والطاقة والانتباه والرأسمال السياسي. والانسحاب يتطلب قبول مخاطر أكبرو مما هو معروف. والخيار الأفضل، في رأي بولاك، هو زيادة الانخراط وبالتالي القتال. اما الانسحاب، فانه الخيار السيّئ. وأما الخيار الأسوأ، فانه خيار أوباما، وهو الجمع بين الخيارين معاً: شيء من الانخراط، وشيء من الانسحاب، والنتيجة فشل كامل.

ولعل التوصيف الدقيق هو ما نقلته الواشنطن بوست عن روبرت غيتس وزير الدفاع في ولاية أوباما الأولى، إذ قال ان تنفيذ قرار أوباما الممانع والمدفوش بالقوة يصل الى المكان الصحيح ولكن متأخراً يوماً وناقصاً دولاراً.