مساعٍ لإعادة وصل ما انقطع بين مصر و«حماس»
هل تفتح السعودية قنوات اتصال مع «الإخوان»؟
تتابع الأوساط الإسلامية في لبنان والعالم العربي التطورات الخطيرة المتسارعة في مصر، خصوصاً بعد الأحداث الأمنية الأخيرة في سيناء والقرار الذي اتخذه القضاء المصري باعتبار الجناح العسكري لحركة «حماس» تنظيماً إرهابياً.
وتتخوّف هذه الأوساط من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة بحيث لا يمكن السيطرة عليها في ظل اتجاه «الاخوان المسلمين» في الاندفاع نحو التصعيد الشامل مع السلطات المصرية، السياسية والأمنية، كردّ على حملات التوقيف التي يتعرّضون لها وفقدان قيادة «الاخوان» التاريخية لدورها واختيار قيادة إخوانية شبابية جديدة لقيادة الصراع في المرحلة المقبلة.
ويُضاف الى هذه العوامل، حسب الأوساط الإسلامية، تداخل الاوضاع في مصر مع التطورات في ليبيا والعراق وسوريا، وتزايد دور تنظيم «داعش» والتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي بايعت «داعش» أو تتقاطع مع نشاطاته، بالإضافة الى انتشار الأسلحة الثقيلة مع هذه التنظيمات، خصوصاً التي تم تهريبها من ليبيا الى دول عربية عدة ومنها مصر.
وانطلاقاً من هذه المعطيات، ولأن خسارة مصر سيكون لها تداعيات خطيرة، ولأن قوى المقاومة في لبنان وفلسطين هي المتضرّر الأكبر من هذه الاوضاع، فقد بادرت شخصيات لبنانية وعربية وإسلامية عدة لإطلاق سلسلة مبادرات لوقف أجواء التصعيد، والعمل من أجل فتح قنوات الحوار بين السلطات المصرية والقوى الإسلامية، ولا سيما حركة «حماس»، على أمل أن يشكل ذلك مدخلاً لتخفيف أجواء التصعيد بين «الاخوان المسلمين» والحكومة المصرية.
وتشير الأوساط الإسلامية الى وجود مساعٍ خليجية ودولية إسلامية لإعادة فتح قنوات التواصل مع «الإخوان المسلمين» على أمل أن يؤدي ذلك لقطع الطريق أمام التنظيمات المتطرفة، خصوصاً «داعش» وأخواتها. وبدأت هذه الاوساط بالحديث عن وجود توجّه لدى القيادة السعودية الجديدة للانفتاح على «الاخوان» وإعادة ترتيب الأوضاع في مصر.
وفي مقابل هذه الأجواء، تشير الأوساط الى ان تركيا وقطر قد لا ترحّبان بحصول تقارب اخواني ـــ سعودي والمساعي من أجل ترتيب العلاقة بين «الاخوان» والحكومة المصرية، بل تراهنان على تصعيد الأجواء في مصر والاندفاع أكثر نحو المزيد من المواجهات بهدف إسقاط حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتعتبر هذه الاوساط الاسلامية ان إعادة إشراك «حركة النهضة الاسلامية» التونسية (وهي الجناح الاخواني في تونس) في الحكومة التونسية الجديدة يشكل رسالة إيجابية لـ «الاخوان» في المنطقة، كما أن تقارير عدة نشرت من مؤسسات دولية تتوقع عودة السعودية للانفتاح على «الاخوان».
وبانتظار تبلور صورة الموقف السعودي من «الاخوان»، جاءت مبادرة الامين العام لـ «اتحاد علماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود، كذلك مبادرة الامين العام لـ «الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين» الدكتور علي قرة داغي، لوقف أجواء التصعيد في مصر واستنكار استهداف الجيش المصري والمؤسسات الأمنية، من أجل العمل لفتح كوة في الوضع الخطير. وتتلاقى هاتان المبادرتان مع جهود حثيثة تبذلها قوى وحركات إسلامية جهادية وشخصيات علمائية أخرى بعيداً عن الأضواء للوصول الى معالجة للأزمة المصرية.
فهل تنجح هذه المبادرات، أم أن مصر تتجه نحو المزيد من التصعيد المتبادل، ما يضعها أمام تطورات خطيرة في المرحلة المقبلة؟