أن تستقبل المملكة العربية السعودية الدكتور سمير جعجع مرتين خلال شهرين لا بد أنّ له دلالات كبيرة.
أوّلاً- التوقيت… شاء مَنْ شاء وأبى مَن أبى يبقى جعجع مرشح 14 آذار للرئاسة.
ثانياً- لا شك في أنّ للمملكة دوراً كبيراً جداً في لبنان والمنطقة… وهذا الدور لا يستطيع أحدٌ أن ينكره عربياً ومناطقياً أو أن يقلّل من مفاعيله.
ثالثاً- عندما يرد «حزب الله» بعد 4 أشهر على سعد الحريري في موضوع الحوار، ويأتي ردّه رابطاً الحوار بالإصرار على مرشحه الرئاسي الذي «أول حرفين من اسمه ميشال عون» كما قال السيّد حسن نصرالله بذاته… ألا يكون الحزب قد وضع شرطاً مسبقاً للحوار من شأنه أن يفشله؟
رابعاً- لا بد من مهلة غير قصيرة، أي حتى شهر آذار المقبل، حتى يبسط الحزب الجمهوري المعارض سيطرته على الكونغرس الاميركي، وهو لن يوافق اوباما على سياسة التسويف والمماطلة في الملف النووي.
ولنتذكر هنا أنّ إيران لا تفهم إلاّ بلغة القوة… مثال ذلك عندما احتل الحرس الثوري السفارة الاميركية في طهران على امتداد 444 يوماً… هدّد المرشح للرئاسة رونالد ريغان بأنّه سيعمد فور انتخابه الى تدمير طهران إذا لم تُخْلَ السفارة من محتليها…
وفور تسلم ريغان سلطاته بادروا الى فك الحصار والفرار… وكان في طليعتهم أحمدي نجاد الذي صار لاحقاً رئيساً للجمهورية.
يبقى هناك احتمال لا يمكننا أن نحدد ما إذا كان قوياً أو ضعيفاً… وهو أنّ إيران على أبواب استئناف المفاوضات حول النووي مع الاميركي، وأمس بالذات عقد الجانبان اجتماعاً تحضيرياً في جنيڤ… فقد تستغل طهران الوقت الفاصل عن آذار، فتتساهل في قضايا عدة بينها ملف انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان.