المشنوق لبى طلبات «البيك».. لكنه رفض المس بالصلاحيات
هل يستهدف جنبلاط الانتخابات البلدية؟
في بلد لم يعد من قعر لتهاويه على المستويات كافة، يبرز سجال جديد بين وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب وليد جنبلاط.
واذا كان الوزير وائل ابو فاعور حاضرا لكل مدد مطلوب، فان «كتلة المستقبل» نزلت بثقلها «المعتدل» للدفاع عن المشنوق ضد «الحملة المنظمة التي يتعرض لها انطلاقاً من بعض الحسابات الصغيرة والفئوية التي لا تخدم منطق الدولة التي نطمح إليها في الوقت الذي يعمل البعض على هدمها».
ليس سجال الرجلين جديدا في الحياة السياسية اللبنانية التي حفلت بسجالات ونقاشات وخلافات، تنوعت اسلوبا بين الحنكة وخفة الظل والتلميح والتصريح المبطن حينا، والضحالة والسفاهة والسماجة وضيق الافق حينا آخر.
ويقضي الإنصاف الاشارة الى أن السنوات العجاف الاخيرة تعكس في خطابها السياسي بعضا من صورة الحياة السياسية نفسها: رداءة في الشكل والمضمون.
يملك المشنوق ووراءه «كتلة المستقبل» ورئيسها فؤاد السنيورة، تحديدا، كما جنبلاط ومعه أبو فاعور، ملكة الكلام. لا تنقصهم اجادة اللغة و «التجويد» بها عند الضرورة. كما لا تنقصهم روح النكتة. لكن سجالاتهم الاخيرة خلت من أي لمعة او اضافة. باتت أقرب الى «الردح».
في المشهد العام، ووسط كم ملفات الفساد المتشعبة والتي يكاد لا يخلو منها مرفق في البلد على امتداد الجمهورية اللبنانية، بدا السجال كمن يؤكد المؤكد لدى الناس، فكل ما يقوله طرف عن الآخر صحيح، بغض النظر عن التدقيق في الكلام وخلفياته.
أما في الخلفيات فتتعدد الروايات. يصبّ معظمها عند «البيك». هي تراكمات تبدأ بحسب أحد المسؤولين في «المستقبل» عند «موضوع تلزيم الكاميرات في بيروت. وعلى هذه الخلفية بدأ الهجوم على المشنوق كما على مدير عام اوجيرو عبد المنعم يوسف». يسكت المسؤول عن الافاضة والافصاح ليعود ويؤكد ان «جنبلاط لديه طلبات متواصلة من الداخلية التي لم يقصّر المشنوق في تلبيتها عندما تكون ضمن المقبول والمنطق. اما تجاوز الامور للصلاحيات والاصول والمقبول في التعاطي فلا يمكن ان يتم القبول به».
لكن مصادر مستقلة تبدي خشيتها من أن «يكون وراء المعلن من الخلافات والسجالات ما هو أبعد من ظاهر الحصص والمحاصصة. فقد اعتدنا على وليد جنبلاط أن يصوّب لناحية فيما المقصود ناحية أخرى. والخوف أن تكون الانتخابات البلدية هي المستهدفة هذه المرّة». يضيف: «ليس خفيا أن جنبلاط منزعج من الانتخابات البلدية في مثل هذه الظروف. فلا هو على توافق وتحالف تامين مع اي فريق سياسي ليخوض معارك تستنهض العصب في المواجهة، ولا هو يريد الدخول في زواريب العائلات وخصوصيات ابنائها وحسابات الوجاهة والزعامة فيها. كما لا يريد ان يهز استقرار الجبل بعد المصالحة التاريخية التي يواصل التغني بها، وإعادة إحياء الحساسيات، خصوصا في القرى المشتركة. وفي غياب البحبوحة المالية، المعممة على معظم القوى الاساسية، لا يمكن حسم المعارك بالاغراء او بالتراضي».
عليه، تضيف المصادر، فان «جنبلاط يميل الى تأجيل الانتخابات البلدية التي لم يتوانَ في وصفها بالمصيبة التي حلت علينا، ويتمنى أن يجد سبيلا الى ذلك، او يلاقيه أحد على الطريق».
في هذا الوقت، يتواصل مسلسل تبادل الاتهامات، ويتسلى الناس في كشف المستور، معتبرين أن كل ما يقوله السياسيون عن بعضهم بعضا صحيح ودقيق. وقد حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بما مضمونه «لم نرهم وهم يسرقون، ولكننا شهدناهم يختلفون عند تقاسم المغانم».