IMLebanon

هل يُصبح الشمال خاصرة لبنان الرخوة؟

 

فيما يتسلى بعض اهل السياسة بالمناكفات الرئاسية وتصفية الحسابات، تنصرف القوى الامنية بمؤازرة دولية وداخلية ضيقة الى مراقبة الوضع الدقيق امنيا في شمال لبنان.

هذه المرة تبدو التهديدات جدية، فقد علمت «اللواء» من مصادر موثوقة بان احدى السفارات الاجنبية المهمة في لبنان ابلغت الاجهزة الامنية عن وجود تحركات مشبوهة لبعض الخلايا الارهابية النائمة في الشمال،  مؤكدة بأن هناك تحضيرات جدية يقوم بها قادة بعض الفصائل الارهابية في سوريا بالتنسيق مع ارهابيين في الداخل اللبناني لاعادة ترتيب صفوف هذه الخلايا للتحرك واشعال الجبهة الشمالية على الحدود مع سوريا تمهيدا لبدء العملية البرية داخل اراضيها.

وفي حين كشفت المصادر عن وجود عمليات تسليح مكثقة للشبان والنازحين بحجة الامن الذاتي، لفتت في المقابل الى ان الهدف الاساسي من تحريك «الجبهة الشمالية» مجددا هو فتح ممر آمن للسلاح والارهابيين الى الداخل السوري بعد تضييق الخناق عليهم على الحدود التركية والاردنية واللبنانية من جهة السلسلة الشرقية.

وربطا بهذا السيناريو، شددت المصادر على وجود قرار حازم «اقليمي – دولي «لمنع المس بالاستقرار الامني وبعدم المهادنة مع مشروع تحويل الشمال الى مرتع للارهابيين وخاصرة رخوة لسوريا او لبنان، مشيرة الى وجود تنسيق «امني- استخباراتي» على اعلى المستويات بين الاجهزة الامنية اللبنانية واستخبارات الدول الكبرى لرصد ومتابعة الخلايا الارهابية لاحباط مخططاتها والقضاء عليها.

على ذمة المصادر، فان الروس حذروا من مغبة محاولة استخدام شمال لبنان كمنطلق لعملية برية واسعة في سوريا، مؤكدين بان روسيا لن تقف على الحياد وطائراتها ستقصف اية اهداف ستتحرك في هذه النقطة الحدودية.

وفي السياق، جزمت المصادر بأن الاجهزة الامنية بدأت بتطبيق سياسة استباقية في مكافحة الارهاب مثلما حصل مؤخرا في جرود رأس بعلبك وهو ما يعتبر مؤشرا واضحا على خطورة الوضع الامني، وعلى حد تعبيرها فان هناك توافقاً «لبنانياً- دولياً» واسعاً على اعطاء الجيش اللبناني الحرية الكاملة لضرب الارهاب اينما كان.

غير ان المصادر المحت بطريقة غير مباشرة الى ضرورة تنبه الجميع من محاولة بعض الاطراف الخارجية استغلال تحركات الجيش اللبناني ضد الارهاب وتوظيفها في اطار مذهبي ضيق، وفي هذا الصدد، ثمة تنبيهات من محاولة زج الجيش في اشكالات جانبية في بعض المناطق ذات اللون الواحد للتمهيد لفتنة « سنية – شيعية» تسهل سيناريو اشعال الحدود « اللبنانية- السورية « شمالا.

لكن وعلى الرغم من اهمية هذه المعلومات، الا ان المصادر حاولت التخفيف من وقعها ووضعتها في اطار المعلومات غير المؤكدة، غير ان ذلك لا يعفي المسؤولين اللبنانيين والاجهزة الامنية المختصة من التدقيق بها وعدم الاستخفاف مثلما حدث منذ سنوات حين اعلن وزير الدفاع الاسبق فايز غصن عن وجود الجماعات الارهابية في البقاع.