IMLebanon

هل يفشل التحالف ضد “داعش”؟

عندما يعلن الجيش الاميركي ان تنظيم “داعش” دخل من جديد الى مصفاة بيجي العراقية، وانه بات يسيطر على اجزاء منها بعدما كان قد تم تطهيرها في نيسان الماضي، فليس من المغالاة القول ان حرب “التحالف الدولي” ضد الدواعش تراوح في مكانها، وان كل ما قيل ويقال عن معركة تحرير الموصل يبقى بلا معنى.

الجيش الاميركي الذي يقصف محيط المصفاة يقول ان تأمين مدينة بيجي والمصفاة يبقى خطوة ضرورية ورئيسية على طريق شن هجوم لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل الاستراتيجية في شمال العراق وأنه “من دون بيجي من المستحيل استعادة الموصل”، ولهذا من الضروري السؤال ماذا فعلت الحرب على “داعش” التي بدأت قبل عشرة أشهر؟

العنصر الثاني الذي يزيد الصورة قتامة الحديث عن دخول مجموعات من عناصر “الحشد الشعبي” تحرق المنازل وتطرد المواطنين السنَة في الأنبار، في حين لا تزال تصريحات حيدر العبادي تتردد منددة بما جرى في مدينة تكريت من تعديات مشابهة بعد طرد “داعش” منها.

وما يزيد الصورة التباساً ان يقول رئيس المجلس الأعلى الاسلامي عمَار الحكيم، ان قانون الكونغرس تسليح الأكراد والعشائر السنية كشف هشاشة التوافق العراقي، فهل كان الحكيم وغيره من الزعماء العراقيين في حاجة الى قانون الكونغرس لكي يكتشفوا فعلاً ان التوافق بين العراقيين معدوم تقريباً، وخصوصاً في وقت تقرع طبول التقسيم من الداخل أكثر من الخارج؟

خطورة الانقسام بين المكونات العراقية انه لم يعد عمودياً على المستوى الشعبي بل صار هرمياً على مستوى القيادات السياسية، والدليل انه عندما اجتمع مجلس النواب العراقي للتصويت على قرار يدين القرار الذي أقره الكونغرس، والذي هدد بتسليح البشمركة والعشائر السنية مباشرة من دون المرور بالحكومة المركزية اذا لم تَرسَخ الوحدة الوطنية من طريق اشراك المكونات الاخرى غير الشيعية في السلطة، وهو ما اعتبر نوعاً من الترويج الاستباقي لتقسيم العراق، قررت الكتلتان السنية والكردية في المجلس الانسحاب من الجلسة.

هذا الانسحاب يشكل قبولاً لا بل ترحيباً بقرار الكونغرس الذي ينطوي على مؤشرات تقسيمية واضحة وليس من حق عمار الحكيم أو غيره من الزعماء العراقيين استغراب وجود توق تقسيمي في البلاد، خصوصاً ان نوري المالكي خرج من السلطة لكن ممارساته المذهبية والعمليات الانتقامية التي يقوم بها البعض مستمرة لكأن كل السنة من الدواعش.

ولكي تكتمل معالم الصورة القاتمة ها هو مسعود بارزاني ينهي محادثاته في واشنطن بالقول “ان وحدة العراق اختيارية وليست اجبارية وان استقلال كردستان قادم لا محالة”… بما يعني في النهاية ودعوا العراق الذي عرفتموه!