IMLebanon

هل تتكرر تجربة استبعاد «القوات»؟

 

 

كان من المتوقع ان تشكل باكورة الجلسات الحكومية، ترجمة لأجواء الانفراج السياسي واستعادة للجلسات الانتاجية، خصوصاً في ضوء مناخات التقارب والمصالحة بين كل الاطراف الحكومية، ولكن قد بات من المؤكد ان مناخ المصالحة لا ينسحب على العلاقات السياسية بين هذه الاطراف كما تقول مصادر قيادية في «القوات اللبنانية»، تعتبر وبعد مرور أيام على جلسة قصر بيت الدين، ان عملية الاقصاء السياسية بحقها كانت متعمدة وهي تتخذ دلالات مؤذية للغاية بالنسبة للمشهد الحكومي العام. وعشية الدفعة الثانية المرتقبة من التعيينات، وفي الوقت الذي تتحدث فيه معلومات مستقاة من اكثر من طرف حكومي عن تكرار تجربة استبعاد مرشحي «القوات»، تلفت المصادر الى ان ما من تطور في العلاقة ما بين «التيار الوطني الحر» و«القوات»، وأن كل مواقف رئىس «التيار الوطني» الوزير جبران باسيل خارج اطار الاستهداف المبرمج، هي فقط في اطار المسكنات، ذلك ان رئىس «التيار الوطني» قد اتخذ قراراً منذ ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، يقضي بتطويق «القوات» ومحاولة تحجيمها بصرف النظر عن وجود توجهات ايجابية لدى بعض القيادات السياسية والشخصيات النيابية القريبة من الوزير باسيل، والتي لا تزال تتحدث عن أهمية الحفاظ على التفاهم مع «القوات».

 

وتكشف المصادر «القواتية»، ان الهدف ومن خلال عدم الالتزام بأي آليات منصفة وقانونية في التعيينات من قبل «التيار الوطني»، هو احتكار كل المواقع الادارية اولا ومحاصرة «القوات» التي تصر على الآلية ثانياً واستبعاد أي توجه تسعى اليه «القوات» وهو تحقيق وتثبيت ثنائية مسيحية ديموقراطية ثالثاً.

 

في المقابل، تتحدث هذه المصادر عن خطاب سياسي من قبل قيادة «التيار الوطني» من أجل تجميل هذا الواقع، وتفادي الظهور في موقع المهاجم لـ«القوات» مع العلم ان الهدف هو الوصول الى أحادية مسيحية تبدو الظروف الراهنة ملائمة لها. وتؤكد ان «القوات» تتعاطى مع «التيار الوطني» كما مع غيره من الاطراف، انطلاقاً من قناعاتها السياسية ورؤيتها الوطنية ومشروع الدولة الذي تؤمن به، فلا تعارض من اجل المعارضة كما لا توالي من اجل الموالاة بل تعلن موقفها من كل ملف او عنوان وفق هذه القناعات. وبالتالي فان لا خصومة مع أي طرف سياسي الا بقدر ابتعاد هذا الطرف عن مشروع الدولة والدستور، ومن هنا تأتي المعارضة لأي ممارسة تحت عنوان المحاصصة السياسية التي أوصلت لبنان الى الهلاك وأدخلته في نفق من الازمات، ولذا تشدد المصادر نفسها على ان «القوات» تواجه كل من يضرب مشروع الدولة في لبنان واصطدامها بأي فريق سياسي يأتي على أساس أنه عنوان لمنع قيام الدولة الحقيقية، دولة الدستور والقانون.