تشير الترجيحات الديبلوماسية إلى أن فوز المرشحة الديموقراطية في الولايات المتحدة هيلاري كلينتون سيحصل في الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني المقبل، وأن هذا الفوز سيسهّل وضع السياسات الجديدة تجاه ملفات المنطقة التي باتت تنتظر هذا الاستحقاق.
ويقول ديبلوماسيون بارزون إن كلينتون تدرك جيداً مشاكل المنطقة وظروفها ولن يستغرق وضع خطة للتعامل مع هذه المشاكل وقتاً طويلاً، في حين ان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب سينعكس تأخيراً في وضع خطة إدارته خصوصاً وأنه لا يملك خبرة في شؤون المنطقة. مع الإشارة إلى أفكاره الغريبة لكن إذا فاز قد تعمد جماعته إلى تطويقه لكي يتخذ أداؤه مساراً يرضي حزبه. إنما كلينتون ستتمكن إذا فازت من اتخاذ قرارات لا سيما حيال الأزمة السورية بشكل أسرع وهي مدركة لها كما أن لها مواقفها منها.
إذا فاز ترامب، هناك تخوف دولي من أفكاره العنصرية والمتطرّفة والتي لا تمتْ بصلة للواقع السياسي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديقه، إنما ليس واضحاً كيف ستتجه الأمور معه في السياسة الخارجية وما إذا كان سيأخذ الولايات المتحدة إلى التطرف.
هناك رغبة من قِبَل النظام السوري بالاستفادة في الفترة الراهنة من الآن وحتى آذار المقبل حيث شبه غياب للإدارة الأميركية عن الأحداث. في الاساس الإدارة لم تكن تريد أن تقوم بشيء ملموس في سوريا، وبالتالي النظام يجد فرصة له ما بين السبعة أشهر أو الثمانية سعياً لتغيير الوقائع على الأرض قبل الإدارة الجديدة. لكن لا يمكن له الانتصار والمسألة ستبقى بين كرّ وفرّ، لا سيما وأن الدول الداعمة للمعارضة لن تقبل بهزيمتها. هذا يعني أن الأزمة السورية طويلة الأمد وأن اللاجئين السوريين سيبقون مكانهم ولا حلحلة.
وبغض النظر عن اسم الرئيس الذي يفوز، لا خطة للإدارة قبل آذار. وكل الأطراف في المنطقة تسعى إلى إعادة التموضع وفق هذا الاعتبار، وكل طرف يعمل وفق ما يرى مصلحته للاستفادة من الأشهر الفاصلة.
في الموضوع اللبناني كل الدول المهتمة تريد الاستقرار وعدم تدهور الوضع في انتظار التطورات الأميركية والاقليمية.
الوضع اللبناني مستقر أمنياً ولكنه سياسياً على حافة الهاوية. ليس هناك من ضغوط دولية وأميركية تحديداً على إيران في الملف اللبناني، لا شك أنه يتم بحث دولي معها حول تسهيل الموضوع اللبناني لكن لا توجد حركة دولية ضاغطة في هذا الاتجاه. وتؤكد المصادر انه من المبكر لأوانه وضع تحديدات زمنية لحصول الاستحقاق الرئاسي اللبناني مع امكان حصوله بعد تسلم الإدارة الجديدة الحكم في واشنطن أي في مرحلة الربيع المقبل. لكن لا أحد يمكنه الجزم ان الموضوع اللبناني سيكون من اولويات الإدارة الجديدة، أولاً، وثانياً لا أحد يمكنه الجزم بأن الإدارة الجديدة ستقوم بالضغوط الكافية على إيران لتسهيل إنجاز هذا الاستحقاق. كل الدول حالياً تقول انه من الأفضل أن يكون هناك رئيس للبنان ما يحسّن أداء المؤسسات ويعزز الثقة السياسية والأمنية بالبلد، وأن غياب الرئيس يعرقل أموراً كثيرة. إنما لم تحصل ضغوط لإيجاد حلحلة، وإلا لكان ذلك ظهر على طاولة الحوار الأخيرة. إذا حصل في لبنان حدث كبير أمني أو نزاعات كبرى، لا سمح الله، يصبح لبنان من الأولويات، إنما طالما يحافظ على حد من الاستقرار يكون ذلك جيداً.
الولايات المتحدة تدرك تماماً أنه لم يكن هناك دفع للحوار مع إيران في ملفات المنطقة. ومن غير الواضح أن الحوار سيكون من أولويات الإدارة المقبلة، التي ستتبلور أمور كثيرة في ظل عهدها. هذا الحوار لم يكن من الأولويات الأميركية والأوروبية والإيرانية على حد سواء. قد تؤدي دوراً مهماً في هذا المجال، كذلك في مجال العلاقات الخليجية مع إيران، تمهيداً لوصول الإدارة الجديدة ووضع خطتها. إيران في الملف اللبناني لن تبادر، إذا لم يبادر اللبنانيون، وهي تعتبر أن القادة المسيحيين عليهم الاتفاق أولاً، وهي لا تتدخّل في الملف الرئاسي، وقد أوكلت الأمر إلى «حزب الله» ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
الأرضية الخارجية مجتمعة غير مناسبة لإنهاء الملف اللبناني، لكن المهم أن يكون أولوية لدى الإدارة المقبلة.
العلاقة مع إيران ستكون حتماً بين أولويات الإدارة الجديدة، لكن السؤال كيف ومن أي منظار؟ مع إيران هناك ملفات عديدة ينتظر بحثها، وهناك فارق كبير بين التعامل الأميركي حيال إيران والتعامل مع «حزب الله».