تأخذ اوساط دبلوماسية غربية على اللبنانيين انهم لا يستفيدون من القرار الدولي بابقاء لبنان تحت سقف التفجير كما يجب، وانهم قادرون على تحقيق خطوات ايجابية اكثر على مستوى تعزيز عمل المؤسسات الدستورية وترسيخ الامن الداخلي في البلاد. لكنها تستدرك بان تأثير تداعيات التصعيد الذي تشهده المنطقة احد ابرز العوامل للتوترات والاهتزازات التي تشهدها الساحة اللبنانية.
وحسب ما ينقل عن بعض السفراء ان على الجهات الرسمية والسياسية اللبنانية الافادة من الفرصة المتاحة والشهرين او الاسابيع المقبلة للعمل على تحصين الوضع الداخلي تحسبا للتطورات المرتقبة في الربيع المقبل اكانت ايجابية او سلبية.
وينظر هؤلاء الى الحوار القائم بين حزب الله وتيار «المستقبل» برعاية الرئيس بري بايجابية، لا سيما انه ساهم ويساهم حتى الان في تخفيف التوتر السياسي رغم بعض السجالات والتجاذبات على «الطريقة اللبنانية».
وفي ظل هذه الاشارات الصادرة عن الدبلوماسية الغربية، تتعزز التكهنات المربوطة بنتائج المفاوضات حول الملف النووي الايراني بين طهران ومجموعة الـ (5+1) بان الربيع سيحمل معه تطورات بارزة وربما حاسمة على صعيد الوضع السياسي في البلاد ومنها ازمة انتخاب رئيس الجمهورية.
ويقول مصدر وزاري متابع ان المعطيات والمناخات الخارجية تدل على انتخاب الرئيس الجديد سيجري في نيسان او ايار، معربا عن اعتقاده ان التعقيدات الداخلية رغم صعوبتها لن تحول دون تحقيق هذه الخطوة مع نضوج الظرف الاقليمي والدولي.
وبرأي المصدر ان هناك استحقاقات وتطورات مهمة ومؤثرة تفرض نفسها على حالة المراوحة القائمة في لبنان ابرزها: محطة المفاوضات الحاسمة حول الملف النووي في اذار المقبل وما يستتبعها من نتائج وتداعيات على المنطقة ومنها لبنان.
ووفقا للتوقعات فان الامور تسير حتى الان باتجاه ايجابي ما سيسهل الاتفاق على حسم الاستحقاق الرئاسي اللبناني في ظل تحسن العلاقات الايرانية – السعودية المرتقب في مثل هذه الحال.
وحسب المصدر ان وصول المفاوضات الى طريق مسدود يعني دخول المنطقة في مزيد من التصعيد والانفجار، وهذا امر لا ترغب كل من واشنطن وطهران الذهاب اليه.
اما اذا تعذر حسم الملف النوووي بشكل نهائي فان المتوقع اللجوء الى الخيار الثالث، اي تمديدها الى موعد جديد مع اضافة بعض العناصر الايجابية على العناصر التي تحققت سابقا.
وفي كل الحالات يرى المصدر الوزاري المتابع ان الاستحقاق الرئاسي مؤجل الى حين انقشاع المشهد بعد جولة مفاوضات اذار وان طبيعة النتائج هي التي سترسم صورة الرئيس الجديد، مع العلم ان هناك ما يشبه الاقرار الداخلي اللبناني بالانتظار حتى الربيع.
وعلى وقع هذا الانتظار يتحرك مسار الحوار الداخلي اكان على صعيد حوار عين التينة او الحوارالمتحرك بين التيار الوطني الحر و«القوات اللبنانية». فالحوار الاول حقق حتى الان نتائج ملموسة على صعيد تخفيف الاحتقان السياسي الداخلي وتعزيز الخطوات لمنع التوترات، في الشارع، ويفضل المتحاورون تأخير ملامسة موضوع رئاسة الجمهورية اولا لادراكهم ان هذا الموضوع لم تنضج عوامل حسمه الداخلية والخارجية، وثانيا لابقاء هذه المسألة بعيدة عن الحساسيات المسيحية.
اما الجولات التمهيدية لحوار عون – جعجع فيبدو نها تسير ايضا على درجة كبيرة من العناية والتأني بسبب تعقيدات الملفات المطروحة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي من جهة، وواقع الانتظار الذي يسود هذه المرحلة من جهة ثانية.
ووفقا لبعض المصادر فان الانطلاق الى المرحلة الثانية من هذا الحوار قد «فرملت» لبعض الوقت استنادا للمعطيات القائمة، لكن اوساط الطرفين تعزو الاسباب الى اسباب اخرى مفضلة اعطاء صورة ايجابية للمسار الذي بدأ على مستوى اجتماعات النائب ابراهيم كنعان والقيادي القواتي ملحم رياشي.
وحول اسباب تأخير لقاء عون – جعجع يقول مصدر قيادي في التيار الوطني الحر مازحا، نرغب في المفاجأة والتشويق. ثم يستدرك قائلا «ليس هناك اية عرقلة او فرملة ولكن جدول الاعمال والخطوة بحد ذاتها تحتاج الى وقت، ونحن لم نبدأ الا منذ شهر تقريبا.
ويضيف «اننا نقرأ ونسمع بعض التكهنات والتحليلات الاعلامية، لكننا في الحقيقة نعمل وفق توقيت جيد وثابت، ولقد انجزنا ورقة العمل وننتظر تحديد موعد اللقاء بين العماد عون والدكتور جعجع.
وردا على سؤال ما اذا كان التأخير مرتبط بتأخر نضوج الاستحقاق الرئاسي، يجيب المصدر على العكس تماما، اننا نعمل استباقا للاستحقاق المذكور وان مثل هذا الانطباع غير صحيح وهناك اتصالات شبه يومية بيننا ونحن مستمرون على هذه التنسيق والنهج تحضيرا للمرحلة الثانية، مع العلم ان هناك حاجة للتوسع في الملفات في المرحلة المقبلة.
ويضيف: اننا ننتظر التوقيت المناسب للقاء المرتقب من كل النواحي، والامور ماشية بدليل انه حصلت اشكالات عديدة مؤخرا لكنها لم تؤثر على مسار الحوار وجرى تجاوزها بسرعة ومن دون مضاعفات. وهذا يبرهن مدى جدية الطرفين ويشكل امتحانا لما بدأنا به وسنكمله لاحقا.