IMLebanon

هل يجرؤ رئيس الحكومة على عقد جلسةٍ  في المطار؟ والقيام بجولة على المدرَّجات؟

يقول المثل:

الطيورُ على أشكالها تقع، لكنَّ في الحال الكارثية لمحيط مطار بيروت، يصبح المثل:

الطيورُ على أشكالها توقِع الطائرات:

ما يجري في محيط مطار بيروت تجاوز المخاطر الإفتراضية إلى المخاطر الحقيقية:

طيور تقتات من النفايات العضوية، التي لا تبعد سوى أقل من مئتي متر عن مدرَّجات المطار، وهذه الطيور استوطنت هذا المحيط طالما أنّها تجد دائماً ما تقتات منه.

أبنية مخالفة، أقرب بناء منها لا يبعد سوى عشرين متراً عن المدرَّجات.

الغاز المنبعث من النفايات والذي يتسبب بحرارة تؤثر على حركة هبوط الطائرات.

***

رئيس الحكومة تمام سلام هو من أكثر المسؤولين سفراً، لا يُمهِل دعوةً إلا ويلبيها، ولا يترك مناسبةً إلا ويسافر إليها، بصرف النظر عن جدواها وعن منفعتها للبنان، المهم أنْْ يسافر، علماً أنَّ هذه الأسفار لم تنجح في تذكير المجتمع الدولي بهموم لبنان، ومع ذلك يُصرّ على السفر.

ولأنه كذلك، هل يتنبَّه حين إقلاع طائرته إلى مدى المخاطر التي تحيط بالمطار، وحتى عند الهبوط، هل يتنبَّه إلى أنَّ الأمور ما زالت على حالها؟

ماذا تفعل حكومته لتفادي الكارثة الآتية؟

عملياً لا شيء، لكنها تقارب المشكلة، بدلاً من أن تقارب الحل، فهل تُدرِك هذا الأمر؟

وهل يُدرِك رئيس الحكومة أنَّ السكوت على المشكلة قد يتسبب بتقريب الكارثة؟

***

طيور آتية من المطمر تصطدم بالطائرات وقد تتسبب في وقوع الكارثة.

رصاص طائش قد يتسبب في وقوع الكارثة.

يا دولة الرئيس، أَعلنْ حالة الطوارئ، لتكن الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء في مطار بيروت، لتسبق الجلسة جولة ميدانية لرئيس الحكومة والوزراء على المدرَّج لمعاينة طيور النفايات والمباني المخالفة، والتي تكاد أن تلتصق بالمدرَّجات، وشرط الجولة أن تتم من دون كمامات ليعرف رئيس الحكومة والوزراء منسوب الروائح الكريهة والمنبعثة.

هذا تحدٍّ، واللبنانيون يأملون من سلطتهم التنفيذية الصُوَرية أن تقبل هذا التحدي، أما إذا لم تقبل به فعليها اتخاذ قرار يقضي بوقف قرارات السماح للوزراء بالسفر للمشاركة في بعثاتٍ ووفود يكون ظاهرها المشاركة في مؤتمرات، فيما باطنها للسياحة، والأموال التي يتم توفيرها من جرَّاء إلغاء الأسفار، بالإمكان صرفها في مجالات معالجة النفايات بعيداً من المطار.

***

رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، أرسل التقرير تلو التقرير إلى رئيس الحكومة عن مخاطر ما يجري في محيط المطار، وما يمكن أن يسببه من كوارث. ماذا كان رد رئيس الحكومة؟

إن الشفافية تستدعي ان ينشر رئيس الحكومة التقرير الهام جداً الذي رفعه إليه السيد الحوت، فهذا التقرير هو حصيلة دراسات واستطلاعات وإفادات تجمّعت كلها، وعندها سيكون تحت ضغط الرأي العام للتحرك.