IMLebanon

هل أصبحت الأزمة السورية مستعصية على الحل؟

ما يجري اليوم في جنيڤ من اجتماع حول إيجاد حل للمشكلة في سوريا عجيب غريب إذ انّ البحث يتناول كيف يمكن تأمين دخول المواد الغذائية والإسعافات الى المناطق المحاصرة، وهل ستسمح قوات نظام بشار الأسد بهذا أم أنّ الموضوع بحاجة الى موافقة ودراسة لكي يسمح النظام لشعبه بالحصول على الغذاء!

يا جماعة كيف يمكن أن يكون البحث في إدخال مواد غذائية بدل أن يكون في وقف إطلاق نار فوري قبل أي بحث آخر، هذا أولاً.

ثانياً- يفترض أن يتركز «الحوار» على نشر قوة دولية للفصل بين المتقاتلين.

ثالثاً- بعدها يُصار الى مؤتمر دولي تكون مهمته الأولى تثبيت قواعد السلام في سوريا التي تتعرّض لهذه المؤامرة الدولية غير المسبوقة بحيث بات السوريون يشعرون عن حق، بل ويعيشون فعلاً في اقتناع بأنهم كانوا وما زالوا عرضة لخديعة دولية كبيرة    اختلط فيها حابل المتدخلين في الشؤون السورية بنابلهم.

أليْس صحيحاً أننا وصلنا مع الحال السورية المتأزمة الى وضع يتعذر فيه إحصاء الذين يتدخلون لتتواصل أقذر لعبة دولية على حساب سوريا الوطن وسوريا الشعب وسوريا الأرض؟!.

فمن روسيا بطائراتها الى الولايات المتحدة الاميركية وائتلافها الذي يضم فقط لا غير 63 دولة بالحد الأدنى… ومن تركيا الى إيران التي لم تكتفِ بالتدخل المباشر بالخبراء والعسكريين المقاتلين وعناصر الحرس الثوري، بل استدعت الميليشيات الشيعية من أفغانستان والعراق ولبنان للإنخراط في هذه الحرب العبثية المجنونة التي يدفع الشعب السوري من دمائه وأملاكه وهنائه الثمن الأكبر لها.

لذلك يخشى أن نكون قد وصلنا الى مرحلة بات الحل فيها متعذراً… من هنا نفهم المرارة التي يشعر بها كل سوري وقد تبيّـن له أنه بات، من أسفٍ كبير، «فرق عملة» في أكبر سوق تجارية دولية تحقيقاً للمكاسب والأرباح على حساب هذا الشعب الغائص في بحر من الدماء، وفي دمار مهول، وفي تهجير ونزوح لا مثيل لهما!

وليس غريباً ما يُقال عن إنّ «نظام بشار الاسد بات خاضعاً «لحماية» خاصة اتفق عليها الروسي والاسرائيلي والايراني، وخضع لهم لاحقاً الاميركي»، أما الشعارات المرفوعة من حقوق الانسان، وحماية المدنيين وحق الناس في الحد الأدنى من الحياة، فهي ليست أكثر من أقوال لا نفع لها ولا منها…

من هنا نرانا نردد ما قلناه آنفاً من أنّ الحال الملحّة اليوم هي في تحقيق وقف لإطلاق نار ثابت يمكن الشعب السوري، أو من تبقى منه حياً، أن يلتقط أنفاسه…

ومن ثم تأتي البنود الأخرى التي يتصارع فيها الكبار سعياً وراء مصالحهم وجشعهم وغياب الضمير العالمي، على حساب الشعب السوري الذي أضحى واحداً من أكبر ضحايا هذه الحقبة من الزمن.

عوني الكعكي