IMLebanon

هل من علاقة بين اشتباكات رأس بعلبك وخروج المولوي من عين الحلوة ؟  

يوم شنت عملية تحرير «امارة» السجن المركزي، كان جميع الموجودين على علم بان المثلث الممتد من جرود عرسال الى عين الحلوة مرورا برومية،لا يمكن ان يبقى الى ما لا نهاية وكرا آمنا للارهاب على حد قول مصادر متابعة التي سألت عن المرحلة التالية، في ظل تعثر التحرك باتجاه جرود عرسال لاسباب موضوعية ومناخية،ما دفع بالضلع الثاني للمثلث،مخيم عين الحلوة، الى الواجهة،في ظل اصابع الاتهام المباشرة التي وجهتها السلطات اللبنانية بشكل واضح نحو المخيم،منذ الحديث عن لجوء الثلاثي الاسير – المولوي – المنصور اليه، واستطرادا ربط احد انتحاريي جبل محسن بالمولوي، في ظل مخاوف متصاعدة من قطبة مخفية في مكان ما عن سيناريو معد لاستدراج المخيم الى مواجهة نتيجتها تهجير اهله في ظل توقعات عن قرار دولي – عربي في هذا الاتجاه، لاهداف مرتبطة بالتسوية الاقليمية الجارية.

ومع ارتفاع الهواجس من الخطر القادم،ارتفعت وتيرة الاتصالات والاجتماعات اللبنانية – الفلسطينية من اجل العمل المشترك لانقاذ المخيم قبل فوات الاوان في ضوء تسارع التطورات التي تجلت في احداث الايام القليلة الماضية. 

مصادر فلسطينية تحدثت عن نقمة بدأت تظهر الى العلن لدى سكان عين الحلوة ضد القوى الخارجة عن شرعية المخيم،خوفا من تكرار سيناريو نهر البارد، متخوفة من صدام الاهالي مع اللاجئين من مخيم اليرموك المتعاطفين مع الجماعات المتطرفة، في ظل عجز قيادات الفصائل الوطنية والاسلامية من لعب اي دور فعلي لحسم ملف المطلوبين نتيجة عوامل كثيرة استفادت منها الجماعات الارهابية لتعزيز وجودها، من الخلافات العاصفة بفتح، والنفور بين الحركة وبين حماس، مشيرة الى عوامل غير مطمئنة، تبلغتها من الجهات الامنية اللبنانية،تمحورت حول رفع رايات لـ «النصرة»، والتحركات العسكرية احتجاجا على عملية رومية، والاحتفالات بعملية «شارلي ايبدو»، ووجود مطلوبين خطيرين في عين الحلوة،سابقا، ورصد حركة تجنيد لعناصر اسلامية متشددة، من اجل القيام بعمليات تفجير ضد اهداف عسكرية وامنية وحزبية،ما قد يضع المخيم في عين العاصفة، لافتة الى ان الخناق السياسي والأمني بدأ يضيق على عين الحلوة، وسط المأزق الحقيقي الذي تعانيه القوى السياسية الوطنية والاسلامية الواقعة بين مطرقة الطلبات اللبنانية وسندان الانفجار الداخلي، مع تحول المخيم رهينة لتنفيذ اجندة امنية تستهدف استقرار لبنان وسلمه الاهلي ومؤسساته الرسمية والحزبية، غامزة من القناة اللبنانية متحدثة عن اشكالية كبيرة في العلاقة اللبنانية مع الواقع الفلسطيني في لبنان المصر على التعاطي امنيا مع ملف العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، رغم تطور العلاقات السياسية والتنسيق المستمر، حيث يندرج في هذا الاطار تأجيل الحوار السلمي المتكرر، ما يعزز الاوضاع المتردية في المخيمات، ناهيك عن عدم اتخاذ اي اجراءات جذرية في ملف المطلوبين بل بالعكس. 

غير ان ذلك، يتصادم مع الواقع الفلسطيني في لبنان، اذ ان وجود «مربعات امنية» في بعض احياء عين الحلوة،تتيح للمطلوبين التخطيط والعمل الامني، حيث خففت مصادر الفصائل الاسلامية، من اجواء التهويل القائمة، رغم خطورة ما يتم العمل والتحضير له، مشيرة الى تعهد الرباعي الشهابي- بدر- الشعبي- طه تحييد المخيم عما يحدث على الساحة الداخلية اللبنانية نتيجة النار السورية من جهة، وعدم جر المخيم الى اي صدام مع الجيش اللبناني، معترفة بان المخيم قد يكون قدم دعما لوجستيا عبر ايوائه بعض المطلوبين الذين دخلوا بعلم الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية التي لطالما قامت استراتيجيتها على تجميع الارهابيين والمطلوبين في بؤر معينة، كاشفة عن دور فعال لـ «عصبة الانصار» والشيخ جمال الخطاب بالتعاون مع اسامة الشهابي في حل مسألة لجوء المطلوب شادي المولوي الى المخيم، الذي غادر بمعرفة الاجهزة اللبنانية بنفس طريقة الشيخ احمد الاسير عبر البحر، نافية كل الكلام عن رصد اتصالات بالثنائي المولوي – منصور الموجودين خارج المخيم، مستنكرة اصرار وزير الداخلية نهاد المشنوق على الزج بالمخيم في الاحداث الحاصلة، وتحميل عين الحلوة جزءا من تداعيات الوضع الامني المتدهور، مستندا الى تقارير مغلوطة عززتها حركة التململ التي شهدتها منطقة التعمير على خلفية ما حدث في رومية والخطاب الناري للشيخ الخطاب، مذكرة بان الجميع يعلم بان المخيمات لطالما كانت صندوق بريد، متحدية وزير الداخلية ما اذا كانت التحقيقات قد بينت خروج اي سيارة مفخخة او متفجرات او انتحاري من عين الحلوة.

هذا المناخ الفلسطيني، يتقاطع مع ما ذكرته مصادر امنية لبنانية لفتت الى ان دقة الوضع في عين الحلوة تكمن في رمزية تحوله الى عاصمة للشتات وعنوانا لحق العودة،ما يجعل من اي اجراء قد يتخذ، والاضرار التي قد تنتج وتؤدي الى تقديم خدمة مجانية لاسرائيل،محذرة من ان يكون هدف الجماعات الارهابية استدراج الجميع الى مواجهة لبنانية- فلسطينية وفلسطينية -فلسطينية تؤدي الى تهجير اهل المخيم، خاصة ان تجربة مخيم اليرموك السوري لا تزال ماثلة امام الجميع وربما هناك من يرغب في استنساخها في لبنان، كاشفة عن توافر معلومات لمديرية المخابرات عن مغادرة المولوي المخيم يوم الجمعة الماضي متوجها الى القلمون، مرجحة ان يكون هجوم راس بعلبك، محاولة لالهاء الجيش لتسهيل عملية دخول المولوي الى المنطقة، في تكتيك اعتاد تنظيم داعش تطبيقه، مؤكدة ان الملف لن يقفل بمجرد خروج المولوي الذي هو تفصيل ذلك ان لائحة المطلوبين طويلة.

المصادر رأت ان «لا حلول تلوح في الافق» رغم التصريحات الإيجابية التي أطلقها الأحمد من لبنان، طالما ان معادلة «الامن بالتراضي» هي الحاكمة، لاعتبارين: الاول ان من يعتقد انهم يؤوون المطلوبين هم خارج المعادلة السياسية، ولأن أي قرار عسكري من شأنه ان يكون مكلّفاً ثانياً، من دون إغفال ان «القوى الاسلامية» وتحديداً «عصبة الانصار الإسلامية» بزعامة احمد عبد الكريم السعدي المتواري عن الأنظار و«الحركة الاسلامية المجاهدة» بإمرة الشيخ جمال خطاب، لم تعد قادرة على السيطرة وضبط المجموعات الاسلامية المتشددة، في ظل التطورات الامنية في سورية والعراق والخلافات اللبنانية والشحن المذهبي، مؤكدة أنّ أيا من هذه القوى غير قادر على اتخاذ قرار بتوقيف المطلوبين بالقوة العسكرية وتسليمهم إلى الأجهزة الأمنية، وهي تهرّبت في السابق من طريق إعلان عدم وجودهم حينا او تواريهم احياناً أخرى، وهي تفضل اليوم الهروب من هذا الملف الثقيل، بطرح تساؤلات عن الطريقة التي دخل فيها هؤلاء الى المخيم في ظل الإجراءات الأمنية المشددة، اي اعادة رمي الكرة في الملعب اللبناني والذهاب الى أبعد من ذلك، بالاشارة الى ان ثمة مؤامرة تستهدف توريط المخيم في معركة ليس له فيها اي قرار.

لكل عمل امني على الساحة اللبنانية قرص في مخيم عين الحلوة الذي تحول منذ عامم 1991، بعد عملية الجيش يومها الى اكبر واهم بؤرو امنية ممتدة على كيلومتر مربع واحد.

فمن يرمي الى استدراج لبنان الى المواجهة مع عين الحلوة بعدما نجحت القوى الفلسطينية في ابعاده طوال السنوات الاربع الماضية؟ ومن يريد توريط المخيم في ما لا طاقة لاهله عليه؟ ولماذا اصرار وزير الداخلية على وجود المولوي – منصور داخله؟