IMLebanon

هل تهدّد «تغريدات» جنبلاط ضدّ إيران علاقته بحزب الله

تركت تغريدات رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، أصداء مليئة بالتساؤلات حول تموضعه السياسي الحالي، كونه انتقد، وبشكل ساخر في إحدى هذه التغريدات، الدور الإيراني البارز على الساحتين الإقليمية والدولية، وهو ما رأت فيه مصادر نيابية في كتلة بارزة، محاولة غير مباشرة لاستهداف «حزب الله»، بعد سنوات من اتباع جنبلاط نهجاً خاصاً تجنّب فيه المسّ في كل مناسبة ومحطة سياسية بأي موقف للحزب، أو حتى لأدائه إن في لبنان أم في سوريا. ووجدت المصادر نفسها، أن موقف جنبلاط المستجدّ، وهو الأول منذ أيار 2008، يحمل أكثر من رسالة إقليمية باتجاه إيران أولاً والمملكة العربية السعودية ثانياً، لا سيما أنه لمّح الى أن طهران هي الجهة الإقليمية التي تعرقل الإستحقاق الرئاسي في لبنان، ولا تريد أن تجري الإنتخابات ولو كان المرشّح حليفاً لها.

وفي هذا المجال، اعتبرت المصادر عينها، أن جنبلاط يدرك ويعلم أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو أمر غير ممكن في ظل المرحلة الراهنة، لافتة إلى أن هذه الأجواء قد تبلّغها جنبلاط من أصدقائه الغربيين، وخصوصاً الأوروبيين منهم، والذين كانوا قد أكدوا له أن الأفق الرئاسي مسدود، وذلك بصرف النظر عن التطوّرات الأخيرة، والتي جعلت من معظم المرشّحين الجدّيين حلفاء أساسيين لطهران ودمشق. وأضافت أن اعتبارات إقليمية ودولية، وفي مقدمها مؤتمر جنيف المرتقب حول الأزمة السورية، تشكل عوائق كبيرة تحول دون أي تسوية رئاسية في لبنان. وكشفت أن الأجواء الغربية تفيد أيضاً بوجود قراءات متشائمة لمؤتمر جنيف الذي سيجمع ممثّلين للنظام السوري وآخرين من المعارضة السورية، وذلك إلى جانب عقد إقليمية أهمها الإستحقاق الإنتخابي في إيران. وأضافت المصادر، أن عواصم القرار الإقليمية والدولية تترقّب نتائج جولة الرئيس الإيراني حسن روحاني في أوروبا، خاصة أن الملف الرئاسي اللبناني لم يغب عن لقاءات الرئيس الإيراني في روما وباريس. وأكدت أنه على الرغم من هذا الواقع، فإن المؤشّرات المتوافرة حتى الساعة، والتي اطّلع عليها رئيس الحزب الإشتراكي، لا تبعث على الإطمئنان، أي أنه من الصعب توقّع حصول انتخابات رئاسية في المدى المنظور.

بالإضافة إلى هذه المعطيات، فإن الحسابات لدى المعنيين بالملف الرئاسي، مرتبطة بشكل كبير بالمناخ المأزوم بين المملكة العربية السعودية وإيران تقول المصادر، والذي ما زال متوقفاً عند الإشتباك الديبلوماسي الأخير. ومن هنا، أشارت المصادر النيابية نفسها، إلى أن النائب جنبلاط، ينطلق من هذه الحسابات لبناء مواقفه الداخلية، ولتحديد مساره السياسي في المرحلة المقبلة، والذي يركّز فيه على مواصلة العمل مع أكثر من مرجعية سياسية للتفتيش عن مخرج مناسب لتقطيع مرحلة الإنتظار والترقّب الحالية. وأوضحت أنه لهذه الغاية، أوفد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي نجله تيمور ومعاونه السياسي الوزير وائل أبو فاعور إلى عين التينة، وذلك في إطار التنسيق مع الرئيس نبيه بري، والتشاور في كيفية مقاربة الأجواء الإقليمية والدولية.

وتوقّعت المصادر النيابية ذاتها، صدور إشارات جديدة في الساعات القليلة المقبلة، يكشف فيها جنبلاط، وعبر تغريداته، ما توافر لديه من معطيات وإشارات خارجية حول الإستحقاق الرئاسي. واستدركت المصادر عينها، لافتة إلى أن تصويب زعيم المختارة في تغريداته على طهران ودورها الإقليمي، يضع علاقته بـ «حزب الله» في مدار الترقّب والحذر، وذلك لجهة تأثّر هذه العلاقة بالتغريدات الجنبلاطية، مع العلم أن المقربين من جنبلاط لا يزالون يؤكدون وجود حرص كبير لدى زعيم المختارة على استمرار هذه العلاقة رغم التباينات الكبيرة التي سُجّلت أخيراً.