IMLebanon

هل تنتقل عدوى الحوارات لتنعش علاقة المستقبل والرابية؟

إذا كان الحوار بين حزب الله والمستقبل لم يعد من سابع المستحيلات بل صار واقعاً وحاصلاً فعلاً وربما متقدماً ومنجزاً في مرحلة لاحقة رغم كل الملفات الضاغطة ووطأة ملف المحكمة الدولية واشكالية مشاركة حزب الله في الحرب السورية وما تعنيه لتيار المستقبل، وإذا كان «الجنرال والحكيم» قطعا شوطاً كبيراً نحو التلاقي رغم الخلاف التاريخي والعقائدي والاستراتيجي بينهما، فالسؤال يطرح نفسه لماذا لا تنتقل عدوى الحوارات في المرحلة اللاحقة الى علاقة المستقبل والرابية لتنتعش بعدما اصابها الوهن وانقطعت خطوط التواصل بين الفريقين على خلفية الملف الرئاسي وتشعباته وبعدما تراجع تيار المستقبل عن الانفتاح الذي بدأه على التيار الوطني الحر «بقرار ملكي» سعودي كما اعتبرت اوساط الرابية ووصفت الانتكاسة التي اصابت علاقتها بالمستقبل؟

قبل بضعة اشهر وتحديداً عندما حضر سعد الحريري الى لبنان ليغادر بعدها الى العاصمة السعودية الرياض، كانت كل التوقعات والايحاءات التي رافقت عودته الإيجابية الى لبنان تشير الى ان الحريري سيزور عندما تسنح له الفرصة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير في الرابية ترجمة او تسييلاً لنتائج لقاءات المستقبل والتيار الوطني الحر. ولكن كما حضر بسرعة تقول مصادر متابعة للعلاقة بين الطرفين، غادر الحريري لتسييل الهبة السعودية الى المؤسسة العسكرية فطارت الزيارة ونسج الكثير من الروايات عن عدم توفر الظروف السياسية التي تتيح تلاقي الزعيمين، خصوصاً وان تلاقي الزعيمين في حال حصوله ما كان ليكون لقاء عابراً وبدون ان ينتج خريطة طريق الى الرئاسة وسائر الملفات السياسية الساخنة الأخرى.

وبموازاة الزيارة التي لم تحصل وقد لا تحصل في المدى المنظور إلا إذا استطاع حوار حزب الله والمستقبل من تحقيق اختراق لمصلحة الرابية بحسب المصادر، خصوصاً ان ما ينقل عن اللقاءات الخاصة لممثلي الحزب مع تيار المستقبل او لهم في بكركي لا تحيد عن تكرار الموضوع ذاته المتعلق بتمسك حزب الله بترشيح عون للرئاسة وعدم التراجع عن هذا الخيار مهما كان الثمن، فان اللافت مؤخراً عودة الخطاب المستقبلي لمهادنة الرابية بعد فترة فلتت فيها الأمور عن مسارها الطبيعي ليهاجم نواب المستقبل زعيم الرابية بشكل عشوائي وصل الى حد اتهامه بانه مصيبة وعلة على المسيحيين وبانه رمز الفساد والصفقات والعمولات وما اليها، بعدما وقع الخلاف بين المستقبل والرابية على اثر التوتر على خلفية الملف الرئاسي بعدما لمست الرابية ان المستقبل لا يمكن ان يسير عكس الفيتو السعودي على عون وعندما لم يهضم الحريري مبادرة عون الرئاسية لانتخاب رئيس من الشعب وعلى مرحلتين، او دعوته لإجراء الانتخابات النيابية بدون مشاركة المستقبل. وبعد ذلك جاء «نعي» الحريري رسمياً لترشيح عون بتأكيد من زعيم المستقبل باستحالة وانعدام حظوظ عون وجعجع وضرورة البحث عن مرشح ثالث توافقي. .

ما بين الرابية وقريطم الكثير من الأبواب الموصدة التي لم تفتح بعد، في اعتقاد المقربين من الرابية ان زعيم المستقبل اسير الضغوط والتزاماته الداخلية والدولية، لكنه بالمؤكد تضيف المصادر، لا يتعاطى بسلبية الأمس مع الرابية ولكن ثمة الكثير من المفارقات والالتباس في العلاقة والمعوقات التي تقف في وجه انطلاقة جديدة لتفعيل الحوار بينهما. وبالنسبة الى الكثيرين فان العلاقة بين الرابية والمستقبل تتخذ شكل المد والجزر وهي رغم كل ما قيل ويقال لم تنتكس كثيراً الى الحدود الدنيا ولا يمكن ان تصل الى نقطة مسدودة او تعود الى نقطة الصفر بينهما عندما قطع الجنرال لزعيم المستقبل «وان واي» تيكيت، رغم كل الإيحاءات والدور المعطل الذي يلعبه البعض لتعطيل علاقة المستقبل والرابية، فالطرفان امام تحديات خطورة المرحلة والارهاب المتسلل الى الداخل والذي لن يستثني اي فريق او طائفة..

من جهة اخرى يتوقف المتابعون عند مفارقة جلوس الخصمين اللدودين اي حزب الله والمستقبل مع بعض على خلفية الملفات الكبيرة بينهما ليظهرا المقاربة التالية بان لا شيء يعوق انطلاقة جديدة للحوار بين المستقبل والرابية فالحوار في تأكيد الطرفين لم يتم إلغاؤه بل تم تجميده لبعض الوقت، ومن جهة اخرى فان الإشارة الأكثر اهمية تتمثل في تمسك حزب الله بترشيح عون للرئاسة في الاجتماعات الثنائية التي تعقد بين المستقبل وحزب الله وزعيم الرابية مطمئن لتحالفه مع الضاحية وللتطمينات بان الحزب لن يسير في تحالف رباعي على حسابه وبان الرئيس المسيحي لا يقرره الشريك المسلم وحده بناء لمقاربة حزب الله والتزامه مع الرابية.