Site icon IMLebanon

هل ينجح ترامب بتوحيد صفوف الجمهوريين؟

إتَّصل كوري لندوسكي، مدير حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمساعد داني دياز المدير السابق لحملة جيب بوش، مقترحاً أن يتصل به داني عندما يكون جيب إلى جانبه، ليقوم عندها بتمرير الهاتف إلى ترامب ليتمكّن الأخير من التكلم مع بوش. تفاجأ دياز بهذا الموقف، عندما أبلغه مساعده، وكان ردّه «قل لكوري ليس بهذه الطريقة يتمّ التواصل، تباً لك».

عندما أعلمَ دياز جيب بوش بذلك، وكيفية ردّه على مساعد ترامب، إرتاح بوش وقال لدياز: «لقد أحسنت بجوابك». فأنهى حديثه قائلاً لي: عندما يريد ترامب التواصل مباشرةً مع جيب بوش هو يعرف كيف تجري الأمور، وبالتالي هذا الأسلوب في اللفّ والدوران خير دليل على أنّه متكبّر وغير جدّي.

حادثة إنطلقت منها للتدليل على أنّ ترامب لم ولن ينجح في توحيد الحزب وراءه. وهو في الوقت الراهن، يبحث عن نائب رئيس ليكون حليفه في الإنتخابات العامة بين الأسماء الكثيرة المطروحة، ولكن حتى الآن لم يقبل أحد بعرض ترامب، في ظلّ حديث بعض أوساطه عن إمكان اختيار نائب رئيس لترامب من الحزب الديموقراطي.

ويأتي موقف رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين للضغط على ترامب ليعيد التفكير ويعتمد أجندة محافظة لكي يستطيع توحيد الحزب الجمهوري إلى جانبه.

جاء جواب ترامب لراين سطحياً وبطريقة شخصانية. على ترامب أن يَعي أنّ 60 من الحزبيّين الجمهوريّين ضده وشريحة كبيرة من القياديين الجمهوريين لن يحضروا الإجتماع العام في تموز المقبل لأنهم لا يرون في ترامب مرشحاً يمثّل تطلعاتهم.

هذه النقمة على ترامب قدّمها الجمهوريون على طبق من فضة إلى منافستهم في المعسكر الديموقراطي هيلاري كلينتون، التي أصبحت الأقوى بمشروعها السياسي، والتي تسبق ترامب بـ 13 في المئة، في حال جرت الإنتخابات الرئاسية اليوم.

الجدل لا يزال مستمراً في صفوف الجمهوريين، في ظلّ مطالبة أصوات قيادات جمهورية ميت رومني بأن يدخل السباق الرئاسي ويواجه ترامب وكلينتون معاً.

لكنّ ضيق الوقت ليس في صالحه، وقد مرت المهل للترشيح في ولايات تكساس وسيكون صعباً جداً على رومني أن ينضمّ الى الإنتخابات العامة في وقت متأخّر.

ولكن في خضمّ هذا المشهد المعقّد، برز مرشح حزب «الحريات الفردية» حاكم ولاية نيو مكسيكو سابقاً غاري جونسون، الذي خاض الإنتخابات عام 2012 وحصل على المليون ونصف المليون صوت. فهو مسجّل في الخمسين ولاية، والإستطلاعات أشارت إلى أنه حصل على 11 في المئة من الأصوات.

فإذا تمكّن جونسون من الحصول على 15 في المئة من الأصوات، يحق له أن ينافس ترامب وكلينتون في المناظرات التلفزيونية. جونسون الجمهوري السابق يُعرف عنه تحفّظه في السياسة المالية وهو ليبرالي في القضايا الإجتماعية، في حين أفكاره في السياسية الخارجية قوامها رفض الحروب واتباع سياسة عدم التدخل المباشر.

في الأمس ربح بيرني ساندرز ولاية وست فرجينيا، فمجموع ما حصل عليه من أصوات المندوبين بلغ 1448 صوتاً، ولا يزال يخوض المعركة بقوة.

إذا تمكن ساندرز من الفوز بتسمية الحزب الديموقراطي سيكون وقع ذلك إيجابياً على منطقة الشرق الأوسط، لأنّ ساندرز السياسي الأميركي الوحيد الذي يستطيع حلّ المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية لأسباب عدة، وأبرزها كونه يهودياً أميركياً، واشتراكيَّ التفكير، وهو اليهودي المتعاطف إنسانياً مع الفلسطينيين ودينياً مع الدولة العبرية. فإذا وصل إلى خوض المعركة ضد ترامب، على الأميركيين العرب دعمه ليحلّ معضلة الشرق الأوسط العصية.

وحتى الساعة، حصل ترامب كونه المرشح الجمهوري الوحيد على 70 صوتاً في الإنتخابات التمهيدية في ولايتي ويست فرجينيا ونبراسكا، ليبلغ مجموع أصوات المندوبين التي فاز بها 1153 صوتاً.

وعلى رغم ذلك، كلّ إستطلاعات الرأي تشير إلى خسارة كبيرة تنتظر الحزب الجمهوري في 8 تشرين الثاني المقبل. ففي مقابلة تلفزيونية لجون سنونو المدير السابق لمكتب الرئيس جورج بوش الأب في البيت الأبيض، قال: «إذا ربح ترامب التسمية من الحزب الجمهوري سنخسر مجلسَي الشيوخ والنواب، وعندها سنتيح لكلينتون تحقيق فوز ساحق.

وبالتالي تترتّب على ترامب مسؤولية الحزب ومدّ يده إلى جميع القياديين والمرشحين وإختيار نائب له يمتلك الخبرة الإدارية ويكون من المحافظين المعروفين تاريخياً». وعندها هيلاري وبيل كلينتون سوف يريان البيت الأبيض من على مسافة قريبة جداً ويلوّحان له بالترحيب.

وتبقى الأنظار متّجهة اليوم إلى الإجتماع بين دونالد ترامب ورئيس مجلس النواب بول راين، فهل سنشهد تصاعد الدخان الأبيض وينجح الرجلان في نسج تسوية تُجنِّب الحزب الجمهوري كأس التشرذم، وتُمكنه من خوض إستحقاق تموز مُوحّداً؟

دبلوماسي أميركي سابق