Site icon IMLebanon

هل يكابر الحريري؟

اثبتت الانتخابات البلدية في طرابلس سقوط عمالقة المال وفي طليعتهم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، امام القواعد الشعبية الناخبة الغارقة في فقر مدقع، كما اكدت افلاس نواب «تيار المستقبل» الذي مني بشبه هزيمة ما يستدعي من الرئيس سعد الحريري مراجعة حساباته في انتقاء مرشحيه في الفيحاء على قاعدة ما يمثلون على صعيد الناخبين، بعدما ترك الوزير اشرف ريفي الباب مفتوحاً لترميم ما انقطع بينه وبين دارة الوسط مهدياً انتصاره الى «روح الشهيد رفيق الحريري» معلناً «نحن مع الشيخ سعد الحريري الذي اوجه له التحية الكبرى وامد يدي الى دولته للتعاون معه»، ولعل اللافت اطلاقه صرخة، هذه مدينة طرابلس التي غضبت بعد الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري، ليعيد تذكيره بان تحالفه مع ميقاتي لم يكن خياراً صائباً كونه تفرد من بين الزعماء السنة لتشكيل الحكومة اثر الاطاحة بحكومة الحريري حين كان داخل البيت الابيض للاجتماع بالرئيس الاميركي باراك اوباما وفق اوساط شمالية ضليعة في نبض المدينة.

وتضيف الاوساط انه من المفترض ان يتلقف الحريري المبادرة ومد يده الى يد ريفي الممدودة الا اذا عاند لاسباب تبقى ملكه ما يعني مضاعفة خسارته شمالاً لا سيما وان خروج النائب خالد ضاهر من عباءة التيار الازرق موجعة له كونه يشكل حالة شعبية لا يستطيع الحريري القفز فوقها، ما يستدعي منه مراجعة حساباته عبر عملية تقييم لما آلت اليه الحال شمالاً والبدء بورشة تغيير واسعة داخل «تيار المستقبل» على صعيد انتقاء المرشحين عندما يقرع ناقوس الاستحقاق النيابي، لا سيما وان اقصاء كوادر مستقبلية عن المقعد النيابي كما حصل مع مصطفى علوش كانت من الاخطاء القاتلة.

وتشير الاوساط نفسها الى ان انتصار ريفي يعود الى عدة اسباب يأتي في طليعتها:

1ـ ضمور شعبية ميقاتي حيث بدا «تيار العزم» انه لا يمتلك عزيمة وان ما قدمه من خدمات انحصرت بالحاشية ولم تستفد منها المناطق الشعبية الاكثر فقراً كباب التبانة والاسواق الداخلية.

2ـ لا ينسى الطرابلسيون ان جولات الحرب العبثية بين باب التبانة وجبل محسن كانت بمعظمها ابان رئاسة ميقاتي للحكومة وعجزه من معالجة اسبابها.

3ـ اقفال مكاتب عمالقة المال عشية الاستحقاق البلدي في وجه الناخبين الفقراء الذين ينتظرون المواسم الانتخابية كفرصة لبيع الاصوات على قاعدة ان المرشحين لا يزورونهم الا في مناسبات كهذه فلا ضير في عدم تفويت هذه الفرصة.

4ـ الاجواء المشحونة ضد فريق 8 آذار واستغلال ريفي المناسبة «لتقريشها» في الصناديق الانتخابية.

وتقول الاوساط ان الاستحقاق البلدي في طرابلس واقصاء المكون المسيحي ـ العلوي الذي ادى الى اعلان النائب روبير فاضل استقالته من مجلس النواب، وان لم يكن مقصوداً يجب معالجته لما سيتركه من تداعيات في مرحلة هي الاخطر والاكثر استثنائىة في المنطقة في ظل تشريح الدول وتقطيعها فدراليات قد نتناحر لمئة عام مقبلة، وكلام رفعت عيد عن «السلاح والتهجير والكانتون العلوي» لا يبشر بالخير لا سيما وان تنظيم «داعش» التكفيري قد يستغل اية ثغرة للضرب مجدداً على الساحة المحلية، وكلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن اجهاض 3 عمليات خلال 3 اشهر اكبر دليل على ذلك.