IMLebanon

هل يزور فرنجية السعودية قبل 16 الجاري موعد جلسة الإنتخاب؟

التسوية الرئاسية على نار حامية وإجتماعات بكركي تُحرز تقدّماً

هل يزور فرنجية السعودية قبل 16 الجاري موعد جلسة الإنتخاب؟

عقبتان تعترضان تتويج التسوية: تمسّك عون بترشيحه واستمرار إلتزام حزب الله بهذا الترشّح

بعد أن إنتهى إجتماعه بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي أمس الأول، تصرّف سليمان فرنجية كرئيس للجمهورية، وليس كمرشح ما زال يشقّ طريقه إلى الموقع الماروني الأول، وكأنه يوحي إلى اللبنانيين أنه حصل على كل الدعم الداخلي والإقليمي والدولي المطلوب وتوّج كل هذا الدعم بمباركة بكركي بما يجعل رهانه على الوصول إلى بعبدا حقيقة مؤكّدة وثابتة قبل نهاية العام وربما في الجلسة الرئاسية الثالثة والثلاثين التي حدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي موعدها في السادس عشر من الجاري، إذا ذُلّلت بعض العقبات البسيطة التي ما زالت عالقة داخل الصف المسيحي، والتي يُشارك البطريرك الراعي بفعالية في تذليلها.

ويؤكّد مصدر سياسي بارز يواكب حركة الاتصالات الجارية لتوفير كل الأرضية لانتخاب فرنجية، أنها قطعت حتى نهاية الأسبوع ثلاثة أرباع المسافة لوصوله إلى بعبدا، ولم يبقَ إلا بعض العقبات التي بدأ سيّد بكركي يعمل على تذليلها مع المعترضين، وقد شهدت بكركي بعد ظهر أمس إجتماعاً شارك فيه رئيس حزب الكتائب ونائبه ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل عن العماد عون ونسب المصدر إلى سيّد الصرح تفاؤله نظراً لأن هناك أسئلة مطروحة من قِبَل القيادات المسيحية الثلاث لم تحظَ بعد بأجوبة واضحة.

وفي هذا الصدد نقلت أوساط سياسية عن وزير مطّلع على مجريات المشاورات الجارية لإتمام التسوية أنها تتقدّم دولياً وإقليمياً بشكل سريع، والإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بفرنجية بعد أقل من 24 ساعة على اجتماعه مع الرئيس سعد الحريري، وبالتزامن مع ترحيب المملكة العربية السعودية عبر سفيرها في بيروت علي عواض عسيري وقبلهما زيارة مستشار مرشد الثورة الإيرانية اللهيان إلى بيروت وترحيبه أيضاً بالتسوية المقترحة تشي كلها بأن الطريق إلى بعبدا أصبحت سالكة.

وتنقل الأوساط نفسها عن الوزير المشار إليه أن عقبتين ما زالتا تعترضان تتويج التسوية: إستمرار ترشّح العماد ميشال عون وتمترسه حتى الساعة خلف هذا الترشّح باعتباره الأقوى مسيحياً ولا يزال مدعوماً من حزب الله، ويفترض كما يؤتى بالأقوى سنّياً لرئاسة الحكومة والأقوى شيعياً لرئاسة مجلس النواب أن يؤتى بالأقوى مسيحياً لرئاسة الجمهورية وكما قال سابقاً الأصيل لا الوكيل، ويرتكز هنا، الوزير المشار إليه إلى مواقف سمعها من أحد أبرز مكوّنات 8 آذار مفادها أن من تنازل لفرنجية قد يتنازل لاحقاً لعون ويدعو للتريّث قليلاً. أما العقبة الثانية فتتمثّل بكلام منسوب أيضاً للوزير نفسه في التزام حزب الله أدبياً بترشّح عون وعدم استعداده لكسر الجرّة معه بعدما تمايزت مواقفه عنه في استحقاقات كثيرة من أبرزها التمديد للمجلس النيابي والتعيينات الأمنية وجلسات التشريع وهو إذا ما تخلّى عنه في الاستحقاق الرئاسي فإن الجرّة لن تسلم هذه المرّة وتقع الفرقة لا محالة، مع ضرورة التأكيد على أن القيادة الإيرانية أوكلت إلى أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله أن يتخذ هو القرار الذي يراه مناسباً في كل ما يتعلّق بالشأن اللبناني الداخلي ومنها بطبيعة الحال موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، لكن أوساطاً وسطية تقول أن الحزب الذي يضع في المرتبة الأولى مصلحته ولا يمكن أن يخرج عن فلك التطورات الإقليمية المؤثرة مباشرة في الداخل ينتظر ما سيفضي إليه لقاء عون – فرنجية المرتقب خلال الأيام القليلة المقبلة ليبني موقفه مع ترجيح خيار المشاركة في جلسة الانتخاب لتأمين نصابها القانوني والتصويت للعماد عون، ما دامت أوراق الاقتراع لفرنجية تضمن انتخابه رئيساً بحيث يصل الحليف الزغرتاوي الذي يتفهّم حراجة موقف الحزب ويتمتع بموقع مميّز في إيران كحليف ثابت لا يسأل في مواقفه ويبقى الحزب في الوقت نفسه على وفائه لرئيس تكتل التغيير والإصلاح.

أما عقدة مسيحيّي 14 آذار وعلى الأصح عقدة القوات اللبنانية من وصول فرنجية إلى بعبدا فإن أوساطاً سياسية مطّلعة تتوقع أن تُحلّ في الزيارة المرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع إلى المملكة العربية السعودية والتي قد تليها وفق هذه الأوساط، زيارة مماثلة للنائب فرنجية إلى المملكة، إذا لم تحصل تطورات غير محسوبة في اليومين المقبلين. وفي انتظار هذين التطورين تستمر بكركي في اتصالاتها مع القيادات المسيحية على قاعدة استعادة تجربة الانتخابات الرئاسية في العام 1970 التي أتت بالجدّ سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية بعد ترشيحه من قبل الزعيمين المارونيين الأقوى تمثيلاً وشعبياً الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميّل.

إلا أن وزيراً وسطياً، يعتبر أن التفاؤل بقرب انتخاب الوزير السابق فرنجية في السادس عشر من الشهر الجاري مبالغ فيه، رغم التقدّم الذي أحرزته الاتصالات الداخلية والخارجية على هذا الصعيد، وفي رأي هذا الوزير أن الأمور ما زالت بحاجة إلى مزيد من الوقت لكي تنضج التسوية على الصعد كافة، وبالأخص على الصعيد الإقليمي حيث لا يزال هناك شكوك كثيرة في ما يتردّد عن تقارب في النظرة إلى التسوية اللبنانية المطروحة بين إيران والمملكة العربية السعودية.