Site icon IMLebanon

هل الحرب العالمية الثالثة مقبلة؟

أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوماً طارئاً يدعو فيه جميع المواطنين الروس المغتربين العودة على وجه السرعة إلى بلادهم، وسط مخاوف من أنّ العالم بات على وشك صراع جديد يُنذر بحرب عالمية ضارية. ووفقاً للتقارير، طالب الرئيس الروسي الدبلوماسيين من جميع الدرجات «جلبَ أقاربهم إلى وطنهم الأم». مقابل ذلك، قال مسؤولون في الاستخبارات الأميركية «إنّ ادارة الرئيس باراك أوباما، وجّهت تعليمات إلى وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه)، بالرد على هجوم إلكتروني تتّهم روسيا بشنّه على الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي».

إنّ تطوّر الأحداث وخطورتها وشموليّتها في العالم، دفعت بالرئيس بوتين لدق ناقوس الخطر، وإعلان أنّ العالم أصبح على قاب قوسين من حرب تبدو طويلة وضارية.

إنّ دخول مجموعة جديدة من الأقطاب على خط ّ الدفاع عن مصالحها والحفاظ عليها، عرقل عمل الولايات المتحدة في العالم، كلاعب أساس. الأمر الذي أوجد أقطاباً متعارضة في وجهات النظر حول القضايا العالمية، وتمتلك القوى العسكرية والإقتصادية التي تخوّلها أن تكون لاعبة على الساحة الدولية.

وسط تزاحم الأحداث وتشابكها، نجد:

– أنّ دور الأمم المتحدة في ضبط الصراعات بدأ بالتراجع، لا بل أصبح يقتصر على الاستنكار والتحذير. هكذا كان موقفها أمام الهجوم على الموصل، إذ اكتفت بإنذار الأطراف المتقاتلة بأنّ الهجوم ربما يؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص.

– في الخليج العربي، يحتدم القتال بين الحوثيين المدعومين من إيران حيث تمّ إرسال مدمّرتين إيرانيتين إلى خليج عدن، وبين قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.

– أكّدت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أنّ التقديرات الأوّلية لضربات «توماهوك» الصاروخية التي وجّهتها المدمرة الأميركية «نيتز» الى مواقع للحوثيين في اليمن، تشير إلى تدمير 3 مواقع رادار في اليمن التابعة للمتمردين. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان: «إنّ الضربات التي وجهها الرئيس أوباما بموافقة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، جاءت لحماية حرّية الملاحة في البحر الأحمر»، رداً على الصواريخ التي أطلقت مرتين خلال الأيام الأربع الأخيرة باتجاه المدمرة «يو إس إس ميسون» عند باب المندب في مياه البحر الأحمر.

– سوريا والعراق الأرض التي تشهد حروباً حول تثبيت الوجود. فتركيا، التي تعمل على تحقيق مصالحها في ظلّ غياب رقابة دولية على أعمالها في سوريا والعراق. وداعش التي تسعى لبناء دولتها الإسلامية، والأنظمة التي تعمل بكلّ قواها للبقاء.

– الصراع المتأزم بين الصين واليابان والكوريتين، حيث أعلنت ثلاثة مصادر حكومية يابانية أنّ اليابان ستستأجر مواقع إضافية العام المقبل لتوسيع قاعدتها العسكرية في جيبوتي بشرق أفريقيا لموازنة ما تعتبره نفوذاً صينياً متزايداً بالمنطقة.

– وتجري القوات البحرية الأميركية وسلاح الجو تدريبات لاستهداف قيادة نظام كوريا الشمالية والسيطرة على أسلحته النووية، كجزء من المناورات العسكرية المشتركة مع سيول حسب وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية. وتشارك في المناورات التي يجريها الطرفان في بحر اليابان حاملة الطائرات العملاقة «يو إس إس رونالد ريغن» التي تعمل بالطاقة النووية.

وعلى رغم الحروب الخطيرة التي تأخذ منحىً تصاعدياً، إلّا أنّنا نعيش في نظام عولمي إنفتاحي يضرب الوحدة القومية والهوية الفردية، ليعلي شأن الكونية والعالمية. الأمر الذي يجعل من هذه الحروب ضرورةً لهذا النظام، لأنّها تأتي في سياق التغييرات الدولية مع تفتيت الهوية الفردية واستبدالها بالهوية الجماعية. فما قد يحصل في أيّ بلد قد ينعكس سلباً أم إيجاباً على الدول الأخرى.

فالانتخابات الرئاسية الأميركية، وحدّة المنافسة الإنتخابية لا تطال الشعب الأميركي فقط، بل تؤثّر على سياسة أميركية في العالم أجمع. لذلك، يسعى الرئيس أوباما لتحقيق إنجاز ما يهديه لمرشحته هيلاري كلينتون.

من المستبعد حصول حرب عالمية ثالثة رغم التصريحات من هنا أو هناك، خصوصاً أنّ هناك عوامل كثيرة تحول دون ذلك. فالنظام العولمي الذي يميّز عصرنا الحالي يسمح بالتداخل والتصادم بين الدول بسبب السياسة التوسعية للدول وشركائها، ما يسبب التصادم في أكثر من منطقة دون أن تصل إلى حرب عالمية. فإنّ حماسة واستعداد الدول صاحبة القرار للقيام بحرب عالمية جديدة، ليست أكثر من تصاريح لن تتخطّى التكتيكات العسكرية.