IMLebanon

ألمانيا تحظر المركز الإسلامي الأقدم في أوروبا… حرب قديمة والتُهم “حسب الدارج” 

 

 

 

في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، وبعد حوالي الشهر على انطلاق الحرب في المنطقة بعد عملية طوفان الأقصى، وفي ذروة المواقف الأوروبية الداعمة ل “اسرائيل”، نفذت الشرطة الألمانية عمليات تفتيش واسعة في البلاد، استهدفت جمعية إسلامية يشتبه في ارتباطها بحزب الله اللبناني، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية. اليوم تكرر السلطات الألمانية الأمر نفسه، وتقرر حظر “المركز الإسلامي في هامبورغ” وهو جمعية مسلمة تدير مسجدا في هذه المدينة الألمانية، وكانت محور تحقيق منذ أشهر عدة للاشتباه بدعمها حزب الله.

 

في العام 2020 قامت ألمانيا بحظر كل أنشطة حزب الله وصنفته “منظمة إرهابية”، وحظرت ثلاث جمعيات يُشتبه في أنها جمعت تبرعات لمؤسسة تابعة له، ورغم أن المسؤولين الألمان يحضرون الى لبنان ويلتقون مسؤولين رسميين في حزب الله، إلا أنهم لا يزالون يصنفون الحزب منظمة إرهابية، علماً انه في السابق كانت ألمانيا الوسيط الدائم بصفقات تبادل الأسرى بين حزب الله والعدو الاسرائيلي.

 

جاء في بيان وزارة الداخلية الألمانية أنها حظرت المركز الإسلامي في هامبورغ والمنظمات التابعة له في كل ألمانيا، لأنه “منظمة إسلامية متطرفة لها أهداف مخالفة للدستور”. ونفذت “مداهمات” في 53 مقرا تابعا له في مناطق مختلفة من ألمانيا، وبحسب مصادر متابعة فإن التحرك الألماني ضد هذه الجمعية لم يحصل فجأة، فلطالما كانت هذه الجمعية تواجه حرباً من السلطات الألمانية، ومنذ اندلاع أحداث طوفان الأقصى، ارتفعت وتيرة هذه الحرب.

 

وتقول المصادر انه في تشرين الثاني الماضي، قامت الشرطة الألمانية بمداهمة أكثر من خمسة مراكز في أكثر من ولاية، تابعة للمركز الإسلامي في مدينة هامبورغ، الذي تمت مداهمته أيضاً، مشيرة الى ان الشرطة الألمانية كانت تتحدث يومها عن مواجهة كل “نشاط مهدد لليهود”، اي أن عنوان تحركها كان واضحاً وهو منع أي “منع معاداة اسرائيل”.

 

يروي لبنانيون يعيشون في ألمانيا ويحملون جنسيتها، أن السلطات الألمانية اتخذت موقفاً متقدماً للغاية الى جانب “اسرائيل” منذ بداية الأحداث، حتى أن هذا الموقف ينعكس على نظرة الألمان الى اللبنانيين من طائفة محددة، وغالبية العرب أيضاً، خاصة بعد الهجوم الذي وقع في شهر حزيران الماضي في مدينة مانهايم الألمانية، يوم قتل شرطي بعد تعرضه الى طعنات من قبل شخص وُلد في أفغانستان، حيث ارتفعت الدعوات يومها من مسؤولين ألمان الى ترحيل الاجانب.

 

بالعودة الى واقعة المركز الإسلامي، تكشف المصادر أنه في المرة السابقة تم توقيف أشخاص لا يزالون قيد التوقيف حتى اليوم، أما في حملة المداهمات الجديد فلم يُعرف بعد نتائجها، مشيرة الى أن هذا المركز هو من أهم المراكز الإسلامية في أوروبا وأقدمها، بُني عام 1960 ويعتبر مركزا للطائفة الشيعية في ألمانيا، وتقام فيه الشعائر الدينية وتُحيی المناسبات الإسلامية، ومن اهتماماته رعاية المسلمين دينياً وثقافياً واجتماعياً، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، وتوطيد العلاقات مع أتباع الأديان السماوية، وخصوصاً المسيحية منها.

 

قديمة للغاية المشاكل التي يعاني منها المركز مع السلطات الالمانية، فعلى سبيل المثال كشفت منذ حوالي ثلاث سنوات الإستخبارات الالمانية الداخلية عن وثائق وأدلة تؤكد أن المركز الإسلامي بهامبورغ على “صلة مباشرة” بالنظام الإيراني، واليوم يتم اتهامه بأنه لحزب الله، مع العلم أن اللبنانيين في ألمانيا لا ينضوون في أي تنظيمات حزبية، لأن العمل الحزبي غير مُتاح.

 

وفي خريف العام الماضي، بعد أحداث طوفان الأقصى مباشرة، كان هناك حملة ألمانية واسعة على عدد من المراكز الإسلامية في ألمانيا، وكان الضغط يهدف لإصدار بيانات إدانة لحركة حماس من قبل هذه المجالس، وهذه الضغوطات يبدو أنها مستمرة، ولن تتوقف.