IMLebanon

«هجمة حوارات» مسيحية على الجماعة الإسلامية

 

 

استدعى كلام نائبة القوات اللبنانية غادة أيوب عن «المواجهة التي نخوضها منذ ١٤٠٠ سنة» رداً من الجماعة الاسلامية وصف كلامها بأنه «مشروع فتنة يتماهى مع مشروع العدو في تدمير لبنان»، و«تجاوز لكل الخطوط الحمر لن نسكت عنه»، محمّلاً أيوب «ومن تمثّل مسؤولية أي تداعيات قد تنتج عن هذا الفعل القبيح».«الدعسة الناقصة» لأيوب جاءت في وقت يسجل تواصل بين الجماعة والأحزاب المسيحية، ويتوقع أن يترك تأثيرات سلبية على هذا التواصل، خصوصاً مع القوات اللبنانية.

فمع بدء مشاركة «قوات الفجر»، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، في عمليات المقاومة على جبهة الجنوب عقب «طوفان الأقصى»، واستعادة القضية الفلسطينية زخمها في الشارع السني في ظل حرب الإبادة التي يشنها العدو على غزة، انتاب قلقٌ حزبَي القوات اللبنانية والكتائب من إعادة الجماعة اصطفافها، بعدما كانت تُعدّ في صفوف «الحلفاء»، منذ 14 آذار 2005 وحتى الانتخابات النيابية عام 2022، ومن أن يتحوّل التلاقي الميداني بين حزب الله والجماعة إلى تحالف سياسي. ولذلك، سعى الحزبان، كل على حدة، مع بدء الطوفان إلى دسّ نبض الجماعة، عبر تواصل نوابهما مع زميلهم عماد الحوت، لاستطلاع ما إذا كانت الجماعة أعادت تموضعها في محور سياسي جديد.

وفي منتصف آذار الفائت، دخل وسيط على الخط عارضاً على الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ محمد طقوش فتح خط تواصل لتقريب وجهات النظر مع «القوات»، وهو ما لقي تجاوباً من طقوش على قاعدة أنّ «التلاقي مع الحزب لا يعني إقفال الأبواب على الفريق الآخر». بناءً على ذلك، زار الوسيط رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طارحاً الفكرة، فاستمهله الأخير للتفكير قبل أن يوافق على بدء جلسات حوار بين الفريقين. وترجّح مصادر مطّلعة أنّ جعجع «شاور السعودية بالأمر»، قبل أن يعطي موافقته على التواصل منتصف نيسان، عندما زار وفد قواتي مقرّ الجماعة التي ردّت بزيارة مركز القوات في الأشرفية.

تبادل زيارات مع القوات والكتائب قبل «زلّة» أيوب ونحو لجنة للتنسيق مع التيار

 

دفع هذا التواصل برئيس حزب الكتائب سامي الجميل للدخول على الخطّ منعاً لترك العلاقة «المسيحية – السنية» بيد جعجع. فأوفد النائب سليم الصايغ إلى عائشة بكار، قبل أن يزور وفد من «الجماعة» ضمّ رئيس المكتب السياسي علي أبو ياسين والنائب عماد الحوت بكفيا في حزيران الماضي للقاء الجميّل، الذي ألقى على مسامعهما مطوّلة عن مخاوفه من تحوّل المكوّن السني تدريجياً إلى غطاء لحزب الله. ووفق المصادر، سمع الجميل من الوفد أن «دعم القضية الفلسطينية ليس غطاءً للحزب، ففلسطين هي غطاء للجميع. والانخراط في معركة الجنوب لا يعني عدم طرح النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية بعد توقف الحرب». ولفت وفد «الجماعة» الجميل إلى أنّ «معركة غزّة أثبتت أنّ العدو الإسرائيلي في الحرب لا يوفّر بين مدني وعسكري، وبين طائفة وأخرى».

وعلى الخط نفسه، دخل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يراقب الإيقاع في الشارع السني بعد غياب زعيمه سعد الحريري، على خط الانفتاح على الجماعة، مستفيداً من موقفه الأقل حدة من خصميه، جعجع والجميل، فبدأ زيارته لصيدا في 27 تموز الماضي من مقر الجماعة في المدينة، حيث التقى نائب رئيس مكتبها السياسي بسام حمود، داعياً إلى أن «نعمل معاً على مستوى البعد الوطني والاستراتيجي، وإذا كنا نختلف في السياسة، إلا أننا داخلياً يجب أن نتضامن في وجه الخطر الإسرائيلي». وبحسب المصادر، طُرح خلال اللقاء تشكيل لجنة للتنسيق بين الجانبين.

أبو ياسين أكّد لـ«الأخبار» أنّ «الجماعة ليست متموضعةً في محورٍ ضد آخر، وليست طرفاً في أي صراع، وهي تلتقي على نقاط وتختلف على أخرى مع كل فريق سياسي، وتفضّل وضع التباينات على الطاولة للتحاور حولها». والهدف أن «يسمع الآخرون من الجماعة وليس عن الجماعة، في ضوء مشاركتها في الحرب»، مؤكداً أنّه «لم يتم تثبيت فكرة تأليف اللجنة التنسيقية مع التيار الوطني الحر، لكنها برأينا حاجة مستدامة، ويمكن أن يفرضها تطور الأحداث».