عدّل قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني الأميرال علي فدوي في مقابلة له مع موقع «جماران» اسم الحرس الثوري الإيراني كاشفاً أنّ الاسم الحقيقي لهذا الجهاز العسكري هو «جيش حرس الثورة الإسلامية»، هذه التسمية لا تأتي من فراغ، فالأميرال فدوي كشف بنفسه أنّ «أنشطة الحرس الثوري ليست محدودة بإيران وأنّ قوّات الحرس تقاتل حالياً آلاف الكيلومترات خارج الحدود الإيرانية»، على الأقل هذا الكلام يعني «من أفواههم تدينونهم»!
للمفارقة سبقت تصريحات الأدميرال هذه تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المتفائلة من واشنطن، ما زالت أوروبا تمسك عصا الاتفاق النووي الإيراني بحذر، ماكرون يريد «العمل على اتفاق نووي جديد مع إيران»، وماكرون يريد «احتواء إيران في العراق واليمن ولبنان»، بالطبع هذه «أحجية ماكرونيّة» فات وقت القدرة على تحقيقها، من المضحك أن يظنّ الرئيس الفرنسي الشاب أنّ تصريحاته ونواياه الطيّبة قادرة على «إنهاء النشاط النووي الإيراني والنّشاط الباليستي وتقليص دور إيران في المنطقة»، Monsieur Macron ألم يبلغك أنّ الصواريخ الإيرانيّة الباليستيّة يطلقها الحوثيّون من اليمن فتنفجر في سماء العاصمة السعوديّة الرياض وفوق مدن جازان ونجران وعسير، أم أنّ صدى هذه الصواريخ الباليستية لا يصل إلى مسامع أوروبا؟!
هل يريد العالم اعترافاً أوضح وأفضح وأفصح وأوقح من اعتراف الأدميرال علي فدوي بأنّ قوّات الحرس الثوري الإيراني «تقاتل حالياً آلاف الكيلومترات خارج الحدود الإيرانيّة»، «ما في أوضح من هيك»، وهل هناك أقبح من إعلانه أنّ «حراسة الثورة الإسلامية لا تعني حراسة بلد واحد فقط وجغرافيا واحدة وحكومة واحدة (إيران)، إن اسم جيش حراس الثورة الإسلامية لا يحمل أي لاحقة، حتى اسم إيران غير موجودة في هذا الاسم وهذه هي تعليمات الإمام (الخميني) فهو سمّاه لأول مرة باسم جيش حراس الثورة الإسلامية لأن الثورة الإسلامية لا تنحصر في جغرافيا واليوم تشاهدون القلوب تتبع نفس سياق الثورة الإسلامية والحرس الثوري حاضر في كل مكان لحراسة الثورة الإسلاميّة»، عن أيّ ثورة وأي إسلام يتحدّث؟!
من اليمن إلى سوريا إلى العراق إلى لبنان الذي يجول فيه مسؤولون إيرانيون وقادة ميليشيات تابعة لهم على حدوده الجنوبيّة، ما الذي تريده الدّول الكبرى أكثر من هذا الاعتراف، الذي يبرّر فيه فدوي كلّ التدخّلات الإيرانية وزعزعة الأمن في المنطقة العربيّة والشّرق الأوسط بأنّه «ضرورة الدفاع عن الثورة الإسلامية»، ما الذي تريده الدول الكبرى لتصدّق بعد أنّ إيران وحرسها الثوري أخطر إرهاب تعيشه المنطقة منذ سبعينات القرن الماضي؟!
من السخافة بمكان أن نستمرّ في تصديق أكاذيب الغرب، دول أوروبا سارعت لتوقيع العقود مع إيران فور الإعلان عن رفع جزء من العقوبات عنها، فرنسا بشركاتها وإيطاليا وسواها من الدول جاءت لاهثة إلى طهران للتجارة معها، خرجوا على الشاشات ليحسبوا في وجوهنا بحبوحة المليارات التي سترميها إيران على مشاريع أذرعها العسكرية في المنطقة، أوروبا نفسها تتحمّل مسؤولية الاتفاق النووي مع إيران والآن يحدّثوننا عن احتوائها وعن التوصّل إلى اتفاق جديد!!
ومن السخافة بمكان تصديق «البعبعة الترامبيّة» الشبيهة بمهزلة الضربة التي وجّهت لبشّار الجزار بعد مجزرة الكيماوي في دوما، أسخف ما يمكن أن يسمعه مواطن عربي في منطقة تعيث فيها إيران فساداً هو تهديد ترامب بأنّ «إيران ستدفع الثّمن إذا هدّدت أميركا بأيّ وسيلة»!! لا نعرف ما إذا كان دونالد ترامب قد سمع بالمجزرة التي ارتكبتها إيران في لبنان في تشرين الأول من العام 1983 عندما دمّرت مقرّ جنود المارينز في بيروت، ما الذي فعلته أميركا بعد هذا التفجير سوى «إيران غيت» وتقديم سلاحها لإيران عن طريق وسيط إسرائيلي لتقصف بها العراق؟!