اتجهت الأنظار في الساعات الماضية نحو بكركي التي استقطبت القمة الروحية الإسلامية، وإن كانت مقاطعة الطائفة الشيعية الكريمة تركت جرحاً عميقاً، وتجري معالجته وفق المعلومات الموثوقة، من خلال الدور الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أجل إعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وثمة اتصالات حثيثة ستظهر معالمها في وقت قريب، وبالعودة إلى بكركي، فزيارة أمين سر دولة الفاتيكان بيترو بارولين كان لها أهميتها على صعيد استقطاب القيادات الروحية، والدور الذي يضطلع به البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي كان علامة فارقة من خلال هذه الجمعة والتواصل مع الجميع، وصولاً إلى المواضيع التي بحثت، وعلم من مصادر موثوقة بأن أمين سر دولة الفاتيكان من خلال الخلوة التي عقدها مع البطريرك الراعي، كان هناك بحث عميق لموضوع الاستحقاق الرئاسي، حيث وضع بارولين البطريرك في أجواء لقائه بالموفد الفرنسي جان إيف لودريان، ووضعه أيضاً في أجواء قداسة البابا فرنسيس الأول، من خلال الاتصالات التي يقوم بها مع الرئيسين الأميركي والفرنسي جو بايدن، وإيمانويل ماكرون، ما يعني، الفاتيكان تسعى لانتخاب الرئيس لجملة اعتبارات من أجل انتظام المؤسسات في لبنان، وخوفاً من الآتي في المنطقة، وعندها يكون الشغور طويلاً، ما يؤثر على صيغة التعايش الإسلامي – المسيحي التي تسعى الفاتيكان للحفاظ عليها، وبالتالي الأمور تسلك طريقها الإيجابي بانتظار متابعة بارولين هذه المسألة مع الموفد الفرنسي لودريان، حيث سيعود ويلتقيه مرة أخرى كما تنقل المعلومات، من هنا فإن لقاء بكركي والدور الذي يقوم به البطريرك الراعي، إنما ستتم مواكبته ومتابعته على أعلى المستويات، إن على خط تحييد لبنان عن الحرب الشاملة، وبالتالي الحفاظ على صيغة تعايشية في البلد بين سائر المكونات، وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وعلم أن ثمة اتصالات قد تحصل بين البطريرك الراعي ورئيس المجلس الشيعي الأعلى من أجل إزالة التباينات التي حصلت بعد المواقف الأخيرة والتشنجات، وهذا يقوم به سعات خير بين الطرفين، وثمة موفد من بكركي قد يلتقي برئيس المجلس الشيعي الأعلى، ما يعني أن الأمور تسلك طريقها الإيجابي خلافاً لما يقال عن تضخيم الأمور، إنما المجلس الشيعي اتخذ قراره بناء على توصية سياسية والأوضاع ستعود إلى ما كانت عليه من إيجابيات، وربما تحصل قمة ثنائية بين البطريرك الراعي والشيخ الخطيب.