IMLebanon

لو طال المقام بهنيّة

 

غرّد الدكتور مكرم رباح معلّقاً على زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إلى بيروت كاتباً: “كل هنية وإنتو بخير… بيقبض بالشيكل بيصرف بالتومان” فيا هلا بالضيف ضيف الله و”حزبُ الله”. ضيف يهادن في غزة ويهدد من بيروت.

 

الغاية المعلنة من زيارة القيادي الفلسطيني، كما جاء في الإعلام، المشاركة في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في سفارة دولة فلسطين، الذي رأسه محمود عباس من رام الله وتمّ بواسطة “الفيديو كونفيرنس”. ولولا حجم الشوق إلينا ما كان رئيس دويلة غزة تحمّل مشقة السفر لمناقشة خطة “الضم” الإسرائيلية لأراضٍ في الضفة الغربية، وسبل تحقيق الوحدة الداخلية، واتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، كان باستطاعة هنية الإعتراض على تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة مع “الكيان الصهيوني” من أحد منابر القطاع، وأن “يعنتر” في غزة لكن “العنترة” في مخيم عين الحلوة… أحلى ولها رمزيتها ولو استفزت عراضة الإستقبال المسلحة شريحة كبيرة من اللبنانيين، عراضة ما كان ينقصها إلاّ جلوس هنية على منصة مستعرضاً مجسمات صواريخ قسّام ووحدات رمزية من الإنتحاريين.

 

إنها زيارة دويلة لدويلة. تأخرت ثلاثين عاماً وتمت بمشيئة الله وشربل وهبة، التقى على هامشها رئيس الحكومة المنسي سريعاً حسّان دياب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وشخصيات زمنية وروحية.

 

لو أطال هنية المقام بيننا، لربما سنحت له فرصة لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارته الثالثة لبيروت، هو لا يعرفه لكن محمد رعد وإيمانويل باتا من أعز الأصحاب. وباتصال واحد يدبر الحاج جلسة مع الرئيس الفرنسي بمطعم “الساحة” وفي أسوأ الأحوال، لو “طوّل شوي” لربما التقى شانتال غويا.

 

جاء اسماعيل على عجل. وغادر على عجل. لم يجل لا في مليتا ولا في جعيتا ولا تمشّى على كورنيش قاسم سليماني في الغبيري. كان وقته مضغوطاً.

 

لم يتمكن هنيّة من الإجتماع إلى رئيس الهيئة القيادية في “المرابطون” العميد مصطفى حمدان و لطالما اشتهى هنية لقاء تلك القامة الإستثنائية.

 

حبّذا لو أطال المقام بيننا لنظّمت له الوحدة الإعلامية في “حزب الله” مناورة بالذخيرة الحية مستتبعة بتجربة إطلاق صاروخ يحاكي صواريخ حماس ويطاول عمق الأراضي المحتلة لإسعاد الضيف.

 

لو طال به المقام في لبنان لشهدنا كل يوم همروجة: يوم في البص. يوم بمخيم مار الياس. يوم بالمية وميّة. يوم بالرشيدية، يوم بالبداوي. ما كان نزل اسماعيل عن الأكتاف.

 

لو طال به المقام لأمكنه المساهمة في طبخة تشكيل الحكومة اللبنانية.

 

لو طال المقام بهنيّة بيننا لتذوق معمول المد بجوز عند الصفصوف وحمل صينيتين معمول بتمر للاولاد.