Site icon IMLebanon

خطاب هنيّة في وادٍ وبيان الفصائل في وادٍ!

 

“من أجل تحقيق أهدافنا الاستراتيجية لإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة، يتوجّب علينا الإسراع في إنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة والشراكة الوطنية. وفي هذا السياق… توافقنا على ضرورة أن نعيش في ظلّ نظام سياسي ديموقراطي واحد، وسلطة واحدة، وقانون واحد، في إطار من التعدّدية السياسية والفكرية، وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الإنتخابات الحرّة والنزيهة، وِفق التمثيل النسبي الكامل في دولة وِفق المعايير الدولية”.

 

هذا بعض ما ورد في البيان الصادر عن اجتماع الفصائل الفلسطينية بين بيروت ورام الله، وكان نجمه رئيس حركة “حماس” اسماعيل هنيّة، الذي حضر الى لبنان في توقيت رأى فيه كثيرون رسالة مشتركة من تحالف الإخوان المسلمين و”الحرس الثوري الإيراني” ( تركيا وقطر وإيران)، الى فرنسا والأميركيين الذين دخلوا بقوّة على خطّ الأزمة اللبنانية بامتداداتها الإقليمية، فحواها أنّ هذا البلد سيبقى منصّة جاهزة للإستعمال.

 

وهنيّة كان مُبعداً الى مرج الزهور في لبنان الى جانب 450 ناشطاً “إسلامياً” فلسطينياً من الضفّة وغزّة، ثمّ عادت واستردّتهم في العام التالي ليشكّلوا النواة الشابة لحركة “حماس” في صعودها الصاروخي ضدّ “فتح” والآخرين، والذي سينتهي باقتطاع غزّة، وتقسيم ما تبقّى من فلسطين بدعم إيراني وقطري وتركي.

 

لم يكن هنيّة بارزاً في مرج الزهور، كان الرنتيسي قائداً. وفي المرج، أسّس الى جانب آخرين “جامعة ابن تيمية” لتخريج أدوات التنظيم الديني العائد الى الأرض المحتلّة. وحينها، تراجع التنوّع الذي مارسته “فتح” وقوى اليسار الفلسطيني، وباتت المقاومة مسألة دينية تتعدّى حدود الوطن المحتلّ لتطال الأمّة، فتسارع الإنهيار وفقدت الوطنية الفلسطينية العربية دعائمها.

 

ولم يقل هنيّة في المهرجانات التي نظمّها له رعاته في لبنان شيئاً آخر. والدليل الأوضح ما جرى في عين الحلوة، المخيّم الذي جعله الإنقسام الذي قادته “حماس” وداعموها، ينحدر الى التفتيت بين زاروب فوقاني وآخر تحتاني.

 

كان الطبيعي أن يطرح هنيّة زبدة ما تمّ التوصّل اليه في “مهرجان” الفصائل خلال خطبته في عين الحلوة، لكنّه لم يقل شيئاً ممّا تضمنه البيان الذي جرى تعميمه. لم يتحدّث عن حلّ مشكلة الإنقسام، ولا عن الدولة الديموقراطية المستقلّة وانتخاباتها النسبية، ولا عن الإتّفاق على قيادة موحّدة لـ”المقاومة الشعبية”.

 

بدا زعيم الحركة الحمساوي مسروراً بالهتافات له ولحركته، نسي أسماء شهداء فلسطين، ولم يتذكّر حركة مقاومة واحدة. وحده الشيخ رائد صلاح خطر على باله، بعدما أصابته عدوى قصف “ما بعد تل ابيب” بالصواريخ.

 

لماذا لقاء الفصائل إذن؟ ولماذا استعراض الحضور في بيروت، إن لم تكن نتائجه ستعلن الى فقراء المخيّمات المنتظرين عودةً يرونها تبتعد يوماً بعد يوم؟

 

لم يكن هنيّة موفقاً مع الفلسطينيين، لكنّه قام بالمهمة التي حضر من أجلها.( يرجى مراجعة نصَّي بيان الفصائل وخطاب هنيّة في عين الحلوة ) والسلام.