أما آن لهذا البلد ان يخرج فيه مَن يرفع الصوت في وجه هذا السلوك المشبوه للسلطات العسكرية والأمنية التي تنفق ثلث وارداتنا بحجة حماية البلاد؟
أما آن لأحد ان يصرخ في وجه من يتولّى أمن البلاد ويقول له: أنت مسؤول عسكري لا مرشح لرئاسة الجمهورية؟
أما آن لأحد أن يصرخ في وجه كل القوى الامنية والعسكرية بأن دماء الناس أغلى من أي شيء آخر؟
هل نحن أمام مؤسسة عسكرية تمثّل اعلى درجات الانضباط، ولو في لحظات الفلتان، ام أمام ميليشيا تلبس البدلة المرقّطة وتتصرف كأن لا حرمة دم لأحد؟
ماذا سيقول السياسيون للناس عندما تجري استباحة الدماء من قبل عسكري مرافق لضابط يعمل خادماً عند زعيم يستخدمه ضد منافسه في الزعامة على زاوية؟
ما الذي ينتظره الناس حتى تزال هذه الغشاوة عمن لا ينظر بعينين كاملتين الى المشهد القائم في البلاد اليوم؟
كيف يحصل ان تنطلق حملة منظّمة رداً على حديث رئيس الجمهورية بعد ثوان قليلة من انتهاء المقابلة؟ من هو العبقري الذي عرف ما سيقوله الرئيس حتى قرر رفع شعارات وخطوات لا هدف منها سوى الفوضى بنسخة رديئة مما شهدناه ولا نزال في العواصم والمدن العربية؟
اما آن الأوان لمبادرة واقعية عاقلة تخرج الجميع من المأزق، فتكسر السلطة مكابرتها وتتخلى عن عنادها المجبول بالحقد على الناس، وان نطرد لصوص الهيكل من الشارع بكل عناوينهم الخيرية والمدنية، ومعهم كل فوقيتهم الاخلاقية والطبقية؟
هل يراد للفقراء ان يموتوا قتلاً بعدما جاعوا ومرضوا وتشردوا في كل البلاد وخارجها، وان نعود بالبلاد الى دوامة عنف جديدة تحفظ زعامات الطوائف وحسابات القناصل واموال السارقين؟
اما آن الاوان ليستفيق إعلام الفتنة، ويعود خطوة الى الخلف، بدل الغرق في لعبة تحريض لن تبقي له مشاهداً ولا متابعاً، ام ان كذبة محاربة الفساد قابلة لأن تطول وتأتي معها المؤن المحمّلة على دماء الناس؟