هذا التصعيد الموتور الذي تفعله إيران الخمينية٬ وتوابعها٬ ضد السعودية مع موسم الحج٬ يؤشر لعمق الأزمة التي تعصف بالخمينية السياسية.
الحج ليس اكتشاًفا جديًدا هذه السنة! حتى يخبرنا مرشد النظام الخميني٬ عن رأيه فيه وفي قيام السعودية بواجبها الديني تجاه الحجيج والزوار.
على عكس ما يوحي به الضجيج الإيراني٬ ومعه أبواقه في لبنان واليمن والعراق٬ فإن النظام الخميني يعاني من تبعات الحرب في سوريا٬ واليمن.
الممثل الأبرز للنظام الخميني في المنطقة٬ هو «حزب الله» اللبناني٬ عبر لسان إيران العربي٬ حسن نصر الله٬ هو في أسوأ حالاته أيًضا مع وصول عدد الضحايا في سوريا٬ من «حزب الله»٬ حسب تقديرات الصحافة الغربية إلى 1600 قتيل وآلاف الجرحى٬ دون طائل٬ ولا تحقق لوعود خطيب الضاحية بالانتصارات الإلهية.
راديو إسرائيل٬ نقل الأربعاء الماضي عن مصدر رسمي قوله٬ إنه «بعد مرور عقد من الزمن على حرب لبنان الثانية٬ بقيت قوة الردع الإسرائيلية على الحدود الشمالية قائمة٬ أما منظمة (حزب الله) فباتت منشغلة أكثر في الأوضاع على الحدود اللبنانية مع دول أخرى٬ وفي الانتقادات الداخلية التي تتعرض لها».
للتذكير٬ فإن إيران هي التي تعاني من عزلة سياسية وقانونية٬ بعد تصنيف «حزب الله» اللبناني منظمة إرهابية٬ من قبل دول الخليج٬ خاصة السعودية والإمارات والبحرين٬ ثم تصنيف الجامعة العربية للمنظمة اللبنانية الإيرانية بذات التصنيف.
هذا عن الفرع٬ أما الأصل٬ وهو النظام الإيراني الخميني٬ فإن بيان قمة «منظمة التعاون الإسلامي» في إسطنبول٬ في أبريل (نيسان) الماضي٬ أدان تدخل إيران في شؤون لمنطقة ودعم المنظمات الإرهابية٬ كما أدان استخدام إيران للطائفية في بيان صوتت عليه أكثر من 50 دولة.
دول عربية ومسلمة كثيرة٬ خاصة بأفريقيا٬ قطعت علاقاتها مع إيران٬ مثل السودان وجزر القمر وجيبوتي. دول أخرى تراقب إيران بحذر.
يجب ألا نغفل عن هذه الحقائق٬ في غمرة الصراخ الإيراني٬ الذي يجد من يطرب له في الصحافة الغربية٬ خاصة صحف اليسار البريطاني٬ وبعض «شاشاته».
هذا التصعيد الإيراني تجاه السعودية بخصوص واجبها تجاه شعيرة الحج وخدمة المسلمين٬ وهي خدمة لا يجادل فيها إلا مكابر٬ الهدف منه واضح٬ في مسلسل استكمال إكسسوارات «ولي أمر المسلمين» علي خامنئي٬َزَعم!
المراد قوله٬ هو أنه٬ ومع ضرورة الرد على البروبغاندا الإيرانية٬ فإنه يجب ألا يحجب هذا الغبار من رماد الكلام الخميني٬ حقيقة أن نظام طهران معزول٬ رغم قبلة الموت الأوبامية!
هذا طريق معروف نهايته٬ وعّل إيرانًيا يناطح صخرة الواقع.