هناك مخطط إسرائيلي لضرب المفاعل النووي الايراني بالإضافة الى الميليشيات التابعة لإيران.
يبدو أنّ ساعة الجد أصبحت قريبة حيث تشير كل الدلائل الى أنّ المسافة الزمنية لضرب المفاعل النووي الايراني صارت قريبة، لا بل قريبة جداً.
إسرائيل لم تعد تتحمّل ما تفعله إيران في مفاعلها النووي، حيث تحاول أن تتقدّم بتخصيب (اليورانيوم) بينما تنتظر أميركا اجتماع الدول الخمس زائد ألمانيا في الاجتماعات حول الملف النووي الايراني في مدينة ڤيينا، بعدما ألغى الرئيس السابق دونالد ترامب الاتفاق الذي أبرمه الرئيس الأسبق باراك أوباما. ومنذ تسلم الرئيس جو بايدن، جرت عدّة محاولات من أجل إعادة الاجتماع للعودة الى اتفاق أوباما، خاصة وأنّ بايدن عندما كان أوباما رئيساً كان نائباً له.
إنّ هناك رسالة أرسلها رئيس وزراء العدو الاسرائيلي الجديد نفتالي بينيت طلب فيها من أميركا وقف المحادثات حول البرنامج النووي الايراني فوراً، والرسالة أعقبها اتصال مع وزير خارجية أميركا انتوني بلينكن.
كما قام وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد بيني غانتس يرافقه مدير الموساد ديڤيد بارنيا بزيارة للولايات المتحدة هدفها إقناع بايدن بالتوقف الفوري عن المباحثات الجارية في ڤيينا بين الدول الخمس زائد ألمانيا وبين إيران حسب ما ذكرته «القناة 12» التلفزيونية الاسرائيلية.
وكما ذكر فإنّ البنتاغون الاميركي قدّم للرئاسة الاميركية سيناريوهات عسكرية محتملة للتعامل مع المشكلة الايرانية.
وترى دراسات استراتيجيّة عدة، ان العمل العسكري هو الخيار الوحيد المتبقي لمواجهة النظام الايراني… هذا النظام الذي يتحدّى من خلال ما يتخذه من خطوات المنطق والمواقف العقلانية التي تُقَدّم له للخروج من هذه الأزمة، ومن عنق الزجاجة التي حشر نفسه فيها.
أياً يكن الأمر، فإنّ دول الخليج، بما فيها العراق معنية بطريقة مباشرة، أم غير مباشرة بما يحدث، وبتطورات الأزمة التي يحاول المجتمعون في ڤيينا إيجاد حلّ سياسي لها، قبل اللجوء الى معركة عسكرية قد تتسبّب بكوارث كبيرة على بلدان وشعوب المنطقة.
إنّ إسرائيل، إذا وجهت ضربة متوقعة للمفاعل النووي الإيراني، ستحارب على عدة جبهات: حماس في غزة – والحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في سوريا ولبنان والحوثيين في اليمن.. وهي «أي إسرائيل» معتادة على توسيع حدود معاركها. فعام 1967 خير دليل على ذلك.
أضف الى ذلك أنّ حالة إيران المتردّية، تشجع إسرائيل على شن هجومها… فالمؤشرات حول تراجع الوضع الايراني واضحة، حيث اعترضت القوات البحرية الاميركية الموجودة في الخليج العربي سفينة إيرانية تنقل نفطاً كانت متوجهة الى اليمن وصادرت الناقلة وباعت النفط الموجود عليها بمبلغ 27 مليون دولار.. وحوّلت المبلغ الى صندوق مخصّص لمساعدة الذين تضرّروا من أعمال الارهاب، وصادرت الاسلحة، أي الصواريخ التي كانت مرسلة للحوثيين في اليمن، وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الشيء.
من ناحية ثانية، تراجع الوضع الايراني في السيطرة على العراق، خاصة وأنّ الميليشيات التابعة لها خسرت أمام الإمام مقتدى الصدر الذي كان الرابح الأكبر وأصبح هو المتحكم بالمجلس النيابي الجديد.
كذلك لم تستطع إيران أن تحسم الموقف في مأرب حيث كانت تتوقع أن تنتصر وتحسم الوضع العسكري فيها لتنتقل الى تهديد المملكة العربية السعودية… أما الوضع الاقتصادي داخل إيران بسبب العقوبات الاميركية فكارثة كبرى. نبدأ بأن سعر الصرف وصل الى 32 ألف تومان للدولار الواحد، وهذا رقم قياسي جديد يسجله الدولار بالنسبة للعملة الايرانية.
قبل عام من يومنا هذا نشر المركز الايراني للاحصاء، وهو مركز رسمي، إحصائيات وصفها خبراء بالشأن الايراني بالصدمة، إذ يؤكد المركز أنّ نسبة من يعيشون تحت خط الفقر وصلت الى أكثر من 50٪ وهي نسبة لم تشهدها ايران في تاريخها حتى بات معظم سكانها تحت خط الفقر.
فقد ذكر موقع «ايران إنسايدر» نقلاً عن وزارة العمل الايرانية ان 20٪ فقط من الايرانيين يمتلكون عملاً ثابتاً و80٪ يعيشون حالة عدم استقرار حيث لا وظائف ولا أعمال. أما الوضع الاقتصادي فقد صار كارثياً، إذ بات ثمن كيلو «الأرز» 40 ألف تومان وكان في العام الماضي 15 ألف تومان فقط.
إنّ كل هذه المؤشرات مجتمعة، تجعلنا نتساءل: هل تنوي إسرائيل ضرب المفاعل النووي الايراني و«ميليشياته»؟!