كشف موقع «واللا» العبري ان عناصر من حزب الله نقلوا إحدى الخيمتين اللتين نصبهما الحزب قبل اسبوعين في مزارع شبعا الى داخل الأراضي اللبنانية…
وزعم الموقع انه لا تزال هناك خيمة واحدة، بقيت في مكانها.. وتقدّر المؤسسة الأمنية في إسرائيل ان حزب الله يبحث عن وسيلة لمنع المواجهة، ونقل الخيمة الثانية الى داخل الاراضي اللبنانية.
السؤال الكبير: إنّ الانسحاب الاسرائيلي من لبنان تم منذ 23 سنة… فلماذا قامت المقاومة بإقامة خيمتين؟ وما هو السر وراء هذه العملية؟ ولماذا تدخلت أميركا من خلال السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، وطلبت موعداً من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واجتمعت معه، ونصحته أن يوصّل رسالة الى المقاومة تطلب فيها إزالة الخيمتين.
ولماذا أيضاً طُلِب من الفرنسيين التدخل مع الحزب لإزالة الخيمتين؟ ولماذا نقل الحزب خيمة واحدة وأبقى على الثانية؟ ولماذا يهدد الحزب بأنه يتحدّى إسرائيل بأن تقوم بحرب، وهي عاجزة عنها؟ ولماذا هذا الجدل أيضاً وهذه الضجة حول خيمتين أقيمتا في منطقة هناك خلاف عليها؟
والسؤال الأكبر: هل تلك المنطقة المتنازع عليها لبنانية أم سورية أم فلسطينية؟
الأهم من هذا وذاك، ان توقيت الخيمتين جاء بعد 23 سنة… والأنكى هي الحرب التي يقوم بها الجيش الصهيوني على مدينة جنين، وهي ليست حرباً بل يمكن وصفها بعملية إبادة… فماذا يعني دخول 200 دبابة الى مدينة جنين، وماذا يعني ان جرافة من أضخم الجرافات في العالم دمّرت مدخل المستشفى الحكومي في مدينة جنين وهي تزيل معالم المخيّم في المدينة؟
وهل صدفة جاءت عملية نصب الخيمتين مع قيام الجيش الصهيوني بحرب إبادة للشعب الفلسطيني في مدينة جنين؟
وبالعودة الى الموقف العربي.. أقول: أين تقف الجامعة العربية؟ والأنكى أنّ البيان الذي صدر عن الجامعة هو شيء مُخْزٍ ومعيب…. أما إذا سألت عن موقف الدول العربية، وبخاصة تلك التي أقامت علاقات تطبيع مع العدو الصهيوني، وفتحت للكيان الصهيوني سفارات في تلك البلدان، فإننا نسأل: لماذا؟ وما هي الفائدة من ذلك؟ وهل استفادت الشعوب العربية من هذا الانفتاح؟
عندما يقدّم الانسان شيئاً، يجب أن يأخذ مقابله شيئاً آخر، اما نحن العرب فيبدو اننا من الشعوب التي تعطي كل شيء ولا تأخذ شيئاً… وهذا يعني انني شعب غبي.
اما بالنسبة الى «فيلق القدس» الذي أُنشئ عام 1987 مع قيام ثورة آية الله الخميني في إيران، وتمّ خلع الشاه، وأصبحت إيران تسمّى «الجمهورية الاسلامية في إيران».. وأصبح آية الله الخميني هو المرشد الأعلى لهذه الجمهورية.
وَرُفِع علم فلسطين بدل علم إسرائيل فوق السفارة الاسرائيلية في طهران، وأصبحت بفضل آية الله الخميني سفارة فلسطين، التي هي في الحقيقة أوّل سفارة لفلسطين في العالم، وكان هذا العمل تقدمة كبيرة من الثورة الايرانية الى الفلسطينيين… ولم تكتفِ إيران بذلك، بل عُيّـن اللواء قاسم سليماني، القائد في الحرس الثوري، قائداً لـ»فيلق القدس» الذي كانت مهمته الوحيدة استرجاع القدس من أيدي الصهاينة… وبالفعل هذا الفيلق قام بأعمال كبيرة أهمها تدمير العراق، وإنشاء «الحشد الشعبي» (الميليشيا الشيعية) في العراق التي تشبه الى حد كبير حزب الله اللبناني.
وقبلها عام 1983 وبعد الاحتلال الاسرائيلي، أنشئ حزب الله ودعمته إيران بالسلاح والمال وأخذت تتفاخر باستعماله وإعطائه مهمات في سوريا والعراق وأخيراً في اليمن… كل هذه الأعمال داخل العالم العربي جرت، ولكن ولا طلقة واحدة ضد العدو الصهيوني… لذلك فإنّ من يظن أنّ العدو الصهيوني هو على خلاف مع الدولة الاسلامية في إيران هو واهم.
اما لمن يظن ان بقاء بشار الأسد في الحكم جاء بسبب قوته، فنقول لهم أيضاً: إنّ هناك مصلحة للعدو الصهيوني في بقاء الأسد، الذي قتل ودمّر الشعب السوري. والسؤال هو: من غيره كان يقبل أن يقتل شعبه كما فعل هو نفسه؟
اما بالنسبة لـ»الحزب» فهذه المسرحية تؤكد التحالف الاستراتيجي بينه وبين العدو حيث مصلحة الاثنين هي تدمير لبنان، ولكن كل واحد من زاوية معيّنة.