Site icon IMLebanon

«إسرائيل» تقرع طبول الحرب على إيقاع العقوبات الأميركيّة وقانون قيصر»

 

ترتدي التسريبات والتهديدات الإسرائيلية ضد لبنان في الآونة الأخيرة طابعاً مهماً وبالغ الخطورة بسبب تزامنها مع تصعيد أميركي غير مسبوق ضد إيران وحلفائها وبشكل خاص «حزب الله»، إذ اعتبرت أوساط سياسية واسعة الإطلاع بأن المواقف الأخيرة الصادرة عن مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين حملت في طياتها مؤشرات حول استعداد العدو الإسرائيلي في الأسابيع القليلة المقبلة لتنفيذ ضربة استباقية ضد لبنان. وأوضحت أن ارتفاع سقف الخطاب التهويلي الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، ينذر أيضاً بأن المناخ الغربي، وتحديداً الأميركي، غير بعيد عن هذا التهويل، لا سيما وأنه يتماهى معه في الحملة العنيفة والعقوبات المتشدّدة والضغط المباشر وغير المباشر من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحزب وعلى كل اللبنانيين، انطلاقاً من تداعيات التصعيد ضد إيران أولاً و«حزب الله» ثانياً. وبرأي الأوساط السياسية نفسها، فإن التركيز الإسرائيلي راهناً على ضم مساحات من الضفة الغربية، والذي يلاقي معارضة شاملة من كل عواصم القرار الإقليمية والدولية، بدأ يتراجع في ضوء ما جرى الإعلان عنه عن اتجاه للتأجيل، وبالتالي، فإن تأجيل هذا القرار، يعزّز الإنطباع بأن الحكومة الإسرائيلية تستعد لاحتمالات أخرى مطروحة على طاولتها اليوم، ومن بينها احتمال الحرب الإستباقية ضد لبنان، والتي سبق وأن حدّدت موعدها تسريبات متداولة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

 

وإزاء هذا التهويل، رأت الأوساط نفسها، أن الوقائع الميدانية على الأرض لا تنبئ بقدرة إسرائيل على الذهاب بعيداً في ترجمة تهديداتها ضد «حزب الله» ولبنان، لافتة إلى أن ما يحكى في الإعلام الإسرائيلي عن توجّه لتأجيل قرار اقتطاع أراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية، لا ينطبق على النوايا الحقيقية للحكومة الإسرائيلية، إذ أن التلويح بحرب ضد لبنان، يرمي إلى التضليل وإلى تحويل الإهتمام الدولي عن هذه القضية، وذلك بسبب المعارضة الدولية الشديدة لها. ومن هنا، فإن الأوساط استبعدت حصول أي تطورات أمنية دراماتيكية في المدى المنظور على الجبهة الجنوبية، معتبرة أن ارتفاع لهجة الحديث الإسرائيلي عن «الصواريخ الدقيقة»، لا يعني في الضرورة أن طبول الحرب بدأت تُقرع جنوباً، ولكنها استدركت بأن الضغوط الإسرائيلية في كل الإتجاهات سوف تزداد في المرحلة المقبلة، وذلك في سياق السيناريو القائم على إطلاق التهديدات توازياً مع تنفيذ المناورات الميدانية، من أجل فرض أمر واقع جديد يضغط على الإدارة الأميركية في الدرجة الأولى، أو ربما يتناغم مع اتجاهاتها، في ظل التحوّل الخطير في مسار المواقف الأميركية الأخيرة من «حزب الله»، كما من الحكومة اللبنانية. وبالتالي، قالت هذه الأوساط نفسها، أن جوهر الموقف الأميركي بات يستند أيضاً إلى التهديد والتهويل، وذلك في محاولة لاستغلال الأزمة المالية الخانقة والأوضاع المعيشية المأزومة التي يواجهها اللبنانيون جميعاً بغية ممارسة المزيد من الضغط على الحزب وعلى حلفائه على الساحة اللبنانية.