Site icon IMLebanon

وتبقى إسرائيل صمَّام أمان المصالح الأميركية

 

لقد حدد يوسي بيلين الرئيس الأسبق لحزب ميريتس الاسرائيلي توجه اسرائيل نحو الشرق الأوسط الجديد في مؤتمر عمان الذي انعقد بين 29 و31 تشرين الأول من العام 1995، قائلاً هذه هي رؤيتنا للشرق الأوسط الجديد التي تتجلى بالحدود المفتوحة والتعاون الاقتصادي الذي يقود إلى غد اقتصادي.

 

وكلام بيلين هذا تزامن مع التأكيدات الاميركية بالحفاظ على أمن اسرائيل.

 

من هنا علينا ان ندرك ونعي بأن اسرائيل تشكل داخل المنطقة العربية انطلاقاً من موقعها الجغرافي داخل فلسطين المغتصبة صمام أمان مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يسمح لواشنطن بالسيطرة على ثروات الأقطار العربية وعلى قراراتها.

 

وتعتبر صفقة القرن رأس حربة هذا المشروع وعموده الفقري، وأذكر بمقولة الرئيس الأميركية دونالد ترامب، أي عاصمة عربية تحاول تقويض صفقة القرن فإن عرشها مهدد بالزوال.

 

من هنا، تلعب اسرائيل دور الحارس الامين لمندرجات مشروع الشرق الأوسط الجديد إذ يقول الرئيس جورج دبليو بوش عن أمن اسرائيل بأن واشنطن حريصة حرصاً شديداً عليه وتلتزم بالحفاظ على قدسيته وتعزيز قوة ردعها في مواجهة أي تهديد منفرد أو جماعي.

 

ويذكر أن موقع الجزيرة نت كان قد قال بتاريخ 25/1/2003 بأن وزير الدفاع شاوول موفاز كشف عما أسماه المخطط الاميركية الصهيوني لما بعد مرحلة الرئيس صدام حسين وباكورته تتجلى بأن آخر يوم من الحرب الأميركية على العراق سيكون اليوم الأول في بلورة وجه جديد للشرق وأن التسويات الجديدة عقب الحرب تقتضي نزع السلاح في المنطقة وفي طليعته سلاح حزب الله وايقاف نشاط القيادة الفلسطينية في دمشق، وختم قائلاً بأن اسرائيل لن تبقى غير مبالية تجاه الصواريخ البعيدة المدى التي تسلمها الحزب من سوريا.

 

من هنا يجب أن ندرك ونعي بأن مشروع الشرق الاوسط الجديد يهدف إلى تصفية المقاومات العربية عبر تجريدها من الأسلحة الدقيقة المتطورة ونقل تلك الأسلحة إلى الحضن الاسرائيلي.

 

وفي ندوة نظمها مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية في نادي الصحافة ابان عهد الرئيس بوش الابن، قال البروفيسور ستيفن والت بأن الرئيس بوش أكد بان واشنطن ترفض امتلاك ايران التكنولوجيا النووية، ليس لأنها تهدد بهجوم على الولايات المتحدة الاميركية بل لأنها ستهدد أمن اسرائيل، وأضاف البروفيسور والت بان مساندة أميركا لاسرائيل واجب وطني كبير وبأن اسرائيل وحسب قوله هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في قلب العالم العربي!!

 

وأكمل والت قائلاً أن السبب الحقيقي في المساندة الاميركية غير المشروطة لاسرائيل بالمال والسلاح هو أن اللوبي الصهيوني في أميركا يرجح مصلحة اسرائيل على المصالح القومية الاميركية نظراً لامتلاك منظمة ايباك الاسرائيلية نفوذاً هائلاً داخل أروقة القرار الأميركية، وتأثيراً قوياً على الحملات الانتخابية للمرشحين السياسيين الموالين بشدة لاسرائيل.

 

كما يعمد اللوبي الصهيوني في أميركا إلى الضغط على أعضاء الكونغرس بمجلسيه وعلى المسؤولين في الحكومة الأميركية للمساعدة في تشكيل التوجهات الاميركية التي تخدم اسرائيل وتصب في مصلحتها.

 

وفي 3 شباط 2014 قال مستشار الامن القومي الاميركية الأسبق ستيفن هادلي وذلك في أعقاب مشاركته في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الامن القومي الاميركية في تل أبيب ومؤتمر الامن في ميونخ، رغم أن الاسرائيليين يشعرون بالتهديد الناشئ عن تعاظم قوة تنظيم القاعدة على حدودهم، لكنهم رغم ذلك ما زالوا يعتبرون أن ايران تشكل التهديد الأكثر خطورة. وأضاف ليس من المستغرب أن توافق اسرائيل على برنامج تخصيب ايراني محدود للغاية، فإذا نجحت المحادثات تبدأ عمليات تخفيف العقوبات والعمل على وضع خطط تحد من طموحات الهيمنة الايرانية على المنطقة، وفي حال فشل المحادثات فإن الخطة الاميركية تعتمد إلى حد كبير على زيادة العقوبات.

 

هذا الكلام صادر عن السيد هادلي في العام 2014 واليوم وبعد 6 سنوات أي في العام 2020 بدأت العقوبات الأميركية على سوريا ولبنان، وهنا ينبغي أن أحيلكم إلى ما قاله الرئيس الاميركي الأسبق رونالد ريغن خلال حملته الانتخابية عندما زار المنطقة اليهودية بيناي بريث في واشنطن في 3 أيلول 1980، إن اسرائيل ليست أمة فقط بل هي رمز ففي دفاعنا عن حقها في الوجود انما ندافع عن ذات القيم التي بنيت على اساسها أمتنا.

 

وفي كتاب التقدير الاستراتيجي السنوي لاسرائيل 2019/2020 الصادر عن معهد أبحاث الامن القومي الاسرائيلي في جامعة تل أبيب عام 2020 حذر التقدير الاستراتيجي من مشروع دقة الصواريخ الايرانية وعن تمكن حزب الله اللبناني من امتلاك عشرات الصواريخ الايرانية في الوقت الذي تتعاظم فيه القوة العسكرية بحركتي حماس والجهاد الاسلامي، ويضيف التقرير بأن اسرائيل تم انشاؤها من رحم سايكس بيكو عنوة بدعم غربي على حساب الشعب الفلسطيني لتكون ثكنة الغرب العسكرية المتقدمة في الشرق الاوسط، لذا كانت قيمة المساعدات الاميركية لاسرائيل خلال الحقبة الممتدة من 1948 حتى 2018 قد وصلت إلى 158 مليار دولار كما ان الولايات المتحدة استخدمت الفيتو 44 مرة لصالح اسرائيل.

 

ولمن كان يأمل بنجاح حل الدولتين قبل ولادة صفقة القرن أقول له إن عزاءك الوحيد ستبقى تجده في شعار اللآت الثلاث لقمة الخرطوم عام 1967، لا للصلح لا للاعتراف لا للتفاوض.