Site icon IMLebanon

المصلحة الإسرائيلية في تفجير مرفأ بيروت

 

لا غبار على أن اسرائيل هي المستفيدة الاولى من تفجير مرفأ بيروت الواقع على مشارف وسط العاصمة وذلك لأسباب عدة أهمها تعميق جراح الوضعين الاقتصادي والمعيشي النازفين في لبنان بفعل ممارسات الطبقة السياسية الفاسدة ونتيجة العقوبات الأميركية على حزب الله، بالتزامن مع صدور القرار النهائي للمحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

 

من هنا تكون اسرائيل قد نجحت في تأجيل الحرب مع حزب الله لفترة قد تطول ربما لأشهر عبر تطويقه بالضغوطات السياسية والاقتصادية وتكون قد أفلحت باقناع جزء هام من المجتمع اللبناني بأنه المسؤول المباشر عن وقوع انفجار المرفأ، وذلك عبر دعم جحافل من الوسائل الاعلامية الغربية المقروءة والمرئية لها وتجييش الرأي العام الاقليمي والعالمي لصالحها بهدف انتزاع حكم البراءة من عملية التفجير علماً أن معظم وسائل الاعلام في الغرب يسيطر عليها اليهود.

 

اما المحلل العسكري الاسرائيلي ريف رام فكان قد قال بتاريخ 11 آب 2020 بأن انفجار بيروت سيصب في خانة المصلحة الاسرائيلية لأنه سيجعل الضغط الشعبي اللبناني على حزب الله يتصاعد بشدة.

 

أما السبب الأهم الذي يجعل اسرائيل تقدم على قصف مرفأ بيروت فهو احداث اضطرابات داخلية لبنانية مصحوبة بحالة ارباك شديدة لابعاد شبح الحرب مع حزب الله عنها نتيجة اصابة افراد ورتباء وضباط جيشها بالذعر الشديد جراء معرفتهم بتعملق قوة الحزب والدليل أنه بتاريخ 2 آب 2020 أي قبل حدوث الانفجار بيومين قال المحلل السياسي الأميركي تشارلز دانوي أنه في حال قيام الحزب بأي هجوم ناجح على اسرائيل سينجم عنه سقوط اسرائيل مضيفاً أن السكان الاسرائيليين لا يرغبون بتاتاً في وقوع الحرب بالتزامن مع استمرار تفشي داء الكورونا لأن من شأن ذلك ولادة مأساة.

 

وكان الجنرال الاسرائيلي كوبي ماكروم قد قال بتاريخ 14 آب 2020 في حديث للقناة 13 في التلفزيون العبري أن حزب الله نتيجة تعاظم قوته قد تمكن من فرض قواعد اشتباك جديدة على اسرائيل وقام بتغيير قواعد اللعبة وقد نجح في ادخال دولة كاملة في عالم من الرعب وهذا ما لم يعد يعقل.

 

والدليل أن مجلة ذي اتلانتيك الأميركية كانت قد قالت بتاريخ 24 حزيران 2018 أي منذ سنتين أنه نتيجة تطور القدرة العسكرية لحزب الله، بات الحزب قادراً بسهولة على ضرب البنية التحتية المدنية والعسكرية في الداخل العسكري.

 

وأختم بالقول أن كل هذه الأسباب والعوامل تضافرت وجعلت اسرائيل تحول مرفأ بيروت وبعض المناطق في بيروت الادارية إلى ركام وخراب ودمار، والهدف الحقيقي من فعلتها هو تدويل الأزمة اللبنانية.

 

وما بين مناصر للتدويل ومعارض له في الداخل اللبناني يبقى الرهان الاسرائيلي قائماً على ايصال لبنان إلى حرب أهلية جديدة تنتهي بما تشتهيه سفن تل أبيب ورياحها، أي فدرلة وكنتنة لبنان على قاعدة فرق تسد والاطاحة بالدستور اللبناني واتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية في تشرين الاول من العام 1990.

 

ومن جهة أخرى وبما ان المحكمة الدولية سمت سليم عياش منفذا لجريمة اغتيال الرئيس الحريري، أتوجه إلى كل محبي ومؤيدي الرئيس الشهيد بالقول يجب أن لا نتناسى بأن النفوذ الأميركي واليهودي يتحكم بقرارات المحافل القانونية الدولية ويتغلغل في أروقتها ومطابخها.

 

فبتاريخ 21 أيلول 2018 كتب موقع الخليج الدولي سائلاً هل صحيح أن المحكمة الجنائية الدولية غير قادرة على التطبيق القانوني الدولي، ولماذا تنجح في جلب المتهمين الأفارقة مثلاً وتعجز أو تغض الطرف عندما يتعلق الأمر بالقوى الغربية خصوصاً؟

 

فخلال غزو العراق مثلاً لم يطل التحقيق الدولي جنودها رغم كل الجرائم المرتكبة في حق المدنيين مثل جريمة سجن أبو غريب.

 

من هنا من الطبيعي الا تستطيع المحكمة الدولية اتهام جهاز الموساد الاسرائيلي في حال كان ضالعاً في تنفيذ تلك الجريمة، مع العلم أن هناك من يؤكد بانه المنفذ الحقيقي إذ يقول صاحب كتاب «اغتيال الحريري أدلة مخفية» يورغن كاي كولبل الباحث الألماني في علم الجنائيات أن جهاز الموساد الاسرائيلي متورط في تلك العملية إذ أشار إلى أن أجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري بشكل دائم قد تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال حيث توقف عمل الجهاز  الالكتروني الخاص بتعطيل استقبال وارسال أية ذبذبات.

 

ويقول الكاتب كولبل في الصفحة 36 من كتابه أن الصحافي والمعلق السياسي وين ماديسن مؤلف كتاب الكابوس الاميركي رئاسة جورج بوش الثانية قال أن اغتيال الرئيس رفيق الحريري قد تم اقراره بموافقة ادارة بوش وحكومة شارون الليكودية، ويضيف ماديسن أن الحريري اغتيل لأنه رفض بناء قاعدة جوية أميركية في شمال لبنان، ولأن واشنطن أرادت اخراج القوات السورية بالكامل من لبنان قبل البدء بتشييد هذه القاعدة لتقوية نفوذها في وطن الأرز والمنطقة بما ينفع الاستراتيجية الاسرائيلية.

 

ويعود كولبل ليضيف في الصفحة 37 من كتابه، أن ماديسن قال كان من المفترض أن يستخدم المطار كقاعدة للعبور والامداد لصالح القوات الاميركية ويفترض بالاضافة إلى ذلك أن تستخدم هذه القاعدة اللبنانية كحماية لخطوط نقل النفط في المنطقة، باكو تفليس جيحان والموصل كركوك جيحان، وكذلك لزعزعة حكومة الأسد في سوريا.

 

ويذكر ماديسن بأن وكالة الاستخبارات الاميركية cia استغلت برنامجاً للعمليات السرية حول العالم أعد بعد 11 أيلول 2001 لتصفية شخصيات سياسية أهدافها تتعارض مع المصالح الاقتصادية والعسكرية للادارة الاميركية، وهذا البرنامج يدعى word wide attack matrix وقد اتاح «أي هذا البرنامج» للاستخبارات الأميركية اغتيال الرئيس رفيق الحريري والنائب الاول لرئيس الجمهورية في السودان الدكتور جون كورنوك والوزير ايلي حبيقة وشخصيات سياسية أخرى في أفريقيا وآسيا وخصوصاً في باكستان.