شنت الولايات المتحدة وجهة عربية بايعاز من واشنطن، اشرس حملة اعلامية على المقاومة في لبنان، عبر تزويد عشرات الجهات الاعلامية في لبنان لمهاجمة المقاومة وسلاحها، والتركيز على ان الازمة كلها سببها المقاومة وسلاحها، وطلبت واشنطن من الجهة العربية ارسال اموال الى اطراف لبنانية لشن هذه الحملة طبعا بتنسيق مع العدو الاسرائيلي الذي له النفوذ الاكبر في الادارة الاميركية ومراكز قراراتها.
الغريب في الامر ان جبهة الجنوب بين لبنان وفلسطين المحتلة كانت هادئة ولم يحصل اي حادث بين المقاومة والعدو الاسرائيلي، ولم تقم المقاومة بأعمال عسكرية على الحدود بل على العكس كانت اسرائيل كل يوم تخرق الاجواء اللبنانية ليس بطلعات استكشافية بل بطلعات جوية حربية فوق القرى والمدن اللبنانية كلها، كان الهدف زرع فكرة ان المقاومة هي سبب بلاء لبنان واتهموا المقاومة بأنها فجرت مرفأ بيروت في 4 اب مع ان تحقيق القاضي صوان لم يأت من قريب او بعيد على سيرة المقاومة في التفجير، بل كاد يكشف السبب في تفجير مرفأ بيروت الرهيب، محطات تلفزة تم استئجارها لشن الحملة على حزب الله ودفعت الاموال الولايات المتحدة والجهة العربية ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي قبضوا اموالا وهي وشخصيات لبنانية تدّعي الوطنية اللبنانية، وفقط من اجل الهجوم على حزب الله وتشويه صورته.
لم يتركوا وسيلة الاّ واستعملوها لتشويه صورة المقاومة، وللاسف كانت المقاومة معتدلة جدا ولم ترد كما يجب لان اعلامها قوي وقادر على كشف حقائق كثيرة، وتملك معلومات عن كل الجهات فإذا بالاعلام المدعوم من المحور الاميركي – الصهيوني يهاجم المقاومة ويشوّه صورتها. وحزب الله هادئ على قاعدة انه لا يريد فتنة في الداخل تخرب الاستقرار. في لبنان شخصيات لبنانية تزور حزب الله وهذه معلومات اكيدة كما زارت واشنطن وقبضت اموالا منها وتلقت اموالا من الخليج ايضا، وادارة العمليات كانت غرفة صهيونية – اميركية – عربية وقامت هذه الوسائل للتواصل الاجتماعي والشخصيات اللبنانية التي تدعي الوطنية بمهاجمة حزب الله والقاء التصريحات، وكلها بهدف التشويه وتحريض اللبنانيين على المقاومة التي حافظت على الاستقرار في الجنوب منذ 16 سنة بفعل قوتها وردعها للجيش الاسرائيلي، ومعرفة العدو الاسرائيلي ان اي خرق من قبل اسرائيل لحدود الجمهورية اللبنانية سيشعل حربا، كل الاساليب تم استعمالها واخر الاساليب الاعلان ان المقاومة تسلمت الصواريخ الدقيقة، وان هذه الصواريخ تصيب على امتار وكانما اسرائيل لا تملك 1000 طائرة حربية وهنا لا بد من الملاحظة انه لم يوجد شخصية لبنانية تدعي الوطنية المزيفة، انتقدت مرة تزويد الولايات المتحدة لاسرائيل بأحدث الاسلحة وتقديم واشنطن لاسرائيل مبلغ 5 مليارات دولار للجهد الحربي لصالح الجيش الاسرائيلي العدو.
وزراء المقاومة في الحكومة لم يدخلوا في اي صفقة ومع ذلك تم التركيز على ان وزراء المقاومة هم دخلوا في الفساد فيما وزراء الاحزاب السياسية التي دخلت الحكومات هي التي سرقت اموال الشعب اللبناني.
خونة هؤلاء الذين يقبضون من اميركا وبعض العرب وتديرهم اسرائيل من اجل شن حملات على المقاومة وسلاحها ولولا المقاومة وسلاحها لكانت اسرائيل تعبث في سيادة لبنان وتعتدي في اي مكان من لبنان على الشخص الذي تريده، وحتى على المواطن المفكر وليس المسلح لأنه ضد الصهيونية.
على ما علمت ان من الشخصيات التي زارت واشنطن والخليج وقبضت اموالا منها لمهاجمة حزب الله هي تقوم ايضا بزيارة مسؤولين في حزب الله، وتتودد لهم وتشرح لهم انها مجبرة على السفر الى واشنطن واقامت علاقات جيدة مع الخليج حتى ولو كان الثمن تشويه صورة المقاومة لصالح اميركا واسرائيل ويقدمون الاعذار تلو الاعذار ويقدمون ولاءهم للمقاومة وهم يراوغون ويكذبون. لا يجب ان تكون المقاومة خائفة من الفتنة الى هذا الحد، فلديها سلاح اقوى من السلاح الحربي فهي تملك من المعلومات ما يكفي لفضح جهات كثيرة وهي تملك وسائل اعلام فعالة، فلماذا لا ترد وتنشر المعلومات كي تسقط الخطة الصهيونية – الاميركية ؟ وينكشف الخونة في لبنان الذين تجندوا لصالح المخطط القاضي بأن حزب الله هو سبب بلاء لبنان هو الفساد وهو الازمة وهو فارض القوة على الناس وهو الذي استدان 100 مليار دولار في الوقت الذي سرق اموال الشعب اللبناني رؤساء ووزراء ونواب ورجال اعمال ومعظم الطبقة السياسية فاسدة، فكيف يمكن تشبيه من سرق الدولار بمن قدم الشهداء؟ مثلما قدمت المقاومة؟
يجب كشف الحقائق، كما هو الكذب منتشر في لبنان والحملات الاعلامية مدفوع ثمنها وبالتالي لا يمكن ان نقبل بهذا الواقع ولا بد من التصدي، ومن اظهار اشراقة المقاومة لان لبنان بات يشكل اقوى قوة عربية خارج الجيوش النظامية واقوى منها بفعل تركيبته العسكرية السرية والصواريخ الحديثة التي يملكها، والاهم عزة النفس لدى المجاهدين الساعين الى الاستشهاد دفاعا عن سيادة لبنان.
معلومات كثيرة يمكن روايتها لكن لن نرويها ولن نسمي الاشخاص ونحن ننتظر من المقاومة ان تدافع عن نفسها بوسائل اعلامها وتكشف المعلومات التي لديها وهي الف مرة اكثر مما نعرف نحن. حان وقت اعلاء الحق، حان وقت كشف الحقيقة كما هي، حان وقت ان يعرف الشعب اللبناني الحقيقة كاملة… «من سرق امواله؟».
فالحملة على حزب الله غير مبررة، وتحميله انعكسات الازمة الاقتصادية على لبنان ظلم بحق من قدم آلاف الشهداء في سبيل الوطن.
كنا نفهم شن هذه الحملة لو أن حزب الله يوتر الحدود مع فلسطين المحتلة، لكن الهدوء الذي ينعم به الجنوب اللبناني ويمنع اي عدوان من «اسرائيل» على لبنان يجعل الحملة في غير محلها وزمانها بل هدفها خدمة اسرائيل وتشويه صورة المقاومة.