Site icon IMLebanon

إسرائيل وصواريخ «حزب الله»

 

يُحيّك طيران العدو الإسرائيلي يومياً في سماء لبنان، الأمر عادي جدّاً، ما ليس عاديّاً هو الأخبار المتداولة مساء أمس عن تنفيذ طيران استطلاع العدوّ «طيران دائري من صيدا باتجاه الأوزاعي وبالعكس»، الأمر الذي رفع سقف مخاوف الكثير من اللبنانيّين من الأيام المقبلة على لبنان من الرسائل الإسرائيليّة العدوانيّة الواضحة تجاه لبنان، ونتمنّى ألا تكون في الأفق بوادر عدوان يذهب ضحيّته الآمنون بسبب رعونة صواريخ إيران في لبنان مع تكرار إعلانها نوايا الانسحاب من صفقة الاتفاق النووي بعد انسحاب أميركا منها خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي «آخر هم» إيران!

 

ليس سرّاً لا على اللبنانيين ولا على العالم أنّ حزب الله يُخزّن الكثير من سلاحه في مناطق سكنيّة مكتظة، سبق وفعلتها قبله المنظمّات الفلسطينيّة وخزّنت السلاح في ملاجىء المباني اللبنانيّة في المناطق السكنيّة المكتظة بالمدنيّين، وليس سرّاً أن شاحنات إطلاق صواريخ حزب الله لا تكترث كثيراً لأرواح المدنيّين في مناطق بيئته تحديداً باعتبار أنّ هذه الأرواح «مدفوعة الثمن»، وليس سرّاً لا على اللبنانيّين ولا على العالم أنّ إسرائيل تستهدف مخازن صواريخ حزب الله في كافة المناطق السوريّة تماماً مثلما كانت تستهدف القوافل التي تنقل الصواريخ برّاً، ولكن هذه المرّة التهديدات مختلفة تماماً لأنّها جاءت من على أعلى منبر دولي وبتفاصيل واضحة!

ماذا لو؟! هذا هو السؤال الذي يطرحه اللبنانيّون، ماذا لو نفّذت إسرائيل تلويحها بقصف المنطقة المحدّدة؟ وماذا لو كان فيها فعلاً صواريخ حسّاسة، أي قوّة تدميريّة قد تنسف منطقة معظم مبانيها من ورق؟! ومن يطمئن اللبنانيّين القلقين جدّاً هذه الأيام خصوصاً أن أوضاع النّاس الاقتصادية مزرية جدّاً ولا يملكون وقتاً حتى للتفكير بشيء آخر سوى لقمة عيش أبنائهم؟!

استوقفتني بالأمس وبشدّة تغريدة رئيس تحرير صحيفة السياسة أحمد الجار الله يوم السبت الماضي 29 أيلول والتي كاد يحدّد فيها توقيت قصف سلاح الطيران الحربي الإسرائيلي لمنطقة الأوزاعي وجوار المطار وفيما يلي نصّ التغريدة «القصف الاسرائيلي علD مواقع سلاح حزب الله سيتم في الاسبوع الاول من شهر إكتوبر وسيتم قبل القصف تحذير المدنيين من الابتعاد عن المواقع التي حددتها إسرائيل والتي تم إخفاء السلاح الإيراني فيها.. إيران أبلغت إسرائيل أن هذا السلاح لن يستخدم ضد إسرائيل وطلبت إسرائيل سحبه بإشراف دولي»، أغلب الظنّ أنّ الأمور بلغت منحىً خطيراً وأن عقد مؤتمر صحافي في وزارة الخارجيّة واستدعاء السفراء للرد على كلام رئيس وزراء العدو في الأمم المتحددة بحضور السفراء ليس بذي جدوى، خصوصاً أن هؤلاء السفراء لطالما نقلوا تحذيرات إسرائيليّة للبنان عبر دولهم بأن لبنان سيدفع ثمناً باهظاً في حال استهدفت صواريخ حزب الله إسرائيل!

أخشى ما نخشاه هو تقديرات وحسابات حزب الله الخاطئة، إذ انطلقت جوقة محلليه وأحدث ألقابهم «خبير حرب نفسيّة» من اعتبار تهديدات العدو مجرّد حرب نفسية، سبق وجرّبنا تقديرات حزب الله في اختطاف جنود إسرائيليين الخاطئة التي قادت لبنان إلى حرب تموز!!

منذ سنوات ونحن نحذّر من اختطاف حزب الله للبنان وتحويله إلى رهينة لإيران وملفّاتها، لا نعرف إن كان المعنيّون في لبنان قد تنبّهوا إلى تحذيرات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإسرائيل من قصف لبنان، هذا التحذير كافٍ جدّاً لفهم أنّ الوضع أخطر مما يحاول البعض تصويره بأنه مجرّد حرب نفسيّة ليس أكثر، إسمحوا لنا.. بلى هو أخطر وأبعد وأكثر بكثير من مجرّد حرب نفسية!