سؤال يحيّر الناس هل هناك اتفاق بين إسرائيل وإيران أم أنّ هناك حال حرب بينهما؟
إذا كانت هناك حرب فهناك عدة ملاحظات تطرح ذاتها:
لماذا ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي عام 1981 وبعدما دمّرت الطائرات الاسرائيلية المفاعل أعلنت عن ذلك؟
كذلك دمّرت إسرائيل المفاعل النووي السوري عام 2006 والطامة الكبرى أنّ هناك رواية تظهر قوة المخابرات الاسرائيلية وتركت المخابرات البريطانية تكشف للصحف البريطانية كيف اكتشفت المخابرات الاسرائيلية المفاعل النووي السوري من خلال الاتصالات بين دير الزور وكوريا الشمالية، حيث بدأت القصة أنه خلال سنوات طويلة لم يكن هناك أي اتصال بين دير الزور وكوريا وفجأة وخلال سنة بعد المراقبة تبيّـن أنّ هناك 10 آلاف اتصال تم بين البلدين… راقبت المخابرات اليهودية التحركات السورية في بريطانيا حيث جاء الى لندن ضابط مخابرات سوري كبير ونزل في أحد فنادقها ووضع الكومبيوتر النقال في غرفته، فتوجه رجلان من الموساد الاسرائيلي واستولوا على الكومبيوتر وعلى المعلومات الموجودة فيه ووضعوا “شيب” به لكي يحصلوا على جميع المعلومات التي سوف تأتي للكومبيوتر ومنه الى الموساد… وهكذا بعد حصول إسرائيل على المعلومات عرضتها على أميركا التي لم تكتفِ بل طلبت المزيد حيث أرسلت إسرائيل طائرات مروحية ونفذت إنزالاً ليلياً في دير الزور وجاءت بعينات وسلمتها الى أميركا التي وافقت على أن تقوم إسرائيل بضربة تدمّر بها المفاعل النووي السوري… بمعنى آخر أنّ إسرائيل لم تسمح بالمفاعل النووي العراقي ولا بالمفاعل السوري… والسؤال: كيف تعاملت مع المفاعل النووي الإيراني؟
أولاً: في الحال العربية ضربت إسرائيل ثم أعلنت بينما في الحال الايرانية فإنها أعلنت أنّ إيران تقوم ببناء مفاعل نووي وأنها لن تسمح بذلك وكلفت أميركا حل الموضوع… وهكذا وبعد مفاوضات دامت عشر سنوات والدول الـ(5+1) كانت تتحاور مع إيران حول المفاعل النووي حتى توصلت الى اتفاق أيام الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما الذي كان متأثراً باللوبي “الصهيوني – الايراني” حوله… وهنا نعني أنّ هناك في مكتب المحاماة الذي كانت زوجته تعمل فيه كان هناك يهود إيرانيون لعبوا دوراً كبيراً في منع أوباما من اتخاذ قرار بتدمير المفاعل النووي الايراني.
جاء الرئيس دونالد ترامب واكتشف أنّ إيران لم تلتزم بالاتفاق أولاً، وأنّ هناك مشروعاً إيرانياً توسعياً يريد أن تكون إيران الدولة الأكبر في المنطقة طبعاً هذا غير مسموح، وهنا تعارضت المصالح الاميركية ومصالح مشروع ولاية الفقيه حيث يردد زعماء إيران من آيات الله أنّ إيران تسيطر على 4 عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، وهذا بالنسبة لأميركا غير مسموح، وهنا بدأت عملية تحجيم إيران… فجاء دور إسرائيل حيث بدأنا نشاهد عمليات عسكرية تتوالى ضد الوجود العسكري الايراني في سوريا، بالإضافة الى ضربات عسكرية لـ”حزب الله” في سوريا مع ضرب المستودعات العسكرية حيث تم نقل عدد كبير من الصواريخ الى القوات الايرانية في سوريا وإلى “حزب الله” أيضاً.
في النهاية يتبيّـن أنّ إسرائيل لا تريد القضاء على الوجود الايراني في لبنان، حيث هناك الكثير من المؤشرات التي تؤكد أنّ إسرائيل تريد بقاء “حزب الله” كما تريد بقاء إيران لتخريب العالم العربي، وهنا تلتقي المصالح.
أما السؤال الكبير فهو: ماذا عن زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الى مسقط وما هو الدور الذي تقوم به مسقط خصوصاً أنّ هناك صفقة سياسية بين إسرائيل وإيران طبعاً من خلال مسقط؟!.
عوني الكعكي