ماذا لو اندلعت الحرب بين ايران واسرائيل؟
الإشارات كثيرة الى احتمال من هذا النوع، وهي تكاثرت في الآونة الأخيرة لتبلغ حدودها القصوى. اسرائيل تستعد وتدرب جيشها وطيرانها على شن عمليات ضد ايران، وهي لم توقف هجماتها ضد قواتها وميليشياتها في سوريا. وايران التي تجعل من اسرائيل عدواً تاريخياً ما انفكت منذ اربعين عاماً تهدد بتدميرها لأسباب “ايديولوجية دينية”، لكن التهديد المتبادل يستند في الظروف الراهنة، لا إلى عداء ايديولوجي محض، وإنما الى حسابات تتصل بالنفوذ واساسه إمتلاك القوة النووية.
تصاعد حفلة الزجل العسكرية الايرانية – الاسرائيلية استند الى سير المفاوضات في مرحلتها النمسوية. اسرائيل غير راضية عن تجديد إتفاق 2015 وإيران لا تقبل بأقل من اعتراف اميركي بخطأ الانسحاب من خطة اوباما- خامنئي ورفعٍ تام للعقوبات.
ليس مطروحاً في جدول الأعمال الأميركي ولا الإيراني قضايا مثل الصواريخ الايرانية أو نفوذ ايران الإقليمي، ويعرف الجميع، المفاوضون والمراقبون ان الوقائع تخطت احتمالات العودة الى 2015 وجدوى هذه العودة. لذلك تقيم الشكوك في علاقات الأطراف. تقول اسرائيل وتواكبها أميركا ان العودة الى خطة العمل تساوي الفشل، وتضع الاحتمال العسكري في مقدّم جدول الأعمال، وفي ايران يفاوضون ويهددون العنوان الاسرائيلي ويجعلون هدفاً رئيسياً لمناورات “الرسول الأعظم” الأخيرة تدمير مفاعل ديمونا النووي في دولة الكيان الغاصب.
لكن كيف سيتم ذلك؟ ستهاجم اسرائيل مواقع في إيران. هذا ما تقوله وتخطط له. فبماذا سترد ايران؟ في الخليج ستواجه قوى العالم كله، وفي اليمن استنزفت أقصى قدراتها، وفي العراق بذلت ما يمكنها بذله، وفي سوريا لن يمكنها تخطي روسيا وحسابات الأسد…
فهل تستعين بلبنان الممسوك للرد على الهجوم الاسرائيلي؟
هذا ما سيكون عليه سؤال الأيام المقبلة، وربما لهذا السبب يقيم لبنان طوال سنوات على الخازوق الذي يخشى التحرك عليه، كما قال يوماً إميل حبيبي في “سعيد أبي النحس المتشائل”.