Site icon IMLebanon

أميركا «خلعت» الشاه و»نصّبت» الخميني إكراماً لإسرائيل!!  

 

 

هناك مثل شعبي يقول: «ما في بصقة تحت بلاطة يمكن إخفاؤها».

 

أقول هذا الكلام بعدما سمعت مقابلة متلفزة كان شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي قد أجراها، وهو في «عزّ» قوته…

 

كان الشاه ينتقد السيطرة الصهيونية على القرار السياسي الاميركي… وكأنه كان يحذّر الدولة الأميركية من الانحياز للصهيونية والإذعان لضغوطاتها…

 

ويبدو أنّ الشاه، قد لمس بوادر مؤامرة تُرَكّب ضدّه… أو فَلْنَقُل إنّه ربما كان يعلم بها… من هنا كان إصراره على تبيان الدور الفعّال الذي تلعبه الصهيونية فتؤثر من خلاله على القرار الأميركي..

 

وفي المعلومات أنّ أميركا طلبت من الشاه شنّ حرب على العراق، لأنّ الولايات المتحدة كانت مصمّمة على الانتقام من الجيش العراقي، لأنّ هذا الجيش الباسل منع إسرائيل من احتلال دمشق عام 1973.. وحين رفض الشاه هذا الطلب وأبى تنفيذه… جاء القرار الأميركي بوجوب إسقاط الشاه والمجيء بنظام ينفّذ ما تريده إسرائيل.

 

من هنا، لم يُخْفِ شاه إيران قلقه من توتر العلاقات بينه وبين الولايات المتحدة بسبب عدم موافقته شن حرب على العراق… فجاءت مقابلته عام 1976 كاشفة تأثير الصهيونية القوي على السياسة الأميركية بالمطلق…

 

وقال الشاه في مقابلته: «إنّ التأثير الاسرائيلي القوي على السياسة الأميركية واضح تماماً… فالصهيونية تسيطر على مفاصل الحكم في الولايات المتحدة من خلال:

 

– الصحف

 

– البنوك

 

– الإعلام

 

– ومصادر التمويل..»

 

فالصهاينة عمدوا الى استغلال الإعلام الأميركي لمآربهم الخاصة. وأعطى الشاه دليلاً على ان صحيفتي «نيويورك تايمز» و»واشنطن بوست» رغم تملكهما من قِبَل صهاينة معروفين.. إلاّ أنّ المقالات التي تُكتَب في الصحيفتين، لو جُمعت وأُدخلت في «الكومبيوتر» لظهر أثر هذا الانحياز الفاضح.

 

وأشار الشاه الى أنّ إسرائيل بدأت تعمل ضدّه بالتأثير على الولايات المتحدة للتخلي عنه، بعد ورود تقارير لإسرائيل بأنّ نظام الشاه بات ضعيفاً… وكانت إسرائيل تفضّل انقلاباً عسكرياً يطيح بالشاه، لكنه يظل موالياً لها.

 

لا أحد ينكر قوة العلاقات السرّية التي ربطت نظام الشاه في إيران مع الكيان الصهيوني وكيف تواطأت إسرائيل مع عمليات القمع واسعة النطاق التي قام بها نظام الشاه ضد معارضيه.

 

في الآونة الأخيرة تم فتح ملفات من وزارة الخارجية الاسرائيلية بشأن العلاقات مع إيران الشاه من عام 1953 حتى عام 1979. لقد كانت هذه العلاقات في بداياتها استراتيجية ومحورية لإسرائيل… وللتأكيد على عمق العلاقات بينهما، تشير إسرائيل إلى انها اشترت جزءاً كبيراً من النفط الايراني، ومع ان الشاه كان مكروهاً ضمنياً من إسرائيل، فالشاه لم يعترف رسمياً بإسرائيل… بل كان الاعتراف بها عام 1950 في ظل الضغوط الداخلية. لكن كان للشاه تمثيل سرّي في تل أبيب بدءاً بالعام 1961، في حين كان لإسرائيل تمثيل دائم في طهران ثم تحوّلت الى سفارة… إلاّ أنّ العلاقات استمرت سرّية، فقد حاولت إسرائيل إخفاء تورّطها مع الاجهزة الأمنية الايرانية في عمليات القمع التي قام بها الشاه.

 

أولاً: البرقية المؤرخة في 27 كانون الأول 1967 التي أشارت الى أنّ الشاه بات في أعمدة القيل والقال الاسرائيلية.

 

ثانياً: في أوائل السبعينات بدأت إسرائيل تصدّق أنّ النظام (نظام الشاه) في إيران غير مستقر.

 

ثالثاً: السفير الصهيوني أوري لوبراني أفاد ان سياسة الشاه أدّت الى شعور الكثيرين بأنّ وضع الشاه بدأ ينهار بسرعة، وستؤدي بالتالي الى هزيمته، وأكد لوبراني ان الأمر سيكون خطيراً على إسرائيل.

 

وفي 14 آب 1976 بدأت إسرائيل تشعر بالقلق فعملت مع الولايات المتحدة على إزاحته والمجيء بالخميني.

 

وخير دليل على ما أقول إنّ صحيفة «غارديان» البريطانية قدّمت وثائق كشفت أنّ أميركا مهّدت الطريق لعودة الخميني الى إيران. وأفادت الصحيفة أنّ إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مهّدت الطريق لعودة آية الله الخميني من فرنسا الى إيران بمنعها الجيش الايراني من تنفيذ انقلاب عسكري.

 

وأوضحت ان الخميني تبادل الرسائل مع أميركا عبر وسيط، عندما كان يعيش في المنفى بباريس للتأكد من ان واشنطن لن تجهض خطته الخاصة بالعودة الى طهران.

 

وأكدت الصحيفة ان تظاهر الخميني بكره أميركا (الشيطان الأكبر) وانتقاداته العدائية لها هي صَوْرية، بل كانت هناك رسائل تصالحية بشكل مدهش. وقال الخميني في إحدى تلك الرسائل: يفَضّل أن تنصحوا الجيش بألاّ يتبع رئيس وزراء الشاه شهبور بختيار وسترون اننا لسنا على عداء مع أميركا.

 

وفي رسالة أخرى قال الخميني: لست معارضاً للمصالح الأميركية في إيران، بل أرى ان الوجود الاميركي ضروري لمواجهة السوڤيات وكذلك النفوذ البريطاني.

 

وتقول الصحيفة:

 

«وبعد تسلم الخميني السلطة، استمرت المحادثات المباشرة بين الجانبين، ويعتقد ان الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني كان يشارك في محادثات سرّية وافقت بموجبها واشنطن على إرسال أسلحة لطهران مقابل الإفراج عن الرهائن الاميركيين يومذاك».

 

الى ذلك، قال باحث سوري كبير يعيش في أميركا:

 

«لا تتفاجأوا بالتغلغل الايراني المتزايد في المنطقة.. فهناك اتفاق بين إيران من جهة وأميركا وإسرائيل من جهة أخرى يسمح لإيران بالتمدّد واستعداء العرب للتخفيف من العداء العربي لإسرائيل، فبدلاً من أن تظل إسرائيل البعبع والعدو الوحيد للعرب تتقاسم العداء مع إيران بحيث يخف الضغط على إسرائيل.

 

ولذلك، فإنّ كل العداء الظاهر بين إيران وإسرائيل مجرّد ضحك على الذقون.. أما الخوف الاسرائيلي من الوجود الايراني في سوريا ولبنان فقد أصبح نكتة سمجة لم تعد تنطلي على أحد».

 

تعالوا نتابع كيف سهّلت أميركا وإسرائيل لإيران الخمينية أن تتمدّد حتى تصل الى حدود إسرائيل.. فإذا كانت تهديدات الخميني لإسرائيل وأميركا صحيحة فلماذا سمحتا له بالتمدّد وهي ترصد كل حركاته؟

 

حتى إنّ إنشاء حزب الله كان في الحقيقة سبباً للقضاء على الفصائل اللبنانية والفلسطينية والوطنية واليسارية والاسلامية وغيرها وهي كانت تخوض حرب عصابات ضد إسرائيل.

 

وكيف سمحتا لهذا النظام بالتغلغل في سوريا، ولو كانت إسرائيل تخشى إيران وميليشياتها الطائفية في سوريا لما سمحت هي وأميركا لحزب الله وباقي الميليشيات بالدخول أصلاً الى سوريا..

 

لذا، فإنّ الأمر يبدو واضحاً حين نقول: إنّ أميركا خلعت الشاه ونصّبت الخميني مكانه كُرْمى لإسرائيل.