كشف وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، عن مساعدة جيش الاحتلال لمسلحي المعارضة السورية في الجولان، واصفاً «جبهة النصرة» بـ«التيار الأكثر اعتدالاً في تنظيم القاعدة». وقال يعلون إن «حزب الله يستخدم في الجولان الأسلوب نفسه الذي استخدمه في جنوب لبنان»
كشفت اسرائيل امس، بصورة لا تقبل الجدل، عن علاقة التعاون التي تربطها بالمسلحين في الجانب السوري من الحدود في الجولان. علاقة مشروطة بتحقيق مصلحة اسرائيل الامنية، مقابل المساعدات والمعونة التي يتلقاها المسلحون منها، وسط تأكيد أن المعادلة لا تستثني احداً، حتى جبهة النصرة، التي تعد من جانب اسرائيل «التيار الأكثر اعتدالاً في تنظيم القاعدة».
الكشف الاسرائيلي لم يصدر عن صحيفة عبرية او على لسان احد المراسلين العسكريين، بل عن وزير الدفاع الاسرائيلي، موشيه يعلون، الذي اكد في سياق مقابلات اجرتها معه وسائل اعلام عبرية، أن الوضع في الجولان لا يدعو للخشية، بل هو مستقر، و«صحيح ان المسلحين ينتشرون هناك، لكن الامور تحت السيطرة.
اذ لم يبق سلاح كيميائي تقريباً في سوريا، وتنظيم الدولة الاسلامية – داعش غير موجود على الحدود في الجولان، والجهة التي تسيطر على الحدود هي ميليشيات موالية للجيش السوري الحر، مع وجود في اجزاء من الحدود لجبهة النصرة، لكنها التيار الاكثر اعتدالاً في تنظيم القاعدة».
اضاف يعلون: «ليس سراً ان الجهات التي تسيطر على الحدود منتفعة من المساعدات التي تتلقاها من قبل اسرائيل، وليس سراً أننا نوفر لهم العلاج الطبي والحليب والغذاء للرضع ومعدات وبطانيات تقي برد الشتاء. لكن كل هذا يأتي في سياق الشرط القائم، وهو ان يمنعوا التنظيمات الاكثر تطرفاً، من الوصول الى الحدود».
حزب الله يريد أن يردع اسرائيل
ولم يستثن يعلون في مقابلاته، امس، الساحة اللبنانية وتهديداتها، مشيراً الى ان حزب الله راكم «ثقة بالنفس» أكثر مما قدرنا، وأراد تثبيت معادلة ردع جديدة على الحدود مع لبنان وسوريا. قراءة يعلون جاءت رداً على جملة من الاسئلة، ربطاً بعبوة شبعا الاخيرة التي تبناها حزب الله ودلت على تداع لمنسوب الردع الاسرائيلي تجاه الساحة اللبنانية.
اعترف يعلون بخطأ التقديرات الاسرائيلية تجاه نيات حزب الله، مشيراً الى انه «يحتمل ان يكون حزب الله قد راكم ثقة بالنفس اكثر مما قدرنا، وها هو يحاول تثبيت معادلة ردع جديدة على الحدود الاسرائيلية مع سوريا ومع لبنان، وهذه المعادلة تنص على ان الحزب سيهاجم اراضينا رداً على اي عمل عسكري ينسب إلى إسرائيل في الاراضي اللبنانية».
يعلون لنصر الله:
إسرائيل كانت ولم تعد… بيتاً للعنكبوت
وطمأن يعلون الاسرائيليين إلى أن حزب الله لا يريد التصعيد الامني على الحدود، رغم محاولة فرض هذه المعادلة، اذ «ليس صدفة انه اختار مزارع شبعا مكاناً لتنفيذ عملياته الاخيرة، فهي بعيدة عن السكان المدنيين، وبالتالي لم يتجاوز الخطوط الحمراء، والردع موجود». واضاف: «عملية حزب الله الاخيرة كانت طموحة، وبدا انه مستعد للمخاطرة بتصعيد امني، لو نجحت خططه بقتل عدد كبير من الجنود جراء تفجير العبوات».
مع ذلك، اشار يعلون إلى ان التصعيد إن وقع، فسيكون مبنياً على «خطأ في التقدير والحسابات». فهذا هو السبب الوحيد الذي يدفع الى مواجهة واسعة، بحسب رأيه. لكنه عاد وطمأن الاسرائيليين الى ان ما حصل على الحدود اللبنانية ليس دليلاً على توجه من حزب الله للتصعيد، ولهذا السبب كان الرد موضعياً.
وتباهى يعلون بالدمار الهائل الذي لحق بالمدنيين في قطاع غزة جراء الاعتداءات الاسرائيلية في الجبهة التي لا تملك القدرة على الرد التدميري بالمثل، محاولاً تثمير الدمار لردع الجبهات الاخرى، وتحديداً لبنان. فبحسب يعلون «قبل عملية الجرف الصلب وبعدها، كل من يهددنا بالصواريخ أصبح يدرك أننا سنجعله يدفع ثمناً باهظاً، واذا جرى تدمير 70 مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت (عام 2006)، الا انهم في غزة يتحدثون عن تدمير 7000 مبنى، وهذا يعني استنتاجاً واضحاً: سيدفعون الثمن إذا عملوا ضدنا».
وفي رد على سؤال آخر، أقر يعلون بأن حزب الله يملك 100 الف صاروخ وقذيفة صاروخية، و«هذا التنظيم مرتبط بإيران، وهذه هي اصل المشكلة». واضاف: «إذا قرر حزب الله التصعيد، فسيدفع ثمناً باهظاً، ولبنان سيدفع ثمناً باهظاً، فاليوم افضل طريقة للدفاع هي الهجوم».
نظرية «بيت العنكبوت» للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، التي توصّف اسرائيل وضعف وهشاشة مجتمعها، هي الحاضرة الدائمة في عقول وخطاب المسؤولين الاسرائيليين لدى حديثهم عن لبنان وتهديده، وبالتالي لم تغب عن حديث يعلون الذي اقر هذه المرة، للمفارقة، بصحة هذه النظرية.
اقر يعلون بأن «نظرية بيت العنكبوت لنصر الله صحيحة، وخطابه (عام 2000) لخص وضع اسرائيل في سنوات التسعينيات (من القرن الماضي)، لكن الامور تغيرت. فبعد عملية السور الواقي (في الضفة الغربية) عام 2002 ، وبعد العمليات العسكرية في غزة، وبعد عملية الجرف الصامد هذا الصيف، تغيرت الامور، ونحن في وضع آخر وتصميم آخر».
وعن «ادارة حزب الله للعمليات ضد اسرائيل انطلاقاً الحدود في الجولان»، اشار يعلون رداً على هذا السؤال، بأن معادلة الصراع مع الحزب تشهد تحولاً مقارنة بالماضي، «اذ كان النظام السوري يستخدم حزب الله لضربنا انطلاقاً من الجنوب اللبناني، ومن دون ان نتمكن من اتهامه بالمسؤولية المباشرة عن ذلك، وها هو حزب الله يستخدم حالياً الاسلوب نفسه في الجولان. فالعام الماضي شهد زرع عبوات واطلاق صواريخ تنسبها اسرائيل الى ميليشيات مرتبطة بنظام (الرئيس السوري بشار) الاسد، لكنها في الواقع تعمل بإشراف من حزب الله والحرس الثوري الايراني»