IMLebanon

ليتكم تتمثّلون  

 

 

في حمأة هذا العدوان المجرم على غزة، أكتفي اليوم باقتباس كلام نائب بلجيكي خلال جلسة عامة للبرلمان في بروكسيل:

 

هذا الشعب الفلسطيني الذي يُعاني كثيراً اليوم، دفعني لأن أسأل الحكومة ما هو موقفها من هذه الوضعية الخطيرة، إذ يتم إطلاق النار على متظاهرين سلميين من طرف قنّاصة برصاصات متعمّدة لإلحاق الأذى بهم، ومن أجل الأذية حتى القتل من طرف الدولة الإسرائيلية. لا نستطيع سوى إدانة نفاق المجتمع الدولي، وخصوصاً أوروبا وبلجيكا.

 

لو أن أي بلد آخر في العالم قد يفعل ربع ما تفعله إسرائيل اليوم، كنا سنفرض عليه عقوبات، وأيضاً على أي بلد آخر يقوم باضطهادات مماثلة. لكن، لما يتعلّق الأمر بإسرائيل، نصمت ونُدلي ببضعة تصريحات من دون أن نفرض أي عقوبات.

 

لماذا اعتماد سياسة الكيل بمكيالين؟

 

لماذا نتدخّل ضد دول أُخرى، ولكننا لا نفرض أبداً أي عقوبات على إسرائيل.

 

هذا السؤال يطرحه مُعظم قاطني الجانب الجنوبي من العالم. لماذا هذا النفاق؟

 

هنا في بلادنا، السفيرة الإسرائيلية وصفت الذين قُتلوا، الإثنين والثلاثاء، ومن بينهم الأطفال والنساء، بالإرهابيين.

 

لقد سمعتُ سيدي وزير الخارجية أنكم استدعيتموها. إن الاستدعاء أمرٌ جيد، ولكن أظن أنه يجب الذهاب أبعد من ذلك.

 

لما كان الشعب الجنوب أفريقي يُناضل من أجل المساواة، ناضلوا ضد حالٍ مماثلة للتي في إسرائيل. وحدها العقوبات الدولية ونضال الشعب الجنوب أفريقي سمحت بإنهاء الوضع هناك.

 

لا توجد مساواة بين المُستعمِر والمُستعمَر، كما لا توجد مساواة بين الشعب الأسود في جنوب أفريقيا والسلطة الجنوب أفريقية في ذلك الحين. تلك هي المسألة. فلا يجب مُساءلة طرفَين، إنما مُساءلة الطرف المُعتدي، وهذا الطرف أنتم تعرفونه كلّكم، ولكن هذا هو النفاق الذي تُمارسونه هنا وفي أوروبا وفي أنحاء أُخرى من العالم.

 

إسرائيل لن تفهم أي لغة سوى لغة الضغط الاقتصادي والعسكري. والآن، بينما يحظون في إسرائيل بالدعم الأميركي، أنتم تعلمون جيداً هذا الأمر، وهذا ما يجعل منكم منافقين. تُصدرون تصريحاً، أو تقومون باستدعاء سفير، وهذا مجرّد واجهة نفاقية، لأنه يوجد شعبٌ في قطاع غزة حيث 50% من الماء ليس صالحاً للشرب.

 

ماذا كنا لنفعل لو كانت مياهنا نحن ملوّثة؟

 

45% من الفلسطينيين في بطالة، ونحن نتفرّج.

 

حان الوقت لإدانة هذا النفاق في الإتحاد الأوروبي. فإذا كنتم تريدون فعلاً وحقيقةً تحريك هذا الوضع، عليكم المبادرة إلى طرد السفيرة الإسرائيلية. وسيكون الأمر شنيعاً لو أن السلطات البلجيكية لا تطردها.

 

هذا الشعب الفلسطيني يُعاني وأنتم غارقون في اللامبالاة والكذب…

 

وعنّا لأمر المسؤولين والوزراء والنواب العرب والشعوب العربية أيضاً!