كشفت إسرائيل أمس أن القتال ضد تنظيم «داعش» في سوريا ليس من مصلحتها الاستراتيجية ما لم يكن مقترناً بمواجهة حزب الله. وعبّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية هرتسي هليفي عن خشيته من أن تترك اسرائيل وحيدة في نهاية المطاف كي تواجه الحزب منفردة.
وفي كلمة امس في مؤتمر هرتسيليا السادس عشر، تحت عنوان «جدول أعمال اسرائيلي في محيط شرق اوسطي مضطرب»، عرض هليفي تقويماً للوضع الامني والتهديدات والفرص في مختلف الجبهات، مع التشديد على تهديد حزب الله الذي تنامى وتعاظم عسكرياً في السنوات الاخيرة.
وكانت الحرب المقبلة مع الحزب حاضرة بقوة في كلمة رئيس الاستخبارات الاسرائيلية الذي استبعد نشوبها ضمن «معقولية منخفضة»، لكنه شدّد في المقابل على انها لو نشبت فهي «لن تكون سهلة»، لافتاً الى أن قدرات حزب الله لم تعد كما كانت عليه، وتحديداً بعد تدخله العسكري في سوريا، و«صحيح أنه مُني هناك بخسائر بشرية، الا أنه اكتسب خبرات وتجارب وحقق نجاحات».
واستعرض هليفي تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية حول الموقف من الوضع الراهن على امتداد الحدود، ومصلحة اسرائيل في الابقاء عليها هادئة، وقال: «الجانبان غير معنيين بنشوب حرب، ولا يعارضان عشر سنوات اضافية من الهدوء… من جهة اسرائيل نحن لا نريد حرباً، لكننا جاهزون لخوضها ونعمل على تحسين قدراتنا، تحسباً لأي طارئ». الرسالة الردعية كانت حاضرة في كلمة هليفي، وجديدها إنشائي، رغم تكرار مضمونها، إذ قال إن «نهاية الحرب ستكون واضحة رغم كونها صعبة، وأنا على اقتناع تام بأنه لو علم (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله بقدراتنا وما لدينا من استخبارات وحجم استعدادنا، فهو لن يخاطر بمواجهة أخرى معنا». واضاف: «سيتحول لبنان الى دولة من اللاجئين، ولن يتعافى بسهولة، وحزب الله سيخسر تأييده السياسي».
وفي المقابل، أكد هليفي ان الحرب المقبلة ستكون مختلفة تماماً عن الحروب التي نشبت منذ حرب عام 1973، وما سبقها ايضاً. وقال: «لا أريد أن أتحدث كثيراً عن ذلك، لكنها ستكون مختلفة، وأريد ان أشير فقط الى انه في حرب 1973 سقط لإسرائيل قتيل مدني واحد نتيجة صاروخ أطلق من سوريا. أما الوضع في الحرب المقبلة فلا يمكن بالمطلق مقارنته»، ولفت الى ان «معظم الصواريخ التي ستسقط على الاراضي الاسرائيلية، ستكون من إنتاج الصناعات العسكرية الايرانية».
إلا أن اللافت في كلام رئيس الاستخبارات الاسرائيلية تأكيده مصلحة اسرائيل في منع هزيمة داعش في سوريا، إذ أكد أن «إسرائيل لا تريد ان ينتهي الوضع في سوريا والقتال الدائر فيها، ضمن النتيجة الآتية: داعش مهزوم، والدول العظمى تغادر المنطقة، ونبقى نحن في مواجهة حزب الله وايران مع قدراتهما المحسنة». واضاف «هذا الوضع سيكون إشكالياً من ناحية اسرائيل، وعلينا ان نعمل للتأثير على مجريات الاحداث والحؤول دون ذلك».
وتضمنت كلمة هليفي مواقف حول سوريا والفلسطينيين ودول «الاعتدال العربي» وايران. وخصّ بالذكر المملكة العربية السعودية، التي أشاد بما قال إنها قامت به من «إصلاحات داخلية وخطط لتحقيق اقتصاد مختلف لا يعتمد على النفط»، واضاف «السعودية لم تعد السعودية التي عرفناها في الماضي، إذ إن المملكة ترغب في قيادة العالم السنّي، وجزء من مصالح الدول السنّية هو التقرّب من إسرائيل، وهناك فرصة كامنة لتحقيق ذلك».
رئيس لجنة سرية في الكنيست: حزب الله مردوع… وإسرائيل أيضاً
أكد عضو الكنيست عن حزب «يش عتيد»، عوفير شيلح، وجود حقيقة بين اسرائيل وحزب الله لا يمكن الا الإقرار بها، وهي ان «حزب الله مرودع من قبل اسرائيل، وما لا يقل عن ذلك، اسرائيل ايضاً مردوعة من قبل حزب الله». تعليق شيلح لا ينظر اليه كعضو كنيست وحسب، بل بوصفه رئيس إحدى اللجان السرية المتفرعة عن لجنة الخارجية والامن في الكنيست، ويحظى، بحكم منصبه، بمعرفة واسعة باستعداد الجيش الاسرائيلي وجاهزيته للحرب، اضافة الى تقديراته حولها.
حديث شيلح بُثّ أمس على القناة الثانية العبرية في سياق برنامج خاص بمناسبة حرب تموز 2006 (وفقاً للتقويم العبري)، اضاف فيه ان «العمل البري الذي بادر اليه الجيش الاسرائيلي في نهاية الحرب الماضية، كان بلا فائدة وهراءً بهراء، وقد جرى تفعيل الخطة البرية فقط من أجل القول إن لدى اسرائيل الجرأة على تنفيذ أعمال كهذه. لا يمكنك ان تقوم بأعمال كهذه فقط كي تظهر للعدو أنك جريء، وأنك من الرجال».