Site icon IMLebanon

اسرائيل: حزب الله بنى منظومات حربية في 170 قرية

لعل ابرز ما يجمع عليه المحللون والمراقبون الاسرائيليون، وقبلهم جنرالات الحرب، ان الحرب المقبلة مع «حزب الله» ستكون، بالتأكيد، مختلفة عن الحروب الماضية، حيث ستكون ترسانة «حزب الله» الصاروخية قادرة على تغيير مشهد السماء في تل ابيب، فالتقارير والتقديرات الاستخباراتية الصهيونية تؤكد هذه الحقيقة، بالاستناد الى تطور قدرات «حزب الله» التسليحية، واخطرها، في نظر الاسرائيليين، منظومات الصواريخ الثقيلة والنوعية والدقيقة التي اصبحت بحوزة مقاتلي الحزب، ما يعني ان الاسرائيليين، وحين يقررون خوض حرب جديدة ضد «حزب الله»، بات عليهم التعامل مع الواقع العسكري الجديد لعدوهم.

فالاسرائيليون الذين بنوا استراتيجياتهم على مشهد سياسي وعسكري اعتبروه مريحا، لمرحلة ستكون المنطقة في نظرهم من دون الرئيس السوري بشار الاسد، لمصلحة دول عربية، هم اول من اطلقوا عليها تسمية «الاعتدال العربي»، وسيكون «حزب الله» فيها «الحلقة الاضعف»(!) ، فاذا بهم يستفيقون من وهم رهاناتهم، على واقع ميداني ودبلوماسي وسياسي مزعج لا يرغبون في ترسيخه، فعادوا ليرتبوا اوراقهم وخططهم، سيما ان الهواجس الامنية والعسكرية والدبلوماسية تكبر ، مع تنامي ما يسمونه «النفوذ الايراني» في المنطقة من البوابة السورية، وبـ« كرت بلانش» روسي، فيما يبقى الاخطر بنظرهم، التهديد المقلق الذي يشكله «حزب الله»، والذي قال عنه مؤسس برنامج الدفاع الصاروخي في وزارة الحرب الصهيونية عوزي رابي ..ان «حزب الله» قادر، في الحرب المقبلة، على تغيير مشهد السماء فوق تل ابيب، فيؤكد على نجاعة القدرة الصاروخية الموجودة لدى الحزب، ويبدي تخوفا من ان تتحول هذه الصواريخ ، من تهديد تكتيكي الى تهديد استراتيجي كبير، وقال ان صاروخا واحدا من «حزب الله»، من الصواريخ التي يقدر انها ستتساقط على تل ابيب خلال الحرب المقبلة، من شأنه ان يغير مشهد السماء في تل ابيب.

اليوم أصبح العدو (حزب الله) منتشرًا، واذا اجتاز الجيش الاسرائيلي مجال رشق الصواريخ مع قوة برية، فهذا لا يعني أنهم سيتوقفون عن استخدامها، الطريقة القديمة لن تقلص التهديد الموجه الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية، يقول رئيس شعبة الاتصالات في الجيش الاسرائيلي اللواء عوزي موسكوفيتش، الذي زعم امس، ان «حزب الله» بنى منظومات حربية في عشرات القرى. ويقول الجنرال الاسرائيلي الذي أنهى ولايته الشهر الماضي ، بعد خدمة 34 عامًا في المؤسسة العسكرية الصهيونية، إن النشاط البري في الحرب المقبلة ضد «حزب الله»، والنيران عن بعد لسلاح الجو، لن تحقق الحسم في مواجهة الساحة اللبنانية.

وفي مقابلة مع صحيفة «هآرتس» الصهيونية، اشار الى انه في السنوات الخمس أو السبع المقبلة يمكن التنبؤ باحتمال كبير، بأنه لن تكون هناك حرب بين جيوش تقليدية، كالتي اعتدناها في السابق.. الحروب اليوم هي ضدّ المنظمات و«الميليشيات»، و«حزب الله» هو أيضًا منظمة لديها قدرات إطلاق نار منحنية المسار (صواريخ وقذائف صاروخية) على مستوى دولة إن لم نقل دولة عظمى. ورأى أن «الواقع العسكري الجديد الذي بدأ الجيش باستيعابه فقط بعد فشله النسبي في الحرب ضد «حزب الله» في لبنان في 2006، يتطلب رداً مختلفاً. إحدى الميزات البارزة هي التغيير في شكل جمع المعلومات وتوزيعها على الوحدات، وكما عملت شعبة الاستخبارات بتأثير صدمة 2006 التي اتضح خلالها انها لا تملك ما يكفي من المعلومات حول منظومات حزب الله، وان قسما من المعلومات التي كانت بحوزتها لم يتم تحويلها في الوقت المناسب الى القيادات الميدانية خشية تسربها الى العدو.

ورأى إن «نشوب مواجهة مع حزب الله لا تبدو خطراً داهماً، إلا أن حرباً مع لبنان هي التحدي العسكري الأساسي الذي يستعد له الجيش الاسرائيلي. وعندما تنظر الى جنوب لبنان، تجد ما بين 150 إلى 170 قرية بنى «حزب الله» فيها منظومات حربية منذ 2006. وبحسب التقديرات، سنضطر خلال الحرب الى معالجة ما بين 40 و50 بقعة موجودة في كل قرية كهذه. لا يمكن أن تكون هذه هي «طريقة الجرافة» التي انتهجها الجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الاولى في العام 1982. في ذلك الوقت، يومذاك قال رئيس الأركان رفائيل ايتان لقادة الفصائل «خلال أسبوع ستصلون الى هذا الخط وذاك». ويتابع الضابط «اليوم أصبح العدو منتشرًا. كونك تجتاز مجال رشق الصواريخ مع قوة برية للجيش، فهذا لا يعني أنهم سيتوقفون عن استخدامها. الطريقة القديمة لن تقلص التهديد الموجه الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية. المشكلة هي ان الجبهة الداخلية ستواصل امتصاص الصواريخ والنزيف.

اما المحلل في مركز ابحاث الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب، فيصف الترسانة الصاروخية الضخمة الموجودة لدى «حزب الله» بـ «الثقيلة والدقيقة والموجهة»، مشيرا الى ان «حزب الله» في طريقه لامتلاك صواريخ بالستية بعيدة المدى، موجهة ايضا. ان هذه الاخبار هي اخبار سيئة للاسرائيليين، وان الاخبار الاكثر سوءاً هي الجهود المنصبة على تحويل هذه الصواريخ الى صواريخ ذكية، مشيرا الى ان ايران حققت انجازات كبيرة في مجال صناعة الصواريخ.