IMLebanon

إسرائيل: حزب الله يطوّر جزءاً من سلاحه في لبنان

أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس، إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد بالفعل لسيناريوات حرب في مواجهة حزب الله، مع إدراكه المسبق أنّ الحزب لم يعد مجرد «منظمة إرهابية صغيرة»، بل بات تنظيماً عسكرياً يشبه الجيوش النظامية، ولديه ترسانة من الوسائل القتالية المتطورة، وخطط للتوغل في الأراضي الإسرائيلية، لن يتوانى عن استخدامها في الحرب المقبلة.

مع ذلك، أكدت المصادر في حديث مع صحيفة معاريف، أنّ إسرائيل وحزب الله على حد سواء، غير معنيين بالتسبب بنشوب الحرب والمواجهة العسكرية الواسعة، لكن من شأن خطأ في الحساب، أن يقود إليها.

وأشارت المصادر في المقابل إلى أنّ «إسرائيل تواجه واقعاً أكثر تعقيداً مما عرفته منذ إقامة الدولة عام 1948. وفي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يدركون جيداً أنّ المعركة المقبلة في الشمال ستكون أكثر قسوة مما عرفناه ذات مرة، وإذا نشبت الحرب مع حزب الله، على الحدود مع لبنان، فإن رده لن يقتصر هناك، وسيشمل أيضاً ردوداً من الساحة السورية، حيث يسيطر على مواقع استراتيجية مهمة».

المراسلون العسكريون لا يتذكرون هذا الكمّ الهائل من الانهماك في خطط الدفاع عن الداخل

وأشارت المصادر إلى أنّ نتيجة المواجهة المقبلة مع حزب الله، واستخدامه الساحتين (لبنان وسوريا)، سيعنيان أن «الجبهة الداخلية في إسرائيل ستتلقى كمية هائلة من النيران». وبحسب الصحيفة، إن المراسلين العسكريين المخضرمين لا يتذكرون هذا الكمّ الهائل من الانهماك لدى المؤسسة الأمنية والانشغال في الخطط المتعلقة بالدفاع عن الداخل في إسرائيل، الأمر الذي يسبّب «طرح قضية الجبهة الداخلية والدفاع عنها على طاولة تقديرات الوضع والحرب المقبلة، ويسبّب أن تكون الحرب دفاعية قبل أن تكون هجومية».

وأشار مسؤولون رفيعو المستوى في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى أنّ الاستخبارات العسكرية تحلل ما لديها من معطيات عن الوسائل القتالية الموجودة في حوزة حزب الله، ومنذ فترة طويلة، و«بات بالإمكان القول إن المسألة تتعلق بسلاح دقيق وفتاك، وجزء من هذا السلاح يُنتجه ويطوّره حزب الله نفسه، وجزء آخر، كبير، ينقل من إيران إلى لبنان».

وفي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعترفون بأنّ الطرفين لا يريدون في هذه المرحلة مواجهة واسعة على الحدود، ومن المستبعد أن يحدث ذلك، لكن «لا يمكن نفيه بالمطلق، إذ إن حادثة صغيرة على الحدود يمكن أن تجر الطرفين إلى ردود وردود على الردود، من شأنها أن تسبّب حرب لبنان الثالثة». وتناول تقرير الصحيفة الإجراءات والعوائق التي يعمل الجيش الإسرائيلي عليها على الحدود، لعرقلة أي توغل قد يقدم عليه المئات من عناصر حزب الله بهدف احتلال مستوطنات حدودية، مشيرة إلى العقبات المنجزة في منطقة مستوطنتي شلومي والمنارة، وأخرى ما زالت في طور الإنجاز.

إلى ذلك أيضاً، أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية، أخرى، في حديث مع موقع «واللا» العبري، إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يتابع عن كثب نشاطات حزب الله العسكرية في سوريا، وتحديداً ما يتعلق بأسلوب قتاله واستخدامه التشكيلات الكتائبية بمشاركة من المدفعية والطائرات غير المأهولة، وهو «الأمر الذي مكّن حزب الله من تحقيق إنجازات في ساحة المعركة»، وبحسب المصادر نفسها، فإن التقدير السائد في إسرائيل أنّ في حوزة حزب الله عشرات من الطائرات غير المأهولة، يستخدمها في القتال الدائر في سوريا.