كشف المعلق العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل أن «رجال الاستخبارات في اسرائيل يتخبطون حول تقدير كيفية تأثير الحرب السورية على حزب الله». وقارن على نحو ضمني، بين مرحلة سابقة لخصها رئيس الاركان السابق، بني غانتس، عام 2013، بالقول إن «النار في سوريا وصلت الى اطراف عباءة (الامين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله»، والمرحلة الحالية، فقال هرئيل إن «التحول الذي أحدثه التدخل الروسي في سوريا ينطوي على مكاسب لحزب الله، الذي هو اليوم ضمن المعسكر الذي باتت يده هي العليا في الحرب».
وتابع أن «حزب الله استطاع من خلال عمله الوثيق مع ضباط ايرانيين وضباط روس في الفترة الاخيرة، ولو بحجم اقل، تحسين قدراته القتالية. حيث راكم قادته ومقاتلوه الذين صمدوا سنوات في القتال، خبرة عملانية ذات قيمة كبيرة. بلغت مرحلة أن حزب الله اختبر للمرة الاولى ظروف قتال واسع النطاق تشمل عمليات مشتركة مع طائرات وطوافات وطائرات من دون طيار، ومدفعية، ودبابات وقدرات استخبارية متقدمة».
وفي ما يتعلق بتطور قدراته ايضا، اوضح المعلق العسكري للصحيفة، «صحيح أنه ليس لدى حزب الله طائرات ودبابات، لكن من ناحية اخرى، فإن قدراته لا تختلف كثيراً عن قدرات جيش متوسط القدرة. فلدى الحزب قرابة 45 ألف مقاتل، بينهم نحو 21 ألفاً من النظاميين، وفي ترسانته أكثر من 100 ألف قذيفة وصاروخ، بينها بضعة آلاف من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، التي يزداد مستوى دقتها تحسناً».
ولفت هرئيل الى أن التزود المستمر بالسلاح النوعي، إلى جانب الخبرة التي راكمها في سوريا، أكسبا الحزب قدرات ذاتية في مجالات حيوية، مثل قتال الكوماندوس، وتشغيل طائرات من دون طيار، بينها طائرات هجومية.
وفي ما يتعلق بتوصيف حزب الله على المستوى المهني والقتالي، استعاد هرئيل ايضا، توصيفا أدلى به رئيس اركان الجيش الاسبق، خلال التسعينات عندما كانت اسرائيل تحتل الحزام الامني، امنون شاحاك، عندما أكد أنه «يجب التعامل مع حزب الله بوصفه تنظيماً يخوض حرب عصابات لا كمخربين أو خلايا ارهابية». اما الان وعلى خلفية مشاركته في الحرب السورية، فيضيف هرئيل «ينضج في الجيش الإسرائيلي الاعتراف بأن الخصم اللبناني تحول إلى جيش بكل ما في الكلمة من معنى».
ورأى المعلق العسكري لهآرتس، أنه اذا نجح حزب الله بشن هجوم متزامن على الحدود، «فسيُتاح له التشويش على حركة قوات الجيش على الحدود، وحتى جعل تعبئة وحدات الاحتياطيين أمراً صعباً». وتوقف عند البيئة الجغرافية التي تسمح لحزب الله بشن مثل هذا الهجوم بالقول إن «خط الحدود مع لبنان يمتد على طول منطقة جبلية معقدة. وتمنح طوبوغرافية المنطقة المهاجم أفضلية لإحداث مفاجأة كبيرة تلغي تقريباً الحاجة إلى حفر أنفاق هجومية».
ومع أن هرئيل كرر التقدير الاستخباري الدائم في اسرائيل بأن حزب الله، ليس لديه دافع لشن حرب ضد اسرائيل، بفعل انشغاله في الساحة السورية، إلا أنه اضاف بأن الاستخبارات العسكرية رفعت امكانية نشوب حرب في الشمال الى مرتبة «معقولية متوسطة» نتيجة خطأ في التقديرات. ويؤشر كلام هرئيل الى أن المواجهة قد تنشب بفعل مبادرة اسرائيلية تستند الى تقديرات محددة، يقابلها رد من جانب حزب الله، على خلفية تقدير مقابل، وبفعل هذه التقديرات يجري التدحرج نحو مواجهة واسعة.
اما بخصوص نتائج هذه الحرب ومفاعيلها في الساحة الاسرائيلية، فرأى هرئيل أنه «ثمة شك في أن يتمكن المواطن العادي من استيعاب» حجم الدمار والإخلاء والخسائر في إسرائيل، قياساً إلى توقعاته حيال قدرات الجيش الإسرائيلي.
مع ذلك، ختم هرئيل بالقول، نتيجة أن «التحدي الذي يواجهه الجيش الاسرائيلي في الشمال، غير مسبوق، فهذا يمثل سببا اضافيا بالنسبة للمحافظة على الردع حيال حزب الله وإبعاد الحرب المقبلة قدر الإمكان».
في الاطار نفسه، تناول المعلق العسكري في القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، الون بن ديفيد قدرات حزب الله والوضع على الحدود الشمالية، مذكّرا بأنه منذ عام 1948، الى عام 1970 لم يمثّل لبنان أي تهديد لاسرائيل «وكانت النكتة في تلك السنوات انه إذا نشبت حرب، فسيحتل الجيش الإسرائيلي سوريا وتحتل فرقة موسيقى الجيش لبنان». ولفت الى أن هناك من يشبّه حزب الله بالقول «بدأ كقط يخرمش، وتحول تدريجيا الى نمر مفترس». ورأى أن حزب الله يملك قوة نارية لا تملكها 95% من دول العالم.
ولفت بن ديفيد الى أن حزب الله يملك قدرة على توجيه ضربة افتتاحية لإسرائيل تقدر بآلاف القذائف والصواريخ في يوم واحد، وبموازاة ذلك ارسال قوات هجومية لاحتلال بلدات قريبة من السياج في الجليل. مكررا المقولة التي ادلى بها هرئيل إنه «جيش بكل ما لهذه الكلمة من معنى».