كريستينا غولدباوم وآدم راسغون- نيويورك تايمز
أعلن المبعوث الأميركي، آموس هوكشتاين، أنّ إنهاء القتال «في متناول اليَد»، بعد اجتماعه في بيروت مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وهو شخصية محورية في التواصل مع «حزب الله».
أشار المبعوث الأميركي رفيع المستوى إلى الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء، إلى وجود تقدّم في المفاوضات بين إسرائيل و«حزب الله» بشأن اقتراح لوقف إطلاق النار. إذا تمّ الاتفاق عليه، قد يسهم في تهدئة التوترات في منطقة متوترة بالفعل بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة.
أوضح هوكشتاين، في مؤتمر صحافي في بيروت، أنّ الفجوات بين الطرفَين «تقلّصت» في المناقشات خلال الأسابيع الأخيرة، لكنّه أضاف أنّ النتائج النهائية للمفاوضات ستظل «قرار الأطراف». وأضاف: «لدينا فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع»، مشيراً إلى أنّ هذا الهدف «في متناول اليد».
واعتُبرَت زيارة هوكشتاين على نطاق واسع مؤشراً إلى تقدّم الجهود الأميركية للتوسط في هدنة. وكان قد اجتمع في وقت سابق أمس مع الرئيس بري الذي يُعدّ وسيطاً رئيسياً بين الولايات المتحدة و»حزب الله»، الجماعة المسلّحة والحزب السياسي المدعوم من إيران ويخوض حرباً مع إسرائيل.
على رغم من حديث كل من هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيّين عن التقدّم في المناقشات، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه المحادثات قد توصّلت إلى تسوية للتفاصيل. وكانت مفاوضات سابقة بقيادة أميركية بشأن وقف إطلاق النار قد توقفت في أيلول مع تصاعد الحرب.
في الأسبوع الماضي، قدّمت الولايات المتحدة للبنان شروط خطة جديدة لوقف إطلاق النار، صاغها مسؤولون إسرائيليّون وأميركيّون، وفقاً لمسؤولين لبنانيّين. وأشار نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إلى أنّ الردّ الأولي من المسؤولين اللبنانيّين و»حزب الله» كان «إيجابياً»، لكنّ بعض النقاط لا تزال بحاجة إلى مناقشة. وقد أدلى بتصريحاته هذه لقناة «العربي» الفضائية القطرية يوم الاثنين.
تسعى الحكومة اللبنانية المتعثرة لإحياء قرار أممي أنهى الحرب الكبرى الأخيرة بين إسرائيل و»حزب الله» في عام 2006. وعلى رغم من اعتباره فاشلاً بعد انتهاء تلك الحرب التي استمرّت شهراً، يُنظر إليه اليوم من قِبل المسؤولين اللبنانيّين والأميركيّين كخريطة طريق محتملة لإنهاء القتال.
يدعو القرار إلى انسحاب «حزب الله» من جنوب لبنان، وحصر وجود القوات في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني – الذي يَبعُد حوالي 20 ميلاً شمال الحدود الإسرائيلية – بالجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
مع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف سيُنفّذ انسحاب «حزب الله» من تلك المنطقة. فقد تجنّبت كل من قوات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة مواجهة مقاتلي «حزب الله» إلى حَدٍّ كبير. كما يُنظر إلى الجيش اللبناني على نطاق واسع على أنّه ضعيف جداً للدفاع عن حدود البلاد ضدّ أي عمل عسكري إسرائيلي مستقبلي.
في مناقشات سابقة بشأن الهدنة هذا الخريف، ضغط المسؤولون الإسرائيليّون للحصول على ضمانات تسمح لإسرائيل بمواصلة استهداف «حزب الله» داخل لبنان إذا اعتبرت ذلك ضرورياً – وهو شرط أكّد المسؤولون اللبنانيّون أنهم رفضوه.
تأتي زيارة هوكشتاين إلى لبنان وسط تصعيد عسكري إسرائيلي يبدو أنّه يهدف إلى الضغط على «حزب الله» لقبول شروط وقف إطلاق النار، وفقاً لمحلّلين.
مساء الاثنين، شنّت إسرائيل غارات جوية استهدفت مبنى في وسط بيروت – وهي ثالث غارة إسرائيلية داخل المدينة خلال يومَين. وأدّى الهجوم الذي استهدف حي زقاق البلاط إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 24 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على اثنتَين من الغارات الثلاث، مؤكّداً واحدة فقط، فذكر أنّها استهدفت محمد عفيف، رئيس المكتب الإعلامي لـ»حزب الله»، وقُتِلَ. في الأيام الأخيرة، أطلق «حزب الله» عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على إسرائيل.
على مدى الأسبوع الماضي، نفّذت إسرائيل قصفاً مكثّفاً لمنطقة الضاحية، الواقعة جنوب بيروت، التي تخضع عملياً إلى حُكم «حزب الله». وفي جنوب البلاد، يبدو أنّ القوات الإسرائيلية تتوغل بشكل أعمق في لبنان، متجاوزة القرى الحدودية.
على رغم من التصريحات الرسمية عن تقدّم في محادثات وقف إطلاق النار، لا يزال العديد من اللبنانيّين متشائمين بشأن احتمالات تهدئة الصراع قريباً.
وأكّدت زينب عطوي، 26 عاماً، أمس، أثناء وقوفها أمام أنقاض المبنى الذي استُهدِف في زقاق البلاط الليلة السابقة: «ليس لدينا ثقة بالمفاوضات، ولا أمل في وقف إطلاق نار وشيك».
وأضافت، أنّ ابن عمها، حسين عطوي، قُتل في ذلك الهجوم. عندما تصاعدت الحرب، انتقلوا من منازل عائلتهم في الضاحية إلى شقة مستأجرة في الحي، معتقدين أنّها ستكون أكثر أماناً. لكنّ حسين توجّه إلى مقهى قريب أصيب بعد ساعة من وصوله. وتابعت: «لم يَعُد هناك أي مكان آمن في بيروت».
تطورات أخرى
عقوبات على المستوطنين: أعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الاثنين فرض عقوبات على منظمة «أمانة»، التي تعمل في تطوير المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، ووصفتها بأنّها «جزء أساسي من الحركة الاستيطانية الإسرائيلية المتطرّفة».
وأوضحت الوزارة في بيان، أنّ المجموعة، التي فُرضت عليها عقوبات بالفعل من قِبل بريطانيا وكندا، لديها صلات بأشخاص تتهمهم الولايات المتحدة بتنفيذ أعمال عنف ضدّ الفلسطينيّين في الضفة الغربية. ولم يرد زئيف هيفر، زعيم المنظمة، على الفور على طلب للتعليق.