تجمع كافة المعطيات حول امكانيات رد حزب الله على ما ارتكبته اسرائيل بحق مقاتليها في القنيطرة. ان للحزب اجندة وروزنامة جاهزة لكيفية التعامل مع ما هو منتظر في كل لحظة من اسرائيل ولذلك فان مصادر محلية واقليمية تجزم ان الرد واقع لا محالة ولكن الزمان والمكان غير محددين وفقا للاستراتيجية التي تتبعها المقاومة منذ نشأتها. وبالنظر الى البيان المقتضب الذي اصدره الحزب حول نعي مقاتليه يتبين لهذه المصادر انه كالعادة لا يكشف شيئا عن اساليب الرد على هذا العدوان نظرا للمعادلة القائمة بينه وبين اسرائيل من حيث كيل كمية الرد كما حصل سابقا اذ كان الرد على قتل احد مجاهدي الحزب في عدلون منذ اشهر سابقة جاء بعبوة تناسب حجم الاعتداء بالذات اما اليوم فان الامور تختلف من حيث ضخامة الحدث ومكانه لذلك فان الانتقام سوف يكون بذات القدرة، واذ لا تحدد هذه المصادر اي مكان ولا زمان ضربة المقاومة المقبلة الا ان كل ما يمكن ايراده في هذا الاطار ان الرد سوف يكون موجعا لاسرائيل التي بدأت منذ مساء الاعتداء تلمس بعض المعطيات من قبل الدوائر الديبلوماسية الغربية في العاصمة بيروت بما يعني ان اسرائيل تعي حجم الضربة المقبلة ولكنها لا تستطيع تقدير قوتها او مكانها.
وتشير هذه المصادر الى ان الاعتداء جاء بعد ايام قليلة على كلام السيد حسن نصر الله الذي اكد جهوزية الحزب كافة الجبهات خصوصا لناحية التوسع الجغرافي داخل فلسطيني حيث ادخلت المقاومة منطقة الجليل من ضمن المناطق التي ستستهدف حكما وما بعد الجليل ليؤكد التالي:
1- صلابة موقف المقاومة من الرد على اي اعتداء على لبنان او حتى على سوريا والمقاومة فيها مما يعني ان الحرب سوف تشمل دول الممانعة جميعا ضد اسرائيل وهذا ما يفسر من قبل هذه المصادر جس نبض للحزب حول كيفية ترجمة كلام امينه العام حرفيا، وبالتالي فان اهتمام الاعلام والسياسة في اسرائيل بكلام نصر الله الى هذا الحد الكبير يمكن ان يكون نابعا من رد معنوي على اوساط المواطنين الاسرائيليين الذين يخافون ان تكون المقاومة موجودة، داخل فلسطين حيث يعم الرعب داخل المستوطنات على الحدود اللبنانية – الفلسطينية وما بعدها جغرافيا ومن اجل رفع معنويات المستوطنين حاولت من خلال الضربة في القنيطرة الايحاء ان كافة الامور تحت المراقبة والسيطرة حسب ما تتدعي اسرائيل.
2- ان احدا لا يعلم ماهية السلاح وقوته وجهوزيته الذي تمتلكه المقاومة حتى داخل اجهزة المخابرات الاسرائيلية والاجنبية التي تدور في فلكها وهذا بحد ذاته يعطي دفعا للمقاومة وقوة استراتيجية مدفونة بين الجبال وتحت الارض ولا يمكن استخدامها سوى في الزمان المناسب، ولكن ضربة القنيطرة لن تفسح المجال حسب هذه المصادر من الكشف عن كل القدرات الدفاعية والهجومية لدى الحزب اذا كان هذا هو المقصود من وراء هذه الاعتداءات لذلك فإن الانتظار هو المهيمن على كافة المراقبين لكيفية ونوعية وقوة سلاح الحزب وان اعتداء كهذا لن يكشف كافة مقدرات الحزب فلكل اعتداء رد يناسبه تماما، ولا تعتقد هذه المصادر ان وقت فتح الجبهات قد حان على شكل واسع بفعل دقة ميزان عمل المقاومة التي لطالما كانت كافة عملياتها تأتي بشكل مفاجئ.
3- ان اسرآئيل قادمة على انتخابات جديدة يحاول من خلالها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الحفاظ على قوة جبهته وحزبه ازاء الكثير من الهفوات التي اقدم عليها وان حزب العمل واقف بالمرصاد له، دون عملية كهذه لا يمكن ان تقوم بعملية تعويم لنتنياهو لسببين: الاول معرفة الداخل الاسرائيلي ان هذا الاعتداء يحاول من خلاله رمي خشبة الخلاص له دون تقدير ردة فعل المقاومة في لبنان، والثاني ان حزب الله لن يترك له ولغيره من حزب العمل ان تكون المقاومة مكسر عصا في الصراع الداخلي الاسرائيلي كلما احتاج «حزب في اسرائيل لاثارة الشعب يفتح حروبا خارجية على حساب الابرياء كما حصل في العام 2006.
4- ان من بين اهداف اسرائيل من وراء هذه العملية ان توضح ان الخلافات الداخلية عندها لا يمكن ان تفوت فرصة للوصول الى ما تعتبره صيدا ثمينا ثم رسالة الى ايران وحزب الله بان منطقة الجولان تشكل بالنسبة الى اسرائيل اكثر من خط احمر بل منطقة حساسة لا تريدها امتدادا للجنوب اللبناني بحيث يوسع حزب الله منطقته من الناقورة وصولا الى الجولان مما يستدعي انتشارا اكبر للجيش الاسرائيلي على حدود واسعة يمكن من خلالها استهداف فلسطين باكملها، وهذه المصادر تعتبر ان منطقة الجولان، يمكن ان تكون حاضنة لبيئة المقاومة مما يشكل خطرا متزايدا من الداخل كما الخارج، وفي المقابل تجزم هذه المصادر ان اية ضربة اسرائيلية لحزب الله خارج لبنان تعطيه مصدر قوة اكبر وهامش واسع من التحرك بحيث يكون الحزب قد ابعد الخطر عن لبنان وابعدها عن الاهداف اللبنانية لاسرائيل بما يعني الحفاظ على الستاتيكو القائم مع احتساب واسع لرد المقاومة في اي وقت وزمان.