عبثاً تحاول إيران أو إسرائيل إخراج مسرحية ناجحة متكاملة الفصول… يحاولان من خلالها إقناع الشعوب العربية والإسلامية، بجدّية ما تقومان به من مسرحيات هزلية فولكلورية من خلال عمليات الردّ المتبادل بين قوات البلدين. والمصيبة الأكبر والأعظم أن كل مسرحية تفوق سابقاتها فشلاً وخداعاً… ولنبدأ بـ:
* المسرحية الأولى:
أقدمت الولايات المتحدة الأميركية، وبمباركة إسرائيلية بالتأكيد، على اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني وذلك في 3 كانون الثاني 2020، ومعه نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ومعهما تسعة آخرون في غارة جوية أميركية استهدفت موكبهم عند مدخل مطار بغداد.
يومذاك أعلنت إيران «الويل والثبور» وأقسمت أن دم سليماني ورفاقه لن يذهب هدراً، وأنّ الردّ سيكون قاسياً ومؤلماً… ولكن في الوقت والزمان المناسبين.. لتفهم الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل حجمهما…
ومضى الوقت، ومرّت الأيام والشهور، وعُيّـن في الثالث من كانون الثاني 2024 إسماعيل قاآني مكانه، ولا نزال ننتظر الردّ القاسي والمؤلم!!!
* المسرحية الثانية بدأت في الأول من نيسان (ابريل) 2024، إذ شنّت إسرائيل غارة جوّية دمّرت خلالها المبنى الملحق بالقنصلية الإيرانية في دمشق… وكان المجتمعون هناك من قادة الحرس الثوري الإيراني.
يومذاك أيضاً أعلنت إيران أنها سترد بشكل عنيف، معتمدة الكلام الذي طالما ردّده بشار الأسد بعد أي عدوان على بلاده: سنختار الزمان والمكان المناسبين للردّ، ولن نسمح لإسرائيل باستدراجنا الى معركة لا نكون مستعدين لها.
هنا نقول: لقد قامت إيران بالفعل بعملية الردّ، أرسلت خلالها 300 طائرة مسيّرة لضرب إسرائيل… لكنها نسقّت مع الولايات المتحدة… فأخبرتها بموعد انطلاق الهجوم، واتجاه المسّيرات، والأماكن التي ستطلق عليها. فاتخذت أميركا وإسرائيل كافة الاحتياطات… فكان الردّ فولكلورياً مضحكاً… وكانت تلك فضيحة لا مثيل لها في التاريخ… لكنها مسرحية فاشلة فاشلة.
لقد حدثت هذه المسرحية في 13 نيسان (ابريل) 2024.
* المسرحية الثالثة:
اغتيال صالح العاروري نائب رئيس «حماس» في 2 كانون الثاني 2024 في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، ولا يزال الجميع ينتظرون الردّ.
* المسرحية الرابعة: اغتيال القائد في حزب الله فؤاد شكر في 30 تموز (يوليو) 2024… والردّ آتٍ لا ريب فيه كما قال الحزب.
* المسرحية الخامسة: اغتيال إسماعيل هنية في 31 تموز 2024 في قلب طهران بينما كان مشاركاً في تنصيب الرئيس الإيراني الجديد… والردّ في الزمان والمكان المناسبين.
* المسرحية السادسة: وهي الأكبر والأفظع… كانت بعد اغتيال أمين عام حزب الله وشهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله في 27 أيلول (سبتمبر) 2024، حين شنّت القوات الجوّية الإسرائيلية غارة على مقر الحزب في حارة حريك.
وأمام كل هذه الاغتيالات لن ننسى «البيجر»… إذ يُقال إنّ الحرس الثوري هو الذي استورد البضاعة حيث قتل 12 شخصاً، وأصيب 275 عنصراً من «الحزب»، وأصيب معظمهم بإعاقات في العيون والأيدي والأرجل، وذلك في 17 و18 أيلول 2024. وكانت المسرحية التي أعقبت ذلك فاشلة ومن أفشل المسرحيات.
اما عن الردّ الإسرائيلي الأخير… فأنا أتساءل: هل من المعقول أن تنطلق طائرة إسرائيلية مسافة 1500 كيلومتر لتضرب أهدافاً تافهة… بينما تقول إنّ إسرائيل تنتقم من «ولاية الفقيه».
وكي نكون صادقين مع قرائنا لا بد من أن نقر ونعترف ان النظام الايراني هو صناعة إسرائيلية بقيادة سيئ الذكر هنري كيسنجر الذي جاء أثناء حرب عام 1973، وكانت مصر قد حققت إنجازاً كبيراً عندما عبرت قواتها المسلحة المصرية خط «بارليف» وتوجهت الى العريش لتسترجع صحراء سيناء المصرية.. يومها جاء التهديد الأميركي فتوقف أنور السادات وقال في خطاب متلفز: أنا لا أستطيع أن أحارب أميركا.
بينما قوات الأسد دخلت الجولان المحتل ووصلت الى نهر الأردن، فتدخلت قوات الدعم الأميركي اللامحدود، فاضطر للانسحاب، ولولا دعم الجيش العراقي لكانت دمشق قد سقطت بأيدي إسرائيل.
من هنا، جاء كيسنجر وبعدما بحث مع شاه إيران للقيام بعملية عسكرية ضد الجيش العراقي فرفض، فخلعوه وجاءوا بالإمام آية الله الخميني كي يشن حرباً ضد الجيش العراقي. وبالفعل، وتحت نظرية التشييع قام الجيش الإيراني وميليشيات الحرس الثوري بشن حرب على العراق دامت 8 سنوات دُمّر فيها الجيشان، وخسرت كل دولة ألف مليار دولار، وتحتاج كل منهما الى ألف أخرى لتعويض التدمير الذي حصل جراء الحرب.
أخيراً، كفى كفى كفى…. تمثيلاً علينا وعلى الشعوب… يجب أن تعلموا أنكم أصبحتم مفضوحين أمام الشعوب… وأمام الله، وسيكون مصيركم جهنم وبئس المصير.. على ما اقترفته أيديكم بحق الشعوب العربية وبالأخص الشعب الفلسطيني المسكين الذي صدقكم وها هو يغرق.