تسود المنظومة الأمنية الإسرائيلية حال من التأهب والإستنفار، بعد خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله. ولهذه الغاية، إنعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر «الكابينت» لمناقشة التطورات الأمنية الأخيرة في المناطق الجنوبية والشمالية.
وعلى جانبي الحدود الفاصلة، يكتنف المشهد الجنوبي هدوءٌ ملحوظ في الجانب اللبناني، ومشوبٌ بالحذر في الجانب الإسرائيليي المقابل.
المواطنون الجنوبيون، لا سيما المزارعون، تابعوا أعمالهم كالمعتاد في حقولهم قبالة مستوطنة المطلة، وفي حركتهم وتنقلاتهم على الطريق العام الحدودي المحاذي للجدار الإسمنتي الفاصل بين كفركلا وعديسة، فيما تواصل قوات «اليونيفيل» بالتنسيق مع الجيش اللبناني، تسيير دوريات آلياتها وعرباتها المصفّحة على الخط الأزرق، وتقيم نقاط مراقبة في نقاط محددة، أو قبالة مواقع إسرائيلية متقدمة.
وفيما الحركة إعتيادية في الجانب اللبناني، تغيب كل مظاهر الحركة والتنقلات والأعمال في الجهة الإسرائيلية خلف الحدود، بغياب المزارعين عن حقول الدراق وبساتين التفاح المحاذية للجدار الإسمنتي، مع توقف نشاط دوريات «الهامر» المدرّعة على الخط الحدودي، على طول المحور الممتد من مرتفعات مستعمرة مسكاف عام حتى الوزاني والغجر، مروراً بمحيط بوابة فاطمة ومستوطنة المطلة، وصولاً إلى مزارع شبعا المحتلة، واحتماء الجنود في المراكز والدشم العسكرية المموَّهة بالشباك المرقطة في النقاط المشرفة على الجهة اللبنانية، والإستعانة بكاميرات المراقبة والأبراج المعدنية المزروعة هناك، التي ترصد الحركة خلف الحدود المقابلة، في وقت سُجلت تحركات مدرعة لجيش العدو في محيط موقع السماقة المواجه لبركة بعثائيل في أعالي بلدة كفرشوبا إلى الجنوب الشرقي في ظل تحليق مكثف لطائرات إستطلاع بدون طيار، في أجواء الجنوب وقرى العرقوب وفوق مرتفعات جبل الشيخ، وصولاً إلى اجواء الضاحية الجنوبية لبيروت. كما شهدت أجواء العاصمة بيروت ومنطقة صيدا، تحليقاً كثيفاً لطيران العدوّ على علوّ منخفض.
وذكرت المواقع الاسرائيلية صباح أمس، أنّ الطائرات الإسرائيلية قصفت هدفاً في لبنان، مقرّ «الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة» في قوسايا بالبقاع اللبناني، دون وقوع اصابات. وأشارت هذه المواقع الى أنّ ذلك القصف يأتي ضمن قصف أهداف تابعة لإيران في سوريا والعراق ولبنان.
رفع درجة التأهّب إلى الذروة على الجبهة الشمالية
وفي السياق، رفعت إسرائيل درجة التأهب إلى التدبير الأحمر، بعد كسر قواعد الإشتباك على الجبهة الشمالية مع لبنان وفي الجولان المحتل، على خلفية الهجمات بالطائرات المسيِّرة الإنتحارية في سوريا ولبنان، وبأنه «تطورٌ خطير للغاية»، وفق ما جاء في خطاب التهديد والوعيد للسيد نصر الله، وقوله: «منذ الليلة انتظروا ردَّنا»، فاتخذت السلطات العسكرية الإسرائيلية، إجراءات إحترازية على الجبهة الشمالية، وقررت إغلاق المنطقة الجوية فوق هضبة الجولان السوري المحتل، وتلك المتصلة بالأجواء اللبنانية في وجه حركة الطيران، مع نشر منصات القبة الحديدية تحسّباً لردّ محتمل.
حالة تأهّب وخشية من تصعيد شامل
وصرّح مصدر أمني إسرائيلي، لقناة «كان» العبرية، صباح أمس «أنّ هناك تخوّفات إسرائيلية، من أن تؤدّي الأحداث الأمنية الأخيرة في الشمال والجنوب، إلى تصعيدٍ شامل».
ونقلت القناة العبرية، عن المصدر الإسرائيلي قوله: «إنّ إيران وحلفاءها في المنطقة، سوف يبحثون عن طرق جديدة للمساس بإسرائيل، كردٍّ على الهجمات الأخيرة في لبنان وسوريا».
ورأى محلّلون سياسيون وعسكريون إسرائيليون، أنّ العمليات الإسرائيلية الجديدة، قد تتحوّل الى فتيلٍ آخر يُشعل حرباً كبرى في المنطقة. وفي حال عدم الردّ على الهجمات، قد تتشجّع إسرائيل على تأمين نفسها ضد إيران، لأبعد من ذلك».
من جهته، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رونين ميناليس، في إحاطة للصحافيين أمس، أنّ أعضاء فرقة الهجوم السورية، ينتمون إلى إحدى «الميليشيات الشيعية» حسب قوله، وكانوا يعتزمون إرسال المفجّرين المسلّحين بالمتفجرات، نحو أهداف في شمال إسرائيل بأمر من الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد «فيلق القدس».
ووفقاً لما نقلته صحيفة «معاريف» فإنّ الهجوم الإسرائيلي على سوريا، تمّ بالتنسيق الكامل مع روسيا.