IMLebanon

إسرائيل تتراجع الى ما وراء الحدود… في انتظار الرد

انكفأت اسرائيل أمس الى ما وراء الحدود، وسط إجراءات احترازية عمد اليها الجيش الاسرائيلي في المستوطنات الحدودية والمواقع العسكرية، ضمن سياسة «تصفير الاهداف» أمام حزب الله، بعد أن بات الرد على اغتيال الشهيد سمير القنطار ورفيقيه بحكم المؤكد والواقع المنتظر، إسرائيلياً.

وأمس، اكتفت اسرائيل الرسمية برد رئيس أركان جيشها، غادي ايزنكوت، على كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهدّد بـ»إلحاق الأذى» بكل من يهدد اسرائيل، وقال: «في مقابل التهديدات التي نسمعها من وراء حدودنا الشمالية، فإننا نستعد لمواجهة أي تحدّ (…) وكما أثبتنا في الماضي، نحن نعرف كيف نضرب كل من يريد السوء بنا، وأعداؤنا يدركون أنهم إذا حاولوا تقويض أمن اسرائيل، فإنهم سيواجهون التبعات الخطيرة رداً على ذلك».

وباستثناء «تهديد» ايزنكوت، الأخفّ نسبياً قياساً بالتهديدات والترهيب اللذين صدرا عن تل أبيب قبل كلمة السيد نصرالله في اسبوع الشهيد القنطار، غيّب معظم المعلقين الاسرائيليين أنفسهم عن الاعلام أمس، وامتنعوا على غير عادة عن التعليق. مع ذلك، برز تقرير شبه وحيد في موقع «واللا» العبري، أشار الى أن كلمة نصرالله لم تترك مجالاً للشك، وأن على من راهن على امتناع حزب الله عن الانتقام أن يعيد حساباته، خاصة أنه اتضح أن تقديرات كهذه ليست الا ضمن دائرة التمني، وأن الكثير من الاسرائيليين عملوا على تطبيق «المنطق الغربي» على عقلية حزب الله وتوجهاته.

وكشف الموقع جملة إجراءات احترازية عمدت اليها اسرائيل على طول الحدود مع لبنان، قضت بإبعاد الجنود والمستوطنين الى ما وراء الحدود، والتخفي قدر المستطاع عن أعين حزب الله التي تتربص لاصطياد أي خطأ قد يقدم عليه الجنود. وبحسب الموقع، استباح الجنود بساتين المستوطنين بالقرب من السياج، بعد كلمة نصرالله الثانية، وبدأ سلاح المشاة بالانتشار فيها لتنفيذ كمائن ونقاط مراقبة لرصد كل تحرك في الجانب الثاني من الحدود.

كمائن ونقاط مراقبة لرصد كل تحرك في الجانب اللبناني من الحدود

وبحسب الموقع، عمد الجيش الاسرائيلي الى تقييد حركة الآليات العسكرية على طول الحدود وتقليصها الى حدها الادنى، وهو الامر الذي يعني تقليص عدد الاهداف المحتملة التي قد يقدم حزب الله على استهدافها. ونقل الموقع عن المستوطنين تأكيدهم أن الاجراءات والتوتر القائمين على الحدود، وتحديداً لدى الوحدات العسكرية المنتشرة بالقرب من السياج، تعبّران عن استعداد واحتراز دفاعي لم تشهد المنطقة مثيلاً لهما منذ حرب لبنان الثانية عام 2006.

وأمس، ومن على منبر إعلامي سعودي، وفي محاولة تهدف على ما يبدو الى إحداث نوع من التوازن ومواساة النفس «لدى أصحاب المصالح المشتركة مع إسرائيل»، قال مدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية، دوري غولد، في مقابلة مع موقع «إيلاف» الإلكتروني، إن اسرائيل نجحت في إحباط محاولة نقل صواريخ SA ـ 22 الى الاراضي اللبنانية. وقال غولد: «نحن في إسرائيل لم نتخذ موقفاً ولم نتدخل في الحرب السورية. لنا مصالح نحافظ عليها وخطوط حمراء، ولمّا رأينا أن هناك من يريد نقل صواريخ روسية من مخازن سورية الى حزب الله، قمنا بعرقلة الامر، ولن نسمح بذلك». وعمّا إذا كان الجيش الإسرائيلي قصف مستودعات للجيش السوري، رفض الحديث في الموضوع، لكنه حسم بأن «إسرائيل لم ولن تسمح بالمس بسيادتها، ولا نقل أسلحة تخل بالتفوق الجوي الإسرائيلي»، لافتاً الى أن إسرائيل نجحت في إحباط محاولة لنقل صواريخ SA ـ 22 المضادة للطائرات من الصناعات الروسية المتطورة، قبل نقلها الى لبنان.