IMLebanon

إسرائيل تستبعد الحرب على لبنان.. وتستعد لها: تهجير 1.5 مليون لبناني لمواجهة جهوزية المقاومة!

كثر الحديث في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن احتمالات الحرب مع «حزب الله». وبرغم أنَّ التقديرات الاستخباريَّة الإسرائيلية المعلنة تستبعد وقوع مواجهة قريبة، على الأقل بسبب انشغال الحزب في المعارك داخل سوريا، إلَّا أنَّ أحداً لا يمكنه تجاهل تكرار الحديث عن الحرب.

وربَّما أن أحد دوافع هذا الحديث، الذي ينطوي في الكثير من أبعاده على إطلاق تهديدات، يعود إلى مقدار الخشية من الإمكانيات المتوفرة لدى «حزب الله»، والتي دفعت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق إيهود باراك إلى الحديث عن أنَّها تمثِّل تغييراً نوعياً.

وقال ضابط رفيع المستوى في هيئة الأركان الإسرائيلية العامة في إشارة إلى احتمالات المواجهة مع «حزب الله»، إنَّ «هناك في جنوب لبنان ما بين ستة إلى عشرة آلاف هدف يقع ضمن بيئة مدنية. وفي الحرب، لن يكون أمامنا مفر سوى إخلاء مليون ونصف المليون من المدنيين، والهجوم».

وبحسب تقديرات هذا الضابط، فإنَّ إخلاء مليون ونصف المليون من سكان الجنوب اللبناني سيحتاج إلى 24 ساعة. ولخص الضابط الكبير كلامه بالقول: «ينبغي لنا أن نجعلهم يائسين من استخدام النيران وبأسرع وقت». وفي نظره، فإنَّ «واقع أن يطلقوا علينا النيران من القرى انتهى. سنوضح لهم أنَّ عليهم إخلاء القرى وبأسرع وقت لأننا لا نريد آلاف المدنيين قتلى». ومع ذلك، شدَّد على أنَّه ليس لإسرائيل ولا لـ«حزب الله» مصلحة في فتح الجبهة الشمالية.

ومعروف أنَّ إسرائيل التي كانت قد طوَّرت أثناء عدوان تموز العام 2006 ما أسمتها بـ«نظرية الضاحية» والتي تقوم على التدمير الشامل بعد الاكتفاء بإنذار السكان ومطالبتهم بترك مناطق القتال. وجسَّدت إسرائيل هذه النظرية في حربها الأخيرة على قطاع غزة عندما طلبت من سكان مناطق واسعة في القطاع إخلاءها بعدما أعلنتها مناطق عمليات عسكرية. ولم تقتصر هذه المناطق على أحياء وبلدات وقرى حدودية، بل طالت مناطق وسط مدينة غزة خصوصاً عندما بدأت بتدمير الأبراج السكنية بعد إشعار لم يمتدّ سوى دقائق قليلة.

وقد جاءت أقوال الضابط الإسرائيلي الكبير، والتي نقلها موقع «والا» الإخباري، في حديث مع المراسلين العسكريين في ختام مناورة أركانية واسعة شاركت فيها قوات من كل أسلحة الجو والبحر والبر واستمرت أربعة أيام.

وترافقت هذه المناورة مع مناورة الجبهة الداخلية المعروفة بـ «نقطة تحول 15» والتي استمرت أسبوعاً. ونقل المراسل العسكري لموقع «والا» أمير بوحبوط، عن الضابط الكبير قوله إنه «خلال الأيام الأربعة للمناورة نجحنا في مهاجمة كل آلاف الأهداف التي هاجمناها في حرب لبنان الثانية».

تجدر الإشارة إلى أنَّ المناورة الأركانية ركَّزت أكثر من أي شيء على الجبهة الشمالية وتحسين الجاهزية العسكرية فيها ضمن رؤية لعملية حربية واسعة النطاق. وتم في المناورة، بشكل أساسي، اختبار قدرات سلاح الجو في تفعيل كامل أسرابه وقصف أكبر عدد ممكن من الأهداف خلال أقصر وقت ممكن. ولاحظ ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي أنَّ «هناك سيرورة غريبة في الجبهة الشمالية: في سوريا توجد صراعات وقتال، ولكن في السنوات الأخيرة أيضاً حدث تعاظم واسع النطاق في كل ما يتعلق بمنظومة الدفاع الجوي». وقال إنَّ هذه المنظومة لم تتأثَّر كثيراً جرَّاء القتال الدائر. ضابط إسرائيلي آخر، أشار إلى أنَّ سوريا تملك منظومة صواريخ أرض – جو من طراز «اس ايه ـ 22».

وفي شرحه للوضع في لبنان، قال الضابط الإسرائيلي الكبير إنَّ «حزب الله» يعيش ضائقة إستراتيجية شديدة، وكشف النقاب عن أن ما بين ستة إلى ثمانية آلاف من مقاتلي الحزب البالغ عددهم 25 ألفاً، يوجدون حالياً في سوريا. وقال إنَّ لـ «حزب الله» أيضاً مئات المقاتلين في العراق وإنَّه قام مؤخراً بإرسال مستشارين إلى اليمن. وأوضح أن الحزب شرع مؤخراً بنقل مقاتلين من الجنوب اللبناني بعتادهم الشخصي إلى سوريا، لكنَّه أقرَّ بأنَّ إسرائيل لم تلحظ حتى الآن قيام «حزب الله» بنقل أسلحة من جنوب لبنان وهو يستخدم في سوريا ذخائر من هناك. وبحسب الضابط الكبير، فإنَّه برغم الحرب في سوريا، لم يغير الحزب منظوماته النارية ضدّ إسرائيل وهناك أكثر من 100 ألف صاروخ لا تزال موجَّهة نحو كل الأراضي المحتلة. ووفق تقديراته، سقط لـ «حزب الله» في سوريا «منذ بدء القتال حوالي 700 مقاتل منهم 100 فقط في الأسبوعين الأخيرين».

واعترف الضابط الإسرائيلي بأنَّ «تنظيم القاعدة في بلاد الشام – جبهة النصرة» يتواجد على «مسافة 50 متراً من السياج الحدودي في جنوب الهضبة وهو يسيطر ميدانياً. نحن لا نتواصل معهم، وخلافاً لما هو قائم في وسط هضبة الجولان، فإنَّ الجيش السوري الحر لا يتواجد في جنوب الهضبة». وأضاف أنَّ الرئيس السوري بشار الأسد «يعيش حالياً أصعب ظرف منذ بدء القتال. وفي هذه المرحلة، لا يفكر الإيرانيون في نقل مقاتلين من إيران إلى سوريا، لكنهم بالتأكيد يستخدمون متطوعين شيعة. وهناك فهم بأنه لا أمل لنظام الأسد في الانتصار واستعادة سوريا الكبرى، لذلك فإنَّ الصراع يدور فقط على المنطقة العلوية الواضحة».

ونقلت «هآرتس» عن الضابط الإسرائيلي هذا قوله إنَّ «الواقع في سوريا بالغ التعقيد: ففي الفضاء العلوي للاذقية، هناك تواصل منسجم وسيطرة أكثر جوهرية لقوات الأسد، لكن في درعا ودمشق الوضع أكثر تعقيداً وصعوبة». وأضاف «أنا لا أريد التنبؤ، لكن سوريا تعيش في وضع هو الأصعب منذ بدء القتال».

عموماً، طمأن الضابط الإسرائيلي الكبير الدروز في إسرائيل لمصير الدروز السوريين في الجيب الدرزي القريب من هضبة الجولان، قائلا: «نحن نسيطر بالرصد وبالنيران على هذه المناطق، ولكن ليس من الصواب وضع خطوط حمراء. إذا وصل أناس إلى السياج الحدودي، سنحرص فعلاً على إبقائهم خارجها، لكننا لن نسمح بذبح الناس خلف السياج، وبالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالدروز».